يستضيف فندق "الملك داود" بالقدس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب، ونجلته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، خلال فترة تواجدها في إسرائيل، التي من المقرر أن تستغرق يومين فقط.
وأكد شيلدون ريتز، مدير العمليات في الفندق، أن الفندق سوف يوفر كل سبل الراحة التي من الممكن أن يحتاجها ترامب وعائلته، خلال فترة إقامتهم التى تستمر ليلة، بالإضافة إلى تإمين إقامتهم بشكل كامل.
كما أوضح كبير الطهاة في الفندق أن الطهاة مستعدون لإعداد أى طبق يطلبه ترامب بما في ذلك طبقه المفضل رغيف اللحم، وإن كانت قائمة الطعام تتضمن أيضا حلويات الذبائح والإسكالوب وشرائح كبد الإوز وفيليه اللحم البقرى مع صلصة عيش الغراب.
ويعتبر فندق داود مقصد الشخصيات المشهورة، والدبلوماسيين والسياسيين ورؤساء الدول أثناء زيارتهم لـ "إسرائيل"، وبدأ العمل في هذا الفندق عام 1929، عندما قامت "شركة فلسطين المحدودة للفنادق"، بشراء 18.000 م2 من الأراضي في طريق جوليان في القدس، الذي أطلق عليه شارع "الملك داوود" حاليًا، وقدرت هذه الأرض بتكلفة بـ31 ألف جنيه استرليني.
تفجير الفندق
خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين تحول الجناح الجنوبي من الفندق إلى مقر للإدارة العامة والإدارة العسكرية البريطانية، وفي يوليو 1946 تم تفجير فندق الملك داود في عملية نفذتها جماعة "الإرغون" اليهودية، وكانت هذه الضربة بقيادة مناحيم بيغين، وأسفر هذا التفجير الإرهابي عن مقتل 91 شخصًا وإصابة 45 آخرين.
التحول إلى مقر إسرائيلي
في 4 مايو 1948 تم إنزال العلم البريطاني عن الفندق ليتحول المبني إلى "مقر إسرائيلي"، ووفقًا لمجلة "الأهرام العربي"، فقد قامت عائلة فيدرمان الإسرائيلية ومجموعة أخرى من المساهمين بشراء الفندق والأرض المقام عليها، وكان لهم الفضل في إعادة ترميم الفندق، حيث بلغت تكاليف الترميم 2 مليون دولار حينها.
وفي 1995 قامت هيئة "حارس أملاك الغائبين"، التي تولت بيع وتأجير أراضي العرب في فلسطين منذ 1948، ببيع نصيبها من الأسهم في الفندق بقيمة 63 مليون دولار.
وبعد انتهاء المعارك خضع الفندق مرة أخرى تحت اشراف جمعية الفنادق الإسرائيلية، وفضلت الجمعية عدم ترميم الفندق، واستخدام الحجرات التي لم يلحق بها الضرر، وشهد هذا الفندق على قدوم سفراء الدول الذين في زياراتهم إلى إسرائيل، وحرص الفندق على تعليق أعلام الدول التي يكون سفراءها نزلاء في هذا الفندق.
وفي عام 1958تمكنت مجموعة فنادق "دان" التي تملكها أسرة "بدمون" من إمتلاك فندق الملك داود، ولكن تبقى الجزء السفلي من الفندق محطم، وعقب ذلك بدأت أعمال الترميم.
وفي أعقاب إنتهاء الحرب حدث انتعاش كبير في حركة السياحة بالقدس، وترتب على ذلك إقامة فنادق كثيرة في القدس الشرقية، ولكن بالرغم من ذلك ظل فندق الملك داود محتفظًا بمكانته كأفضل فنادق القدس.
وفي الأعوام "1996-1997"، خضع الفندق لأعمال ترميم واسعة، وبلغت تكلفة هذا الترميم نحو 25 مليون دولار، حيث تم ترميم كل حجرات الفندق والمطاعم، وفي عام 2006 تم تحديث الفندق بمناسبة مرور 75 عامًا على انشاؤه، بالإضافة إلى افتتاح معرض بالفندق، لعرض صور فوتوغرافية وفيديوهات توثق أحداثًا تاريخية شهد الفندق على وقوعها.
مكونات الفندق
يحتوي فندق الملك داود، على حوالي 200 حجرة نوم و60 حجرة حمام، ولكن في عام 1967 أضيف إليه ثلاثة أدوار، ويحتوي الفندق الآن على 237 حجرة، ويوجد بينهم أجنحة خاصة، كما يحتوي الدور الأرضي والبدروم على قاعات فخمة كثيرة، وقد تم بناء الفندق على شكل مستطيلي.
ضيوف الفندق
كان من بين نزلاء الفندق القيصر الإثيوبي "هيلا سلاسي الاول"، وجورج الثاني ملك اليونان، وملك إسبانيا ألفونس الثالث عشر، وملوك الدول العربية، مثل: "الأمير عبد الله من الأردن، وفيصل الثاني من العراق، والملكة نازلي من مصر، وهي والدة الملك فارووق، وكذلك فينستون تشرتشل"، وبالإضافة لذلك فإن هناك عدد كبير من النبلاء الذين قاموا بزيارة الفندق منذ تأسيسه.
وفي عام 1949 نزل بالفندق المفوض من قبل الأمم المتحدة، رالف بنش، أما عن عام 1954 فقد نزل بالفندق اريك جونستون للتوسط بين إسرائيل وسوريا حول روافد نهر الأردن.
وفي عام 1974 نزل الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون، في الفندق خلال الزيارة الاولى لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط بصفة عامة، وبصفة خاصة في إسرائيل والقدس.
وفي الفترة بين 19 و22 نوفمبر من عام 1977، قام الرئيس المصري أنور السادات بزيارة إلى القدس، ونزل خلالها بفندق الملك داود، وعلمت إدارة الفندق بمجئ الرئيس وبزيارته التاريخية قبل حضوره بحوالي 12 ساعة فقط.
وقد طلب كل نزلاء الفندق مقابلة الرئيس الراحل السادات، بالإضافة إلى أمتلاء جميع فنادق القدس برجال الإعلام وذلك بسبب زيارة الرئيس، ولم تتبقى في المدينة نفسها حجرة واحدة خالية خلال الزيارة.