تفاصيل لقاء السيسي وملك الأردن.. تأسيس ناتو عربي إسلامي لمواجهة الإرهاب.. خبير عسكري: دور مصر لن يخرج عن الدور المعلوماتي

الرئيس عبد الفتاح السيسي
كتب : أحمد سعد

وصل الملك الأردني عبد الله الثاني، صباح اليوم الأربعاء إلى القاهرة، في زيارة رسمية قصيرة لعقد مباحثات قبيل القمة العربية الإسلامية الأميركية المقررة في العاصمة السعودية الرياض.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ملك الأردن لدى وصوله إلى مطار القاهرة الدولي.

وبحسب تقارير إعلامية محلية، فإن الزيارة التي تستغرق ساعات قليلة تشمل مباحثات مع السيسي حول الجهود المصرية والعربية لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة قبل القمة العربية الإسلامية الأميركية.

وتعد زيارة الملك عبد الله الثاني إلى مصر الثانية خلال ثلاثة أشهر، حيث زار القاهرة في 21 فبراير الماضي وأجرى مباحثات رسمية تطرقت إلى عدد من القضايا وشملت العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية.

وشهدت الزيارة، على العديد من المشاهد التي أوضحت مدي العلاقة القوية بين البلدين، وظهر ذلك من خلال إطلاق المدفعية21 طلقة فور وصول العاهل الأردني إلى قصر الاتحادية بصحبة الرئيس السيسي، كنوع من الترحيب، كما عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى للبلدين، واستعرض الزعيمان حرس الشرف.

وفى هذا الإطار، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إنه تم عقد جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور رئيسى وزراء البلدين وأعضاء الوفدين، وأكد الرئيس ترحيبه بالملك فى بلده الثانى مصر، مشيرا إلى الاهتمام الذى توليه مصر للتنسيق المستمر مع الأردن بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودفع العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين.

وأعرب الرئيس عن تقديره لمواقف المملكة الأردنية الهاشمية الثابتة، والدور المهم الذى تضطلع به "عمان" خلال رئاستها للقمة العربية، لتحقيق مصالح الدول العربية.

اقرأ أيضًا: قمة

الأشقاء بين مصر والأردن.. وخبراء: "القضية الفلسطينية" و"محاربة الإرهاب"

أهم أسباب الزيارة

من جانبه، أكد الملك عبد الله الثانى، سعادته بزيارة القاهرة، مشيرا إلى حرصه على الحفاظ على مستوى التنسيق والتشاور المتميزين بين الجانبين، فى ظل أهمية ومحورية الدور المصرى على الصعيدين الإقليمى والدولى، لمواجهة التحديات المشتركة التى تمر بها الأمة العربية فى الوقت الحالى.

وأضاف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن المباحثات تناولت استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ أكد الزعيمان ارتياحهما لمستوى التنسيق القائم بين الجانبين، بما يساهم فى تطوير التعاون المشترك بينهما وتعزيز العلاقات والروابط التاريخية التى تجمع الشعبين.

كما تم عرض المشروعات التنموية الجديدة التى تنفذها مصر، وعلى رأسها مشروع العاصمة الإدارية، إذ تم بحث إمكانية التعاون فى تنفيذ مشروعات مشتركة فى مجالات البنية التحتية، واستعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية، إذ أكد الجانبان ضرورة العمل على دفع الجهود الدولية الرامية للتصدى للإرهاب، فى إطار استراتيجية شاملة تسعى للقضاء على هذه الآفة التى باتت تهدد المجتمع الدولى بأسره.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد الزعيمان على ضرورة استثمار الزخم الذى تولد مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة، للعمل على استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وصولا إلى حل الدولتين واستنادا لمبادرة السلام العربية، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذى يساهم فى إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.

وكشف عدة تقارير صحفية، ارتباط الزيارة بتأسيس "الناتو الإسلامي"، حيث سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء، في تقرير لها، على طرح رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب رؤيته للهيكل الأمني الإقليمي المعروف بـ "ناتو العرب" خلال زيارته إلى السعودية.

وأوضحت الصحيفة، أن هدف التحالف الإسلامي هو محاربة الإرهاب ومواجهة إيران.

ونوهت الصحيفة إلى أن ترامب سيعلن أيضًا، كجزء من خطته، عن واحدة من أكبر صفقات السلاح في التاريخ، لافتةً إلى إجراء إدارة ترامب والسعودية من وراء الكواليس مفاوضات مكثفة بقيادة مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب الصحيفة، فإن أحد أهداف إدارة ترامب الرئيسية تتمثل في وضع إطار ومبادئ للناتو الإسلامي السني، ما يمهد الطريق أمام هيكل تنظيمي شبيه بحلف الناتو.

وقال الباحث بمركز التقدم الأمريكي " بريان كاتوليس": "يتطلع العديد من الشركاء الأمنيين للولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة منذ سنوات.. قيمة الاتفاق تعتمد على نتائج ما ينتج عنه- من خلال تحقيق مزيدًا من الاستقرار، وحل النزاعات في دول مثل اليمن وسوريا، وتحقيق تقدمًا في مكافحة الجماعات الإرهابية في أنحاء المنطقة".

ورأت الصحيفة أن الجزء المؤكد في فكرة ناتو العرب هو حزمة الأسلحة للسعودية التي سيعلن عنها ترامب في الرياض بقيمة تتراوح ما بين 98 مليارا إلى 128 مليار دولار أمريكي.

اقرأ أيضًا: حلم

"الناتو العربي" يقترب..مناورات مشتركة بين مصر والولايات المتحدة..خبراء

"هدفها التدريب العسكري

من جانبه يقول الخبير العسكري جمال مظلوم، إن تأسيس ناتو عربي إسلامي، يأتى مع تزايد التحديات الإرهابية التي تواجه كافة الدول العربية، فضلا عن الدول الغربية، كما أن تسميته بهذا الاسم هو لإبراز حقيقة المفاهيم الإسلامية، وجهودها في نزع فتيل الإرهاب في العالم أجمع، نظرا للفكر الخاطئ الذي تتبناه التنظيمات الإرهابية.

وأشار مظلوم، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إلى إن الدور المصري في مثل هذه التحالفات لن يخرج عن الدور المعلوماتي، ولن تشارك مصر عسكريا، مشيرا إلى أن زيارة ملك الأردن إلى مصر، ستطرق بالتأكيد لتلك القضية، مؤكدا أهمية التحالفات المشتركة في الوقت الراهن لردع الهجوم الإرهابي وإنقاذ الدول العربية من خطرهم.

من جانبه يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة ملك الأردن إلى مصر تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، المتصلة بمكافحة الإرهاب، تأتي على قائمة المشاورات الرئاسية الرئاسية بين الطرفين.

وتابع فهمي، أن تأسيس ناتو عربي أو بمسماه الحالي "ناتو إسلامي" أصبح ضرورة ملحة في المرحلة الحالية، ويهدف لتوحيد الجبهة العربية في وجة التيار الإرهابي، إلا أن آلية الدور الذي ستقوم به مصر في حالة تأسيس الناتو، لابد من طرحها على الرأي العام بكل شفافية، لا سيما في تزايد الشائعات المتسمرة خلال الأشهر الماضية حول الدور العسكري الذي تقوم به مصر في التحالفات المشتركة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً