ما لا تعرفه عن حسن روحاني.. دبلوماسي "ثائر" انتحر ابنه بسبب "نظامه الفاسد"

حسن روحاني

فاز حسن روحانى بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، بعدما حصد 22 مليون صوت من 40 مليون شخص أدلوا بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ليبدأ 4 سنوات جديدة على رأس السلطة، كسابقه أحمدى نجاد.

أفلح "روحانى" فى إبرام الاتفاق النووى مع الغرب، كما وعد ناخبيه فى المرة الأولى، لكنه استعدى قطاعات مؤثرة فى النظام بسبب رغباته فى الانفتاح الاقتصادى على الغرب، وما سيسببه ذلك من ضرب لمصالح هذه القطاعات.

بدايته:

ولد الدكتور حسن روحانى عام 1948 فى مدينة سرخة احدى توابع محافظة سمنان فى عائلة معروفة بالتدين والنضال ضد نظام الشاه.

بدأ تعليمه الدينى عام 1960 فى الحوزة العملية بمدينة سمنان، ومن ثم انتقل إلى مدينة قم المقدسة عام 1961، حيث حضر الحلقات الدراسة لكبار علماء الدين ونهل من علومهم من بين هؤلاء يمكن الاشارة إلى الايات العظام السيد محمد محقق الداماد، الشيخ مرتضى الحائرى، السيد محمد رضا كلبايكانى، سلطانى، فاضل لنكرانى.

وبموازاة دراسته الحوزوية اكمل دراسته الاكاديمية حيث حصل على البكالوريوس فى القانون من جامعة طهران عام 1972. ثم انتقل روحانى إلى الخارج لاكمال دراسته حيث حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة غلاسكو كالدونيان عام 1995 و1999.

النشاط السياسى

ولدى الحديث عن النشاط السياسى للشيخ روحانى يمكن العودة إلى عام 1965 حيث التحق بالإمام الخمينى، وبدأ جولاته فى إيران ملقيًا الخطب المناهضة لحكومة الشاه، الامر الذى ادى إلى اعتقاله عدة مرات ومنعه من القاء أى خطب علنية.

إلا أنه وخلال احتفال عام فى نوفمبر عام 1977 استخدم روحانى صفة “إمام” لمفجر الثورة الإسلامية الذى كان لا يزال فى المنفى. ولكونه ملاحقًا من جهاز “السافاك” (الشرطة السرية التابعة للشاه) فإن آية الله محمد بهشتى وآية الله مطهرى نصحاه بمغادرة البلاد.

مغادرته لطهران لم توقف نشاطه السياسى بل واصل محاضراته العلنية أمام الطلاب الإيرانيين فى الخارج وانضم إلى الامام الخمينى، بعد وصوله إلى باريس.

مع انتصار الثورة فى إيران شارك روحانى فى إعادة تنظيم الجيش الإيرانى والقواعد العسكرية. وانتخب عام 1980 عضوًا فى مجلس الشورى الإسلامى. ظل روحانى فى البرلمان الإيرانى لخمس ولايات متتالية ما بين 1980 و2000، وكان خلال ولايتين نائبًا لرئيس المجلس كما ترأس لجنة الدفاع ولجنة السياسة الخارجية. وما بين 1980 و1983 ترأس لجنة الرقابة على الجهاز الإعلامى الوطنى.

وخلال الحرب المفروضة على ايران كان روحانى يتنقل فى مناصب عسكرية عدة من بينها قيادة قوات الدفاع الجوى. ومع نهاية الحرب حصل روحانى على أوسمة عدة تقديرًا لدوره.

ومع تشكيل المجلس الأعلى للأمن القومى شغل روحانى منصب ممثل قائد الثورة الإسلامية فى المجلس ثم أصبح أمين المجلس لمدة 16 عامًا بين 1989 و2005. كما عين مستشارًا للرئيسين رفسنجانى وخاتمى للأمن القومى لمدة 13 عامًا.

فى عام 1991 عين فى مجمع تشخيص مصلحة النظام كرئيس للجنة السياسة والدفاع والأمن فى المجمع. فى الانتخابات التشريعية عام 2000 انتخب روحانى ممثلاً لمحافظة سمنان فى مجلس الخبراء وفى عام 2006 مثل طهران فى المجلس ولا يزال فى هذا المنصب حتى اليوم.

