أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم الجمعة دور الطليعة المثقفة في الجزائر في رفع التحديات الجديدة التي تواجهها البلاد ومواجهة الأزمة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط بالسوق العالمية.
وقال بوتفليقة - في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى الـ61 ليوم الطالب، تحت شعار (الطالب، مجد الآنف، فخر اليوم)، قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال إيمان فرعون، خلال حفل احتضنته مدينة وهران بحضور وزير الشئون الدينية والأوقاف وزير المجاهدين بالنيابة محمد عيسى و وزير التعليم والتدريب المهنيين وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة محمد مباركي - إن "الجزائر التي تواجه صدمة انهيار أسعار النفط وكل ما ينجر عنها من مصاعب اقتصادية واجتماعية..بحاجة إلى طليعتها للمساهمة في شرح أسباب الأزمة وترقية سبل وحلول التغلب عليها".
وأضاف أن "مساهمة نخبتنا في هذه المعركة في شكل خبرات لتستعين بها الحكومة وكل الهيئات المساهمة في تسيير البلاد هو أمر ضروري، وأن معركة شرح التحديات الجديدة وما تتطلبه من عزم وتجنيد في أوساط المجتمع تشكل جزءا مهما من تعبئة بلادنا أمام الأوضاع الحالية".
وأوضح أن "مساهمة الطليعة الوطنية في هذا المجال ستسمح لا محالة برفع درجة الوعي في أوساط المجتمع ومن ثمة إبطال بعض المحاولات الداخلية أو الخارجية لزرع الإحباط أو خلق البلبلة".
وتابع الرئيس بوتفليقة قائلا: "كما أن شرح ضرورة تحرر بلادنا اقتصاديا من التبعية المفرطة للنفط وكذا استغلال قدراتها المتعددة والهائلة لكي نصل إلى مسار تنموي مستدام وإلى ضمان دوام خياراتنا الاجتماعية والتضامنية هي من المساهمات التي يمكن لطليعتنا العلمية من حاملي الشهادات ومن الطلبة أن يزرعوها في أوساطهم العائلية وفي جوارهم ومن ثم في كل صفوف وطنهم لتعبئة المعنويات وتحرير الإرادات إلى الجهد المنشود والصمود المطلوب لكي نجتاز مصاعبنا المالية الراهنة".
وذكر الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة ب"الجهود الهائلة التي بذلتها الجزائر والتي سمحت لوطننا بكسب الملايين من متخرجي هيئاتها التدريبية هيئات تحتوي كذلك حاليا على عشرة ملايين من طلبة وطالبات ومن تلاميذ منظومتنا التربوية".
من جهة أخرى ، تطرق بوتفليقة إلى مخاطر العولمة التي تهدف إلى "طمس الهوية الوطنية والثقافية ومقوماتها الرئيسة اللغوية والدينية وإلى تكريس الهيمنة الاقتصادية"، داعيا الشباب الى أن "يستلهم من تضحيات أولئك الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة والاستماتة في الدفاع عن بلادهم المفدى ويتمسكوا بالهوية الوطنية وموروثها الحضاري لمجابهة كل خطر قد يحدق بوطننا".