في رمضان.. 60% من الغذاء مصيره صناديق القمامة.. وخبير اقتصادي يطالب بخلية أزمة لفرملة الأسعار

صورة ارشيفية

يهتم المصريون بطعامهم كثيرا خصوصا في رمضان الذي يلقبونه بـ"شهر الكرم"، فتكثر السهرات و"العزومات" والضيافات، ومن المتوقع أن تزيد نسبة الإنفاق على المأكولات لتصل إلى 55 % أي أكثر من نصف ميزانية المصريين، وكانت النسبة في السنوات الأخيرة تتأرجح بين 40 و50 %.

فيما يلجأ الكثيرون لتخزين السلع وشرائها بكميات كبيرة قبل حلول الشهر المنتظر، فإن السلع المرنة هي السلع التي لا يمكن الاستغناء عنها، مثل الأدوية والأطعمة الأساسية، مثل الأرز والزيت والسكر والدقيق والمكرونة وغيرها من السلع الهامة للحياة اليومية، إذ لا يمكن الاستغناء عنها حتى لو ارتفع ثمنها.

وبعد الغلاء المتزايد في الأسعار خاصة بعد قرار "تعويم الجنيه" ستنفق كل أسرة مصرية أكثر من نصف ميزانيتها على الطعام، لكن حركة الشراء ستختلف وذلك بشراء كميات أقل من منتجات الألبان، واللحوم، والمشروبات بأنواعها، والمنتجات الرمضانية، وشراء كميات وفيرة من الأرز، المكرونة، الزيت، والسكر، فهي سلع أساسية جدا خصوصا في رمضان.

اقرأ أيضًا: البطيخ والموز ابرزها.. قائمة بانواع الفاكهة الهامة على مائدة الإفطار

إن نسبة الفاقد الغذائي لا تقل عن 60%، يكون مصيرها صناديق القمامة، وتزداد إلى 75% في العزومات والولائم لأن مصروفات شهر رمضان، في اليوم، تعادل تكاليف 90 يومًا عاديًا، وأن 83% من الأسر المصرية تغير عاداتها الغذائية خلال هذا الشهر، لتتضاعف النفقات بسبب العزومات والولائم الجماعية بنسبة 23%، بالمقارنة بالأشهر العادية، إضافة إلى ازدياد نسبة استهلاك المكسرات بنحو 25%، وكذلك زيادة استهلاك اللحوم والطيور، كما ترتفع نسبة استهلاك الزيوت والسكر بسبب الحلويات وكعك العيد.

فى هذا الصدد قامت" أهل مصر" بأخد آراء خبراء الاقتصاد حول حجم إنفاق المصريين فى رمضان.

من جانبه أكد الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادى أن الأسر المصرية تنفق 250 مليار جنيه سنويًا على الطعام، يستحوذ شهر رمضان وحده على النصيب الأكبر منها، وأن الإنفاق على الغذاء يمثل 45%، من إجمالي إنفاق الأسرة المصرية السنوي، ويستحوذ شهر رمضان وحده على 15% من هذه النسبة، ويأكل المصريون نحو 28 مليار رغيف من الخبز، و70 ألف طن فول، قيمتها 220 مليون جنيه، و160 مليون دجاجة، و100 ألف طن حجم الاستهلاك من الحليب، 65 ألف طن منها يباع عن طريق الباعة الجائلين ومحلات البقالة، و60 ألف طن زبادي.

وأكد أن زيادة الاستهلاك ستتأثر بالتأكيد بزيادة أعداد السكان من العام الماضي للعام الحالي، ومن الصعب تقليل الكميات، خاصة السلع الأساسية، والسبب الرئيسي العادات المجتمعية في شهر رمضان التي تعتمد على زيادة تناول الأكلات، وكل ذلك بالتزامن مع زيادة الأسعار بصورة غير طبيعية، لأن الإنفاق في الأوقات العادية غير الموسمية زاد بنسبة 25% على الأقل حتى تستطيع الأسرة شراء نفس الكميات التي تحتاجها من السلع بالمقارنة مع فترة ما قبل تعويم الجنيه في شهر نوفمبر الماضي، فإجمالي الإنفاق ارتفع.

وأشار إلى أن المواطن المصري يستقبل رمضان هذا العام وسط أجواء متوترة وصعبة حيث شهدت الأسواق ارتفاعا في أسعار العديد من المواد الغذائية‏، هذا بالإضافة إلى أن الأسرة المصرية هذا العام مطالبة بتوفير أربع ميزانيات خلال فترة محدودة جدا لـقضاء إجازة المصيف، وشهر رمضان وعيد الفطر والعام الدراسي، الأمر الذي أحدث ارتباكا وحالة من الاختناق في ميزانية الأسر المصرية، إلا أن الأرقام تؤكد تمادي المصريين في إنفاقهم علي السلع الاستهلاكية ليصل إلي ملياري جنيه يوميا خلال الشهر الكريم، وأن الطعام يأتي في المرتبة الأولى من حجم إنفاق الأسرة المصرية فيما يتوقع خبراء اقتصاد أن يتضاعف هذا الرقم في السنوات المقبلة خصوصا في الأسر الفقيرة والمتوسطة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية المصرية خلال الأشهر الستة الماضية فإن حجم الاستهلاك لم يرتفع لأن المستهلك المصري قام بتخفيض الكميات التي يشتريها بسبب الغلاء.

وأوضح أن 60 بالمائة من طعام الموائد المصرية خلال رمضان يكون مصيره الإلقاء في القمامة وترفع هذه النسبة إلى 75 بالمائة في المناسبات والولائم، وفي الأسبوع الأول من رمضان وحده، يأكل المصريون نحو 2.7 مليار رغيف من الخبز و10 آلاف طن من الفول، الطعام الأساسي لغالبية الشعب في وجبة السحور، و40 مليون دجاجة، فإن معدلات استهلاك السلع الغذائية خلال شهر رمضان يرتفع بمعدل 70 في المائة عن باقي أشهر السنة، ويرتفع استهلاك منتجات اللحوم والدواجن بـنسبة 50 بالمائة.

وأشار إلى أن الدراسات تؤكد أن نحو 83 بالمائة من الأسر المصرية تغير عاداتها الغذائية في شهر رمضان ويزداد استهلاك المصريين بشكل ملحوظ من جميع الأغذية فترتفع نسبة استهلاك اللبن (زبادي) والسمن 200 بالمائة واللحوم والطيور 66.5 بالمائة والحلويات 63.5 بالمائة والمكسرات من البندق واللوز والفستق وأنواع أخرى 25 بالمائة. ويستغل التجار هذا النهم فيقومون برفع الأسعار "بشكل جنوني وغير مبرر"، رغم أنه في شهر رمضان تتوقف معظم الأعمال والقطاعات، إلا أن القطاع الاستهلاكي يشهد تطورا كبيرا.

وأضاف أن الأسرة المصرية تنفق 44.9 % من إجمالي إنفاقها السنوي على الطعام، فيما يتوقع خبراء اقتصاد أن يتضاعف هذا الرقم في السنوات المقبلة، خصوصا في الأسر الفقيرة والمتوسطة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية المصرية، وأن 83 % من الأسر المصرية تغير في شهر رمضان عاداتها الغذائية، لأن نسبة الإنفاق المالي تتضاعف، فعلى سبيل المثال يرتفع معدل استهلاك الحلوى إلى نحو 5.66 % فيما يصل استهلاك اللحوم والطيور إلى نحو 63 % إلى جانب حدوث تغيرين آخرين في العادات الغذائية وهما زيادة نسبة استهلاك المكسرات بنحو 25 %، مقارنة بمعدلات الشهور العادية من العام، ويرتب على هذا الإسراف وزيادة نفقات الطعام في رمضان ارتفاع في نسبة الفاقد في الموائد المصرية خلال رمضان ليصل لنحو 60 %، ويتجاوز معدل الـ 75 % في الولائم العائلية، وغالبا لا يتم الاستفادة من هذه الكميات، مما يعنى أن هناك تأثيرا سلبيا على الاقتصاد القومي.

اقرأ أيضًا: محافظ أسوان يوجه بالحد من استخدام زينة رمضان لترشيد الكهرباء

ما يعادل نصف عائدات قناة السويس يلقى في القمامة

وأوضح أنه تكثر التبرعات وأيضا المثال الأبرز وهو تجهيز "شنط رمضان" ومن المتوقع أن ينفق المصريون 6 % من ميزانياتهم على الخروجات، التي يهددها أيضا كارثة ارتفاع الأسعار في أغلب المجالات وإنه من السلبيات الكارثية في هذه الاحتفالات أن تقريبا ٤٠٪ من موائد وعزومات رمضان والعيد تلقى في القمامة بما يعادل تقريبا ٢٠ مليار جنيه أو ما يعادل ٢.٥ مليار دولار وهي ما تعادل نصف عائدات قناة السويس في عام أن كمية الطعام التي يتم تخزينها بالمنازل قبل وخلال شهر رمضان تكفي لإطعام خمس دول أفريقية فقيرة، ولكنها العادات والموروثات القديمة للمصريين منذ عصر الدولة الفاطمية والإخشيدية والمملوكية، حيث الإنفاق ببذخ والإسراف بلا حدود لإدخال البهجة والفرحة علي المصريين وأسرهم.

ويعتمد التجار في رمضان على كثرة البيع وقلة الأرباح بهدف تصريف أكبر قدر ممكن من المخزون لديهم، وهذا يدفع الشركات إلى خفض نسبة أرباحها إلى 5% بهدف تحقيق نسبة مبيعات عالية من خلال العروض على المنتجات التي تجذب المستهلكين لشراء المنتج بأقل سعر.

وأضاف أن معظم المستهلكين شهر رمضان ينتظرون لشراء السلع بأسعار أقل لما تشهده الأسواق من منافسة بين الشركات لتقديم أفضل الخدمات بأسعار مخفضة، كما أن الإقبال الزائد من قبل المستهلكين في رمضان يحفز الشركات للقيام بعروض كبيرة، حيث إن نسبة 60-70% من المستهلكين يعتمدون على التخفيضات في شراء مستلزماتهم، وهذا ما يسهم بارتفاع حجم الإنفاق بشكل كبير، ويعتمد مدى العرض على كمية المخزون لدى الشركة ونوعية المنتج، وتتبع الشركات تصريف منتجات قديمة والتسويق لأخرى جديدة، ويحدد دخل الفرد حجم الإنفاق على الغذاء وطبيعته.

خلية أزمة لفرملة الأسعار

فى سياق متصل طالب الخبير الاقتصادي، أبوبكر الديب، المجموعة الاقتصادية الوزارية بتشكيل خلية أزمة ومجموعة عمل لفرملة الأسعار المتوقع زيادتها قبيل شهر رمضان المبارك، حيث يزداد الطلب على السلع وبالتالي ارتفاع فاتورة الاستيراد وانخفاض الجنيه.

وتوقع" الديب" إنفاق المصريين ما بين 45 و50 مليار جنيه، خلال شهر رمضان المقبل بسبب تحرير سعر الصرف متوقعًا زيادتها خلال رمضان المقبل.

وطالب "الديب"، الأسر المصرية، باتباع سياسة الترشيد، وعدم الانجرار وراء البرامج الدعائية للشركات لبيع منتجاتها.

وقال إن نسبة الفاقد الغذائي لا تقل عن 60%، يكون مصيرها صناديق القمامة، وتزداد إلى 75% في العزومات والولائم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً