فنانة من نوع مختلف، تألقت بالسينما والتليفزيون واستطاعت أن تحقق نجومية واسعة في الإتجاهين برغم صعوبة الأمر، أثارت الجدل أحياناً وابتعدت عن الشائعات طوال مشوارها الفني قدر المستطاع.
في هذا الحوار.. أجابت غادة عادل على تساؤلات طرحها الجمهور خلال الفترة الأخيرة، وإلى نص الحوار..
-لم يكن تقديم البرامج بين أولوياتك، فلماذا وافقت على "تعشب شاي"؟
تقديم البرامج لم أكن مؤهلة له نفسياً، ولم يكن الوقت متاحاً لي في البداية، لكن الأمر اختلف فيما بعد، كما أن فكرة البرنامج أعجبتني للغاية لأنها شيقة وجديدة وتناسب شخصيتي التي تحب اللعب والمرح والضحك بلا عقد أو مشكلات، وبعيداً عن الأفكار التقليدية لبرامج التوك شو المختلفة، ومن هنا كان إقدامي على الخطوة.
-لم يكن الدافع لتقديم البرنامج ضغطاً من جهات أمنية للتفرغ من جانبك؟
على الإطلاق، كل ما يقال في هذا الشأن شائعات، وما دخل الجهات الأمنية بتقديمي للبرامج؟، كما أن الداع لتقديمي لبرنامج لا يضر أو ينفع في المسائل الأمنية، إنها شائعة غريبة لا أدري هل هي مضحكة أو مغرضة يأتي وراءها نية سيئة من أشخاص ترفض النجاح لي.
-ما سبب ظهورك بجوار "تامر حسني" وهو يحاول أن يبدو أكبر سناً منك في فيلم "أهواك"؟
هل يعني هذا السؤال أنني كبيرة بالعمر؟، لابد وأن أوضح أن تامر حسني أكبر مني و لكنه يجيد إخفاء عمره الحقيقي، و لا أحتاج أي مجهود لأبدو أصغر سناً، بل على بنات جيلي أن ينافسونني في الظهور بشكل أصغر مما نحن عليه، ولأصدقك القول تامر كان يحاول الظهور في شكل رجل متزن ليبتعد تماماً عن أدواره السابقة التي تتميز بالتهور والأفعال الصبيانية التي تناسب الجيل الأصغر، و ذلك كان السبب فيه طبيعة الدور وليس عمري أنا، حيث شاركت الكثير من نجوم السينما والتليفزيون أعمالاً، وربما يكون بينهم من هو أصغر مني عمراً، لكنني لا أعاني من هذا على الإطلاق، لأنني في الأصل أبدو أصغر من عمري الحقيقي، الذي لن أصرح به الآن.
-أعرف أن مطربك المفضل "عمرو دياب"؟
نعم أحب "عمرو دياب"، ولكنني أعشق "محمد منير" الكينج، و" تامر" مطربي المفضل أيضاً، ولا يعني هذا أن أرفض أو أحب العمل معه في فيلم سينما، حيث اختار أعمالي حسب جودتها وما ستضيفه لي من إفادة في مشواري الفني، وطبعاً استمعت لكثير من أغنيات تامر وعشقت أغانيه بالفيلم نفسه، وأحسست أنها تمس كل شخص فينا بشكل ما من قريب أو بعيد، ولا يوجد أفضل من تقديم أعمال فنية تمس الأشخاص من داخلها بأي شكل، و من هنا يكون نجاح العمل الفني وتحقيقه الانتشار.
-هل حقق فيلم "أهواك" ما توقعت له من نجاح؟
لم اتوقع له قدراً معيناً من النجاح، ولكنني كنت أثق في أنه سيعجب الجمهور، أولا لأنه يقدم نماذجاً من أجيال مختلفة في التفكير والنشأة والاصطدام بينهم وارد، وهو حال كل بيت تقريباً، ومن هنا كان إعجابي بالدور، بالإضافة للجزء الكوميدي الذي يسخر من تدبير البشر الضعيف دائماً ليغيرون واقعاً، وتحمل رب الأسرة أكثر من طاقته لأجل أولاده، كلها نماذج موجودة فينا وحولنا ولا نستطيع أن ننكر وجودها.
-قدمت مع "أحمد حلمي" أكثر من عمل، فلماذا رفضت آخر فيلم؟
قدمت مع حلمي بطولتين لأفلام جمعت بيننا، حيث سبق و تشاركنا "55 إسعاف"، وكان معنا "محمد سعد"، وفيلم "جعلتني مجرماً" الحقيقة كان أكثر من رائع، وحقق نجاحاً كبيراً وانتشاراً هائلاً، ويعرض على الفضائيات حتى الآن، وحينما يعرض أتابعه وأضحك على مشاهد لم أكن اتصور أنها ستكون بهذا الجمال، ثم قدمنا سوياً فيلم "على جثتي"، الذي اعتبره من المحطات المهمة في مشواري، وربما في مشوار حلمي أيضاً، وفيه خرجت عن كل أدواري، ولا أجد سبباً في رفض عمل يجمعني بأحمد حلمي، طالما سيراعى كل منا حجم و نجومية الآخر، والعمل مع حلمي يتسم بخفة الظل، وكواليس الفيلم سريعة الإيقاع و تمتلئ بالضحك والالتزام، وهي من ضمن مميزاته.
اقرأ أيضًا: شبح غادة عادل يطارد "الزعيم" في "عفاريت عادلي علام" (فيديو)
-إذن لا خلافات تجمع بينكما؟
لا يوجد خلافات بيني وبين حلمي، واعتقد أن اجتماعنا في عمل فني لا علاقة له بكوننا على خلاف أم لا، لأن العمل ينادي صاحبه فهو رزق، ومكتوب أن أقدم بطولة ما في فيلم يجمعني بأي فنان فسوف أقدمه مهما كان الوضع، لأن العقبات من صنع البشر أساساً، و لا يمنع عنك الله شيئاً يكون في صالحك.
-هل رفضت مشاركة فريق تحكيم برنامج شهير بسبب وجود حلمي؟
لقد قدمت برنامجاً و لن أكرر الأمر، وإذا فكرت فلن يمنعني وجود أي فنان، وأنا لا أحمل في قلبي ضغائن نحو أي فنان، ووقت فيلم "على جثتي" ربما أغضبني أفيش الفيلم بعض الوقت، ولكنني تخطيت الأمر بنجاح الفيلم نجاحاً كبيراً، و لن يصل الأمر إلى حد المقاطعة بهذا الشكل، اعتقد أن البعض يهول الأمور في محاولة للزج بي في خلافات غير صحيحة.
- طالك هجوم غير عادي بسبب مشهد في مسلسل "سرايا عابدين"؟
برغم مرور وقت طويل على الأمر، إلا إنني أكرر أن المشهد لم يكن به ما يخدش الحياء على الإطلاق، و لم يكن فيه أي ألفاظ أو إيحاءات، وقصة المسلسل كانت جيدة وحقق انتشاراً كبيراً حين تم عرضه على الفضائيات، و برغم عرضه حصرياً إلا أن المشاهد كان يتابعه ويبحث عنه، ألا يكفي هذا ليرد على أي انتقادات تخص مشهداً واحداً.
-دافع عنك الفنان "قصي خولي" بشكل كبير في البرامج و التصريحات؟
لم يكن يدافع عني بالتحديد، بل كان يدافع عن عمل جيد استغرق وقتاً للإعداد واستنفذ كثيراً من المجهود والصبر والتفاني، وأنا أجد قصي ممثلاً محترماً و صبوراً ومجتهداً ويتصف بالالتزام أيضاً، و ظهوره لم يكن للدفاع عن العمل بقدر توضيح الأمور التي يستغلها البعض لتغيير الواقع، وتصويرها للناس بشكل مغاير للحقيقة، حتى الانتقادات التي تعرض لها المسلسل تاريخياً لم تضع في حسبانها أن المسلسل ليس تاريخياً بقدر ما قدم الجانب الإنساني في حياة أبطاله، وهو الجانب الذي لم يذكره التاريخ كثيراً، وربما لا يذكره على الاطلاق.
-هل تختلف الدراما المصرية عن الدراما العربية؟
لا مثيل للدراما المصرية بكل تفاصيلها، حيث تمتلئ السيناريوهات الخاصة بالمسلسلات المصرية بتفاصيل لا توجد في أي بلد عربي آخر، بدءاً من ولاد البلد والحارة الشعبية وأخلاقها ومشكلاتها وأطفالها و نسائها ومروراً بالبيئة المحيطة بها، لهذا لا يمكن أن تجد مسلسلاً مصرياً غير ناجح، ربما لم يحقق انتشاراً بعد، لكن كل المسلسلات المصرية في رأيي ناجحة، وتعرضها الفضائيات المختلفة الجنسيات عشرات المرات طوال العام مهما مر عليها الزمن.
-خلاف بينك و بين "يسرا" في كواليس مسلسل "سرايا عابدين" أطلق الشائعات عن خلافات بينكما؟
الفنانة العظيمة يسرا بخفة ظلها و حنوها ورقتها واحتوائها للموجودين دون التمييز بين نجم و فنان و حتى عامل، لا يمكن أن يجمع بينها و بين أي شخص خلاف، فكيف سيجمع بيني وبينها أي خلاف، واعتقد أن الصوت الذي استمع له مروج هذه الشائعة كان ضحكاً على موقف أو مشهد ما، صدقيني يسرا لها روح تجعلك تقعين في حبها من أول تعامل، غير أنها لا تبخل على أي من الموجودين بالمعاملة الطيبة و المساعدة من وقت لآخر، دون أن تطلبها تجدها بجوارك، فهي من الفنانات القليلات اللاتي يجدن التعامل مع النفس البشرية بكل ما فيها من مشاعر، وإجبار الآخر على حبها واحترامها.
-هل تحب "يسرا" النجومية المنفردة ولا تفضل الجماعية؟
لم أشاهد كل أعمال يسرا لأحكم عليها، ولم أكن بين الكواليس لأقول نعم أو لا، ولكن من خلال معاملتي معها لم ألاحظ فيها أي أنانية، بل على العكس تماماً فهي تتميز بالطيبة الشديدة وحسن المعاملة، و من الأعمال التي شاهدتها من بطولتها أجد معظمها جماعية مع نجمات من جيلها أو جيل بعدها، وكلها حققت نجاحاً لا يمكن إنكاره، لهذا أشك في هذا الأمر.
-كيف كانت المنافسة مع "منى زكي"؟
جمعني بمنى زكي فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" في بداياتي، وكانت تجربة مفيدة وأنتجت نجوم السينما والتليفزيون حالياً على الساحة، ووقت تصوير الفيلم كانت المنافسة بيننا لذيذة في شكل ضاحك وأحياناً ساخر، وكنا نلعب ونضحك ونأكل معظم الوقت بمشاركة هنيدي وأحمد السقا وكل أبطال الفيلم، و لم أشعر بأي منافسة من النوع الأناني الذي يجعل الناس تشعر بالحقد أو الشر من داخلهم نحو الطرف الآخر، ومن وقتها عرفت أن المنافسة التي ستجمعني بها ستكون طيبة بقدر طيبة العلاقة التي تربط بيننا، ونلتقي أحياناً في مناسبات أو مهرجانات ونتعانق بحرارة، ولا يوجد أي منافسة بيننا من النوع الذي يهم الصحافة.
اقرأ أيضًا: غادة عادل تنشر صورتها بمكياج "عفاريت"
-لكنك قدمت مسلسلاً في أحد المواسم الدرامية أمام مسلسلها و كان لها الانتصار؟
أقدم مسلسلاً كل عام أو عامين على الأكثر، ولا أقيس نجاحه فعلاً إلا بنهاية الموسم الذي أصبح يتلخص في شهر رمضان الكريم، و لا يحكم الجمهور أيضاً على كل المسلسلات حيث لا يتسع الوقت لرؤية كل هذا الكم من الدراما، و لكنني أحمد الله على ما حققته أعمالي الدرامية في الأعوام الأخيرة من نجاح، خاصة أن معظمها يعرض حتى الآن، ومنها "العهد" وغيرها من المسلسلات حتى أنني فوجئت منذ أيام قليلة بإعادة مسلسل "وجه القمر"، الذي يعتبر مرحلة و خطوة مهمة في مشوار كل الشباب فيه واللذين صاروا أبطالاً فيما بعد.
-شبهك البعض بالفنانة الكبيرة "فاتن حمامة"؟
الفنانة الكبيرة العظيمة الراحلة فاتن حمامة، هي أسطورة من أساطير الفن المصري، ولا يجرؤ أي شخص على التشبه بها من بعيد أو قريب مثلها مثل كثير من النجمات اللاتي سطعن في تاريخ السينما المصرية على الأخص، وإن وصفتني بعض الأقلام الصحفية بأنني أشبهها فلهم كل الشكر والتقدير، واعتبر هذا التشبيه وساماً على صدري، أتشرف به وأتمنى لو استطعت تحقيقه بتقديم ولو نصف أعمالها الفنية الخالدة، والتي ستظل في ذاكرة الأجيال وذاكرة السينما أيضاً.
-قدمت دور الصحفية بشكل يبتعد عن الصحافة فى فيلم "عيال حبيبة"؟
-لا يبتعد كثيراً، حيث أعرف من بعض المقربين أن الصحفية دائماً تتميز بالحركة النشطة والسعي وراء الجديد والمستندات الخطيرة مهما عرضها الأمر لمخاطر أو مشكلات، ومن هنا كان الشكل الذي ظهرت به في الفيلم لتأدية دور الصحفية.
-هل رفضت الظهور مع "محمد سعد"؟
لم أرفض الظهور مع محمد سعد، والحقيقة أنني لضيق الوقت اضطررت للاعتذار عن أعمال أو برامج تجمعنا، ولكنني أعرف أن سعد فنان موهوب ولن يخوض أمراً إلا وهو يثق في نجاحه.
-تعملين دائماً من إخراج زوجك "مجدي الهواري"؟
أقدم أعمالاً اقتنع بها وبفريق العمل والسيناريو وكل العوامل التي تؤدي لظهور الفيلم أو المسلسل، ولا علاقة لهذا بكون المخرج زوجي، ولكنني لا انكر أن العمل بوجود زوجي يسعدني لأنه أكثر من يفهمني و يستطيع أن يشعر بي في كل حالاتي، ولمساحة التفاهم الكبيرة بيننا ينجح العمل الذي يجمع بيننا، وغالباً ما يكون فيلماً سينمائياً، والأمثلة على هذا الأمر كثيرة مثل "عيال حبيبة" مع حمادة هلال و"خليج نعمة" وغيرها.
-هل كان اختيارك لبطولة "العهد" بمعرفة زوجك؟
لم يكن لزوجي أي دور في اختياري لبطولات درامية أو سينمائية، و"العهد" من ضمن الأدوار التي أراها ستكون بصمة خالدة في تاريخ الدراما، فهو مسلسل من أفضل المسلسلات التي قدمتها الدراما، إنتاج ضخم وشخصيات منتقاة، سيناريو جديد يميل إلى الفانتازيا، وديكورغير تقليدي، وأحداث خاطفة، الحقيقة أن المشاركة فيه كانت متعة.
-نشأتك في ليبيا هل أثرت في اختياراتك؟
بالتأكيد تأثرت، لأنني قضيت هناك سنوات طفولتي و تعليمي أيضاً، وحصلت على شهادتي الجامعية من ليبيا، و لكن مصر تخطفك بأهلها وشعبها وعاداتها ومميزاتها وأكلاتها، لن استطيع أن أحصي التأثير المصري عموماً على من يأتي من خارجها سواء بغرض الزيارة أو الإقامة، وربما نشأت بعيداً عن وطني مصر، إلا أن عودتي كانت أفضل ما حدث لي في حياتي، حيث رزقت بعملي و أهداني الله زوجي و أولادى.
نقلا عن العدد الورقي.