أثار القرار الذي اتخذته وزارة الأوقاف، بخصوص منع الأذان في مكبرات الصوت، أثناء صلاة التراويح، حالة من الجدل في المجتمع المصري، فتنوعت الأراء ما بين مؤيد ومعارض، فهناك من يرى أن ذلك تعدي على روحانيات الشهر الكريم، وعلى الجانب الآخر ظهر من طالب بتطبيق هذا القرار، لأنه قرار صائب.
وكان الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف، صرح، أمس الأول، أن صلاة التراويح وختم القرآن الكريم ستكون بمعظم مساجد الجمهورية، مشيرًا إلى أن صلاة التراويح ستكون بالسماعات الداخلية، لأنه من الرعونة أن تسمع كل الناس صوت صلاة التروايح، خاصة أن الصوت العالي لا ينتبه له الناس، في حين أنه من المفترض أن يسمع فقط من يريد، مشيرًا إلى أنه سيتم وضع مكبرات صوت أمام المسجد، في حالة وجود مصليين بالخارج، يؤدون صلاة الترايح.
وأضاف طايع أن الوزارة لم تمنع إقامة صلاة التراويح في المساجد، ولكن تم تحديد 3453 مسجدًا على مستوى الجمهورية للاعتكاف، منهم 218 مسجدًا في القاهرة.
وترصد "أهل مصر" رد الفعل على قرار وزارة الأوقاف بمنع مكبرات الصوت في صلاة التراويح فيما يلي:
- "العميد" ينتقد:
وأوضح أحمد حسن، لاعب منتخب مصر السابق، وعميد لاعبي العالم، أنه لا يرغب في الدخول في هذا الشأن، ولكن الحالة هنا مختلفة، فالأمر دفاعًا عن الدين الإسلامي، موضحًا أنه في الأصل رجلًا درس في الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن صوت صلاة التراويح في رمضان تعبر عن الروحانية، والقرآن شفائًا للناس.
وأوضح أنه في حالة تأثير صوت صلاة التراويح التي تستغرق ساعة ونصف على الأكثر على الطالب، فالأفضل أن يذهب إلى الصلاة، ومن ثم يكمل المذاكرة، مشيرًا إلى أن الصلاة ستحمي الطالب من مشاكل كثيرة بالحياة.
وأشار إلى أن منع مكبرات الصوت في الأيام العادية أمر يرجع إلى وزارة الأوقاف، ولكن منعه في صلاة التراويح يعد تعدي على روحانيات الشهر الكريم، موضحًا أن المساجد لا تستوعب حجم المصلين داخلها، وهذا يؤدي إلى الصلاة خارج المسجد، ومنع مكبرات الصوت يقتص من حق هولاء المصلين.
وأكد حسن على ضرورة تراجع وزير الأوقاف عن هذا القرار، لأن صلاة التراويح هي ركن هام في الشهر الكريم، موضحًا أن التراجع عن هذا القرار يعتبر شجاعة وليس تنازلًا.
- محبي آل البيت: "الموت البطيء"
فيما أوضح وليد إسماعيل، رئيس ائتلاف محبي الصحف وآل البيت، أن منع مكبرات الصوت في المساجد لا تدل على شئ سوي الموت البطيء، مشيرًا إلى أن أصوات الأغاني تعلو في كل مكان، بالإضافة إلى محلات الخمور والمسلسلات.
وأشار إلى أن حجة أن القرآن الصادر من مكبرات الصوت يؤذي مشاعر الأخرين، لا أساس له من الصحة، نظرًا لأنه لا يوجد بيت لديه طالب ثانوية عامة صدر منه شكوي بخصوص عدم القدرة على المذاكرة أثناء صلاة التراويح.
وأكد أن رمضان له مظاهر اعتاد عليها المجتمع، منها فوانيس رمضان وقيام الليل، ومنع أصوات الصلاة في هذا الشهر الكريم، يعد تدخل في عادات الشهر.
وهاجم إسماعيل وزارة الأوقاف، حيث قال أن وزير الأوقاف يخرج بالتصريحات الشاذة، التي تثير البلبلة في المجتمع.
- علي الأزهر: "نحتاج ضوابط"
فيما أوضح الدكتور على الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن مسألة منع مكبرات الصوت، أمر بحاجة إلى الكثير من الضوابط، وضرب مثال على الزوايا التي يصلي بها عدد صغير من المواطنين، وتحتوي على مكبرات صوت عالية، تتسبب في أزعاج المواطنين، ومن هنا فيجب أن يتم تعديل القرار إلى منع مكبرات الصوت من الزوايا والاحتفاظ بها في المساجد.
أما عن النواب، فقد رفض عبد الكريم زكريا، عضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب منع وقف الميكروفون الخارجى فى صلاة التراويح، مشيرًا إلى أنها تعتبر من المظاهر التى اعتاد عليها المسلمون في شهر رمضان الكريم.
وأكد على أنه في حالة تطبيق مديرية الأوقاف بمحافظة القاهرة قرار منع الميكرفون في صلاة التراويح بشهر رمضان الكريم، سوف يتقدم بطلب إحاطة لوزير الأوقاف لإلغاء القرار.
- "حمروش": "أمر جيد"
فيما أوضح عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، أن قرار منع مكبرات الصوت في صلاة التراويح، يعد أمرًا جيدًا، موضحًا أن الوزراة تهدف في هذا القرار إلى عدم الأضرار بأحد الموطنين، وابرز فكرة أن الأخلاص في الصلاة وعدم التركيز على المظاهر هي أساس الموضوع.
وأكد حمروش على أنه لا يوجد مخالفة شرعية في منع مكبرات الصوت في صلاة التراويح، لافتًا إلى اقتصار استخدام مكبرات الصوت في صلاة الجمعة فقط، وغير ذلك يمكن الإكتفاء بالسماعات الداخلية بالمسجد.