يعدّه المسلمون مكانًا مقدسًا، انطلاقًا من الاعتقاد بأنّه الحائط الذي رُبط البراق فيه بعد رحلة النبي محمد "صلي الله عليه وسلم"، الليلية إلى القدس، ويسمى في العقيدة اليهودية "حائط المبكى"، ويعد أيضًا مكانًا مقدّسًا، حيث يعتقد اليهود أنّه الأثر المتبقي الأقدم للهيكل اليهودي، حيث كان هذا سور الأقصى الذي بقي حتى الآن، بحسب عقيدتهم في مكان غير بعيد من كنيسة المهد يقع قبر راحيل المقدّس لدى اليهود، وفقًا للتقاليد.
وتوفيت راحيل، زوجة يعقوب، أثناء رحلتهما، وفي هذا المكان أيضًا كانت هناك مواجهات بين اليهود والمسلمين على حقّ الصلاة فيه، وفي القرن الثامن عشر استخدمت غرفة للتغسيل من قبل المسلمين