حالة من الذُعر والفزع تنتاب سكان منطقة "6 أكتوبر" لاسيما القاطنين بميدان "الحصري"، حيث تواترت الأنباء عن تواجد حاملًا لسلاح ناري كاتم للصوت يستهدف الأطفال بطريقة غير معلومة لدى الأهالي والشرطة أيضًا، وهو ما تسبب في جدلٍ كبيرٍ لاسيما عقب تكرار واقعة إطلاق الرصاص.
بدأت الأنظار تتجه صوب هذه المنطقة عقب واقعة إطلاق النار على الطفل "يوسف" البالغ من العمر(13 عامًا)، والذي يقبع في الوقت الراهن، داخل مستشفى "6 أكتوبر الجامعي" إثر تلقيه رصاصة استقرت في مؤخرة رأسه.
"أهل مصر" تستعرض خلال هذا التقرير تفاصيل وملابسات هذه الواقعة وما آلت إليه تحقيقات النيابة حتى الآن.الحادثعقب انتهاء مشاجرة بين بعض الصبية في ميدان الحصري، خلال ساعة مبكرة من صباح العشرين من شهر مايو الجاري، التقى يوسف سامح العربي زملائه، ليقوموا بشراء وجبة من أحد المحلات المأكولات بالميدان، حيث فوجئوا به على الأرض والدماء تنفجر من رأسه، دون معرفة سبب ذلك، وذلك وفقًا لأقوالهم في تحقيقات النيابة.
حالة الفزع التي أصابت زملاء يوسف، جعلتهم يستغيثون بكل من يمر بجانبهم، لنقل زميلهم إلى المستشفى، لاسيما عقب اكتشافهم وجود فتحة في رأسه تبين فيما بعد أنها كانت منطقة دخول طلق ناري من مسدس كاتم للصوت حيث لم يسمع أحد صوت الرصاص.
عقب تلقيه اتصالًا هاتفيًا من قِبل زوجته التي أخبرته بأن نجله نُقل للمستشفى،ليتوجه إلى هناك، بعد تحركه من منطقة "وسط القاهرة"، حيث كان يفترض أن يلتقى ابنه إلاّ أنه لم يأتِ، بحسب أقواله في تحقيقات النيابة.
في المستشفىلم يكن يعلم الأب ما أصاب نجله، حتى وصل إلى المستشفى ليخبره الأطباء أن حالة الطفل خطرة للغاية؛ نظرًا لأن الرصاصة استقرت في رأسه بمنطقة أسفل المخ.
من جانبه، قال الدكتور إيهاب صفوت، مدير مستشفى أكتوبر التي نقل إليها الطفل، إن الطفل يعيش في الوقت الراهن على الأجهزة؛ لأن حالته حرجة للغاية مع استقرار الرصاصة في المخ.
أشار مدير مستشفى أكتوبر، خلال تصريحات صحفية، إلى أن الطفل يرقد في العناية المركزة، حاليًا، حيث يعاني من غيبوبة، إلاّ أن نسبة وعيه 3% ، لافتًا إلى أنهم يأملون خلال (48ساعة) أن ترتفع نسبة الوعى قليلًا؛ ليحددوا وجود إمكانية للتحسن من عدمه، بينما مازالت الرصاصة مستقرة في النخاع الشوكي بجزع المخ.
تحريات الأمنعقب ساعات من الواقعة، أمرت نيابة أول أكتوبر، رجال المباحث بإجراء تحريات حول الواقعة؛ إذ بدأت بتفتيش الوحدات السكانية المجاورة لمكان الحادث، واستجواب عمال المحلات في الميدان.
التحريات الأولية لهذه الواقعة كشفت أن مصدر إطلاق النار يبعد بمسافة تقل عن 3 كيلو مترات عن مكان وقوف الطفل وأن "مقذوف" الطلقة أصاب النخاع الشوكي.
أضافت التحريات أن المنطقة المحيطة بموقع الحادث لم تشهد أية مشاجرات أو حفلات زفاف تستدعي إطلاق النار.
لكن شهود عيان، أشاروا خلال التحقيقات، إلى وجود دور أيتام بالمنطقة، يسيطر عليها بلطجية، كانوا بها ويفترض أنهم استقلوا عنها، لكنهم يتمسكون بالإقامة فيها، ويحملون السلاح ويفتعلون أعمال بلطجة ومشكلات عديدة، إلاّ أنهم لم يجزموا بحقيقة أن الرصاص خرج من سلاح أحدهم أم لا.
الواقعة تتكررعلى مدار الثلاثة أيام الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أخبارًا _غير معلومة المصدر- عن تكرار الواقعة ذاتها بالمكان نفسه أكثر من مرة، وهو ما تسبب في إثارة ضجة كبيرة في الإعلام أو صفحات "السوشيال ميديا".
مستشفى "6 أكتوبر"، أوضحت هذا الأمر، عن طريق إعلانه عن فتاة تُدعى "شيرين" تبلغ من العمر (20عامًا) دخلت إلي هناك، مصابة بطلق ناري في كتفها الأيمن إصابة سطحية، وهو ما جعلها تخرج في نفس يوم دخولها، وذلك بعد إخراج المقذوف الناري من جسدها.
من جانبه نفى مصدر أمنى، الأنباء المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي حول إصابة شخصين بالرصاص من سلاح كاتم للصوت بميدان الحصري بمنطقة أكتوبر، وذلك بعد واقعة الطفل يوسف. قال المصدر، لـ " أهل مصر "، إن الأجهزة الأمنية لم تتلق أي بلاغات حول وقوع إصابات جديدة بتلك المنطقة، حيث لم يسجل أي حادث بهذا الشكل بعد واقعة إصابة الطفل يوسف برصاصة بالرأس وكذلك إصابة فتاة بطلقتين في نفس الواقعة.
الامتحان Vs السفاحرواد مواقع التواصل الاجتماعي استقبلوا هذه الواقعة بمزيد من الترقب الممزوج بالسخرية كالعادة، إذ قالت نورهان محمد، الطالبة بالمعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال بمدينة 6 أكتوبر، عبر حسابها على "فيسبوك": "طب فى اللحظة دى أخاف من الامتحان ولا أخاف من سفاح أكتوبر؟".