عام 2003 تولى حسن روحانى بطلب من الرئيس السابق محمد خاتمى وبعد مواقفة قائد الثورة، مسؤولية الملف النووى حيث مثل إيران فى المفاوضات مع الجانب الأوروبى، يعاونه فى ذلك فريق دبلوماسى يضم على أكبر ولايتى وكمال خرازى.

وعقب انتخاب محمود أحمدى نجاد رئيسًا لإيران استقال روحانى من منصبه كأمين المجلس الأعلى للأمن القومى وخلفه فى هذا المنصب على لاريجانى.

"الشيخ الدبلوماسي" هو اللقب الذى أعطى لروحانى بسبب دوره فى المفاوضات النووية وهو عالم الدين الوحيد فى الفريق النووى الإيرانى حتى اليوم.

مأساة روحاني

في حياة حسن روحاني مأساة دموية من داخل بيته، لا ينساها بالتأكيد، حتى وسط نشوة فوزه بالانتخابات الرئاسية للفترة الثانية، وهي انتحار ابنه الأكبر قبل 25 سنة "لخجله من انتماء أبيه إلى نظام الملالي" طبقاً للواضح من رسالة كتبها ولخص فيها سبب إقدامه على إنهاء حياته بيديه.

وقال علي نوري زاده، مدير مركز الدراسات العربية - الإيرانية، المقيم في لندن، إن حسين روحاني، وكان لايزال طالباً في 1992 وعمره 23 سنة، شعر بذنب كبير لكون والده جزءاً من نظام قام بحملة إعدامات بالجملة بعد انتهاء الحرب الإيرانية - العراقية، فعلّق على حبال الموت الكثيرين من المعارضين "ومن بينهم بعض أصدقائه وزملائه في الدراسة"، وكان هو من النوع الحساس على ما يبدو، فانتابه خجل من كون أبيه مسؤولاً ذلك العام عن إدارة شؤون الحرب زمن رئاسة هاشمي رفسنجاني "ولم ير حلاً إلا بالانتحار"، كما قال.

كان ذلك في أبريل 1992 بطهران، ولم يكن في البيت أحد، فوالدة حسين روحاني كانت خارج المنزل، ووالده كان في زيارة رسمية إلى الصومال، وإخوته الأربعة بمدارسهم "فمضى وسحب المسدس وأطلق على نفسه رصاصة داخل البيت".

سمع بعض الجيران صوت الطلقة وأسرعوا إلى المنزل ووجدوه جثة مضرّجة بدمها "منتحراً بمسدس أبيه نفسه"، وفق تعبير علي نوري زاده الذي يروي في مدوّنته على الإنترنت معظم ما وصله من معلومات عن فحوى الرسالة التي تركها الابن المنتحر، من ضمن موضوع كتبه عن الحالة في إيران عموماً.

وفي الرسالة يقول المنتحر، إنه قرر الانتحار لأن والده "جزء من السلطة الفاسدة والقمعية"، ولأنه سئم الكذب على نفسه وعلى الآخرين، قائلاً: "سئمت الكذب على نفسي.. أكره نظامكم وحكومتكم وأكاذيبكم وفسادكم"، ثم يقول في فقرة أخرى: "كلي أسف لأني أعيش في بيئة أنا مضطر فيها إلى الكذب على زملائي كل يوم، بتكراري أن والدي ليس جزءاً من النظام"، وفق تعبيره.

مؤلفاته:

- الأمن القومى والدبلوماسية النووية

- الأمن القومى والاقتصاد الإيرانى

- الرؤية السياسية للإسلام؛ المجلد الأول: الأسس النظرية

- الرؤية السياسية للإسلام؛ المجلس الثاني: السياسة الخارجية

- الرؤية السياسية للإسلام؛ المجلس الثالث: القضايا الثقافية والاجتماعية

- مقدمة على تاريخ أئمة الشيعة

- سن الأهلية والمسئولية القانونية

- الثورة الإسلامية؛ الجذور والتحديات

- أسس التوجه السياسى للإمام الخمينى

- دور الحوزات العلمية فى التحولات الأخلاقية والسياسية للمجتمع

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات