"الفدية".. فيروس جديد يضرب 99 دولة حول العالم.. وخبراء: مراكز نشره لم يتم تحديدها

صورة تعبيرية
كتب : أحمد سعد

يواجه العالم حالة من الهجوم الإلكتروني غير المسبوق، عن طريق مجموعة من القراصنة، والذي ضرب حوالي 99 دولة، وتسبب في 45 ألف هجوم إلكتروني بينها مؤسسات وهيئات حكومية عالمية.

حذر مركز معلومات مجلس الوزراء، من اختراق أجهزة الحاسب الآلي للأشخاص والمؤسسات، تحت عنوان "‎هجمات غير مسبوقة لبرمجيات تستهدف المؤسسات في أنحاء العالم".

وذكر مركز المعلومات، عبر صفحته "فيسبوك": "من المبكر أن نقدر حجم التأثير على مصر في الوقت الحالي، لكن نوعية الهجمات والفيروسات الخبيثة المستخدمة فيها شديدة الخطورة، ننصح المؤسسات والأشخاص بضرورة اتباع الحذر عند فتح ملفات مرسلة بالبريد الإلكتروني، وعدم فتح ملفات مرسلة من مصادر غير معروفة أو غير موثوق بها، وضرورة حفظ أكثر من نسخة backup من البيانات والملفات المهمة على وسائط منفصلة، بعيدا عن الحواسب بصورة دورية، وأخيرا ضرورة استخدام برمجيات أصلية محدثة".

وتأذى العديد من مستخدمين الإنترنت بسبب الهجوم الإلكتروني، ووقعت شركات عدة مشهورة مثل شركة “زي فيدكس” ضحية لهذا الفيروس، بالإضافة إلى هيئة الصحة فى بريطانيا، وفى ألمانيا هيئة قطارات ألمانيا، ووزارة الدفاع الروسية والعديد من الجامعات فى إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.

وتعتبر مصر من أكثر الدول التى انتشر بها الفيروس، ويقوم الهاكرز بتحذير ضحاياهم أنه فى حالة عدم إرسال مبلغ 300$ سوف يتم مسح البيانات الخاصة بهم فى مدة لا تتجاوز سبعة أيام، وعندما يتم اختراق جهاز تظهر رسالة محتواها أنه تم تشفير جميع بيانات الجهاز وحجبها عن صاحبها حتى يقوم بإرسال الأموال.

الهجمات الإلكترونية ليست جديدة على العالم، حيث بدأ مع شيوع استخدام الكمبيوتر أواخر سبعينيات القرن الماضي، وسرعان ما تحول السلوك الذي بدا في بدايته انحرافا لمراهقين شغوفين بالتكنولوجيا، إلى حرب تُشن بين الدول.

وأعلنت عدة جهات على مستوى العالم، تعرضها لهجمات إلكترونية، عن طريق برنامج خبيث معروف أدى إلى تعطيل الحواسيب وطالب بالحصول على فدية بعملة "بيتكوين" الافتراضية.

وذكر متحدث باسم "إن.إتش.إس" فى تصريح صحفى إن عيادات ومستشفيات فى عدة مدن ومقاطعات فى إنجلترا من ضمنها العاصمة لندن صارت عاجزة عن دخول قاعدة البيانات الشخصية الخاصة بالمرضى.

وأضاف أن كل بيانات المرضى تم تشفيرها من قبل قراصنة كمبيوتر يطالبون بدفع أموال مقابل إزالة نظام التشفير، مؤكدا أنه لا توجد أى دلائل حتى الآن تشير إلى نجاح القراصنة فى سرقة بيانات المرضى والموظفين.

وكان عدد من الشركات الإسبانية من بين مؤسسات فى أماكن أخرى من أوروبا تعرض للهجمات، حيث أكدت شركة "تيلفونيكا" العملاقة للاتصالات فى بيان لها إنها علمت بوقوع "حادثة تتعلق بالأمن الإلكترونى"، لكن العملاء والخدمات لم تتأثر.

وذكرت تقارير أيضا أن شركة "إيبردرولا" للطاقة و"غاس ناتشورال" للغاز تأثرت أيضا بالهجوم، وصدرت تعليمات للعاملين فى هذين الشركتين بإغلاق حواسيبهم، حسبما ذكرت التقارير.

الإلكترونى الذى استهدف خدمة الصحة العامة (إن إتش إس) فى بريطانيا كان "هجوما دوليا" استهدف "دولا ومنظمات عدة".

وبحسب محللى "فورس بوينت سيكيوريتى لابس" فإن الهجوم كان "ذا بعد عالمى" وطاول منظمات فى استراليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمكسيك. وتمثل فى "حملة كبيرة من الرسائل الإلكترونية المؤذية".

ومن جانبها قالت ماى لقناة سكاى نيوز "نحن نعلم بأن بعض منظمات خدمة الصحة العامة أبلغت عن تعرضها لرسائل إلكترونية خبيثة" لتعطيل أجهزتها.

واستخدم فى عملية القرصنة الإلكترونية التى شملت عشرات المستشفيات فى إنكلترا، فيروس "وأنا ديكربتر"، بحسب خدمة الصحة العامة البريطانية. ويتولى هذا الفيروس تشفير محتويات الحاسوب الذى يهاجمه بغرض مطالبة صاحبه بفدية فى مقابل تمكينه من مفتاح إزالة التشفير.

وأضافت ماى "إن الهجوم لم يكن يستهدف خدمة الصحة العامة (البريطانية) بل هو هجوم دولى طاول بلدانا ومنظمات عدة" من دون أن توضح المواقع المستهدفة وعدد الكيانات المعنية، قائلة "ليس لدينا أى براهين على المساس بمعطيات المرضى".

من جانبه يقول مالك صابر، خبير أمن المعلومات، إن عملية القرصنة يقوم عليها عدد من المحترفين في مجال تقنيات الأجهزة الآلية والحواسيب، فضلا عن قدرتهم على صنع "فيروسات" غير متعارف عليها لإختراق الأجهزة وملفات الدولة الخاصة بالمعلومات في جميع القطاعات، مشيرا إلى أن ماتم خلال الساعات الماضية كان عن طريق فيروس يسمى "الفدية"، والذى هاجم أجهزة الحاسب الآلى فى 99 دولة من بينها مصر مؤخرًا.

وتابع صبري في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن فيروس الفدية، يستغل ثغرة فى الويندوز ويقوم بتشفير ملفات الهارد بشكل كامل ويطلب الهاكرز بعدها من الضحية 300 دولار للإفراج عن الملفات الخاصة به، مطالبا الحكومات بضرورة العمل على تطوير الحاسوبات، وتقديم برامج جديدة تتكمن من التصدي للفيروس الجديد.

وأكد، أن طريقة الحماية للأجهزة التي لم يصيبها الفيروس، حتى الآن، هو عدم تحميل أي ملفات غير موثوق بها، إلى جانب الابتعاد عن تفعيل كافة الروابط الالكترونية مجهولة المصدر، كما يجب الاحتفاظ بنسخة احتياطية من البيانات على هارد ديسك خارجي، ويتم حفظها بعيد عن الجهاز الخاص.

وفي سياق متصل يقول الخبير عادل عبدالمنعم، إن أجهزة الدولة يمكنها معرفة الملفات المصابة عن طريق الفيروس، بطريقتين، أولهما إبلاغ الحالة المصابة بنفسها للمركز الوطنى للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات، والثانية عبر إبلاغ شركات أمن المعلومات العالمية أن هناك أجهزة فى مصر تخاطب مراكز الفيروس فى العالم، وبالتالى تقوم بتحذيرنا.

وأوضح عبدالمنعم، أن المركز يعمل على وضع حلول لـ(حالة الاشتباه) فى مصر ويعمل على كشف تفاصيلها، لافتًا إلى أن مراكز نشر الفيروس فى العالم لم يتم تحديد مواقعها، وتتغير من وقت لآخر ومن مكان إلى آخر بسرعة، مطالبًا وسائل الإعلام بـ"توعية المستخدمين والجهات الحكومية".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً