في أولى جولاته الخارجية، منذ أن تولى سُدة الحكم في
الولايات المتحدة، بدأ دونالد ترامب زيارته التي يترقبها العالم برمته إلى العاصمة
السعودية "الرياض"، حيث قلده خادم
الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز وسام "الملك عبد العزيز"؛
تكريمًا له
يعتبر وسام "الملك عبد العزيز" ثالث الأوسمة السعودية في
الدرجة، ويمنح تقديرًا لمن يؤدي خدمات كبرى للدولة أو لأحد مؤسساتها أو يقوم
بخدمات أو أعمال ذات قيمة معنوية هامة أو لمن يقدم تضحيات كبيرة وقادة الدول
الشقيقة والصديقة تقديرًا لهم، والوسام عبارة عن 4 درجات وهي الممتازة، الأولى،
الثانية والثالثة.
حصل بعض من رؤساء الولايات المتحدة على هذا الوسم خلال ظروف سياسية
مختلفة تستعرضهم "أهل مصر" خلال هذا التقرير.
بوش الابن
بالرغم من أن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، كانت فترته الرئاسية الأكثر
جدلًا من قِبل العالم، وكرهًا من قبل المسلمين على وجه التحديد، إلاّ أنه حظي بدعم
المملكة العربية السعودية.
ظهر هذا الدعم جليًا خلال زيارته للسعودية عام 2008، حيث حصل بوش الابن،
على وسام الملك عبد العزيز، وذلك بالتزامن مع الإدانات الدولية التي كان تُوجه
لبوش على خلفية الانتهاكات التي كانت تحدث ضد المسلمين داخل سجن "جوناتنامو".
أوباما
كان لمنح المملكة الرئيس الأميركي
السابق باراك أوباما، وسام "الملك عبد العزيز" أن يتسبب في الكثير من
اللغط السياسي؛ نظرّا للاتهامات التي وُجهت ضد أوباما في أولى سنوات فترته
الرئاسية الأولى، والتي مفادها أن هذا الوسام بمثابة "رشوة".
بالرغم من هذه الاتهامات، إلا أنه
في يونيو 2009، قام خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز، بمنح أوباما،
قلادة الملك عبد العزيز، تاركًا مهمة توضيح الأمر إلى الخارجية السعودية التي
بدورها أوضحت وقتذاك أن هذه القلادة خالية من أي دعم مادي، الأمر الذي يجعلها تكون
خارج نطاق "الرشوة".
ترامب
بالرغم من الهجوم الذي شنه ترامب
على المملكة العربية السعودية منذ حملته الانتخابية، كأول رئيس يشن هجومًا صريحًا
على المملكة، إلاّ أنه يحظى باهتمام كبير من قِبلهم، تجلي ذلك في الاستقبال الحافل
الذي شهده اليوم السبت عقب وصوله إلى الرياض.
تقليد الرئيس الأميركي هذا الوسام،
_بحسب محللين- له معنى ومدلولًا كبيرًا؛
إذ إن الملابسات والظروف السياسية التي جاءت فيه هذه الزيارة بصفة عامة، تختلف عن
الوقت الذي حظا بهما "أوباما وبوش" بالوسام نفسه، وذلك لأن المملكة ترى
فيه المنقذ الوحيد لهم من تمدد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
يبدو أن الدور الذي في كريق ترامب
لأن يفعله وهو بالنسبة للمملكة كبيرًا للغاية، جعله يحصل على هذا الوسم، الذي سبق
وأن حصل عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.