ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمته خلال القمة
الإسلامية الأميركية، المنعقدة حاليًا في العاصمة السعودية الرياض، حيث انطلقت
أولى فعالياتها، وذلك بحضور العديد من رؤساء وقادة الدول العربية الإسلامية،
بالإضافة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي بدأ أولى جولاته الخارجية بزيارة
المملكة منذ أمس السبت.
تضمنت كلمة السيسي، العديد من الرسائل الهامة، المتعلقة
بانتشار الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وكيفية وضع حلولًا جذرية من شأنها أن
تساعد على دحره من دول العالم برمته.
"أهل مصر" يرصد خلال هذا التقرير أبرز الرسائل
في كلمة الرئيس المصري.
التقارب للقضاء على الإرهاب
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن حرب مصر على الإرهاب جزء من الحرب
العالمية ضده، مشددًا على أنه يتم استئصال الإرهاب بأقل خسائر ممكنة مع الحفاظ على
أرواح المدنيين المصريين، وتابع :"نحن ملتزمون بهزيمة التنظيمات الإرهابية
ومد يد العون لحلفائنا في المعركة في أي مكان".
أضاف الرئيس السيسي، أن المواجهة الشاملة مع الإرهاب تعنى بالضرورة
مواجهة كافة أبعاد ظاهرة الإرهاب، والتي تتصل بالتمويل والتسليح والدعم والأيديولجي،
وتابع : "الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح، إنما أيضًا من يدربه ويموله
ويسلحه ويوفر له الغطاء السياسي".
الدول الداعمة للإرهاب
هاجم السيسي، الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية، وتوفرّ لهم الملاذ
الآمن، مشدداً على ضرورة محاربة كافة التنظيمات دون اختزالها في تنظيم أو اثنين.
تساءل السيسي : "دعونى أسأل أين يتوافر الملاذ الآمن للتنظيمات
الإرهابية للتدريبهم ومعالجة المصابين منهم وإجراء الإحلال والتجديد لمقاتليهم..
من الذى يشترى منهم الموارد الطبيعية التى يسيطرون عليها كالبترول، ويتواطئ معهم
فى تجارة المخدرات والآثار".
4 محاور لمحاربة الإرهاب
طرح السيسي 4 محاور لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، على رأسها،
مواجهة التنظيمات الإرهابية كافة دون تمييز، وعدم اختزال المواجهة مع تنظيم أو
اثنين، لأن تلك التنظيمات تنشط عبر شبكة سرطانية تجمعها روابط موّحدة في العالم
منها الأيدولوجية والتمويل، والتنسيق العسكري والمعلوماتي، رافضاً اختصار المواجهة
مع الإرهاب في مسرح عمليات واحد دون الآخر.
أضاف: "نواجه جميع التنظيمات بشكل شامل على جميع الجبهات، ومصر
تخوض يومياً حرباً ضروساً ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، نحقق فيها
انتصارات مستمرة، وتقدماً ملحوظا، ونواجه بوتيرة ونطاق محدد لتحقيق انتصارات بأقل
الخسائر، والحفاظ على أرواح المدنيين".
تجديد الخطاب الديني
جدد السيسي، دعوته لتطوير الخطاب الديني، لإظهار الوجه الحقيقي للدين
الإسلامي، ومواجهة من يحاول اختطاف ومصادرة الدين لصالح تفسيرات خاطئة، مشيراً إلى
أنه يتابع قضية التجديد مع المؤسسات الدينية في مصر، على رأسها مؤسسة الأزهر
الشريف، التي تمثل الإسلام المعتدل، بالتعاون مع قادة الفكر والرأي في العالمين
العربي والإسلامي.
أشار إلى أن تفكك مؤسسات الدولة الوطنية يوفر البيئة الخصبة
للتنظيمات الإرهابية، موضحا أنه كانت هناك محاولات عدة لتفكيك مؤسسات الدول
العربية، مشددا على رفضه التدخل في شؤون الدول العربية.
ضرورة حل القضية الفلسطينية
قال الرئيس المصري، إنه لا يمكن لجهود محاربة الإرهاب أن تنجح دون حل
القضية الفلسطينية، مقدراً رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع
التهديدات الإرهابية، مطالباً بخطة عمل واضحة بإطار زمني مُحدد لمحاربة الإرهاب.
عقب انتهاء كلمته، قال الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز: "سندعم
جهود مصر في محاربة الإرهاب بكل قوة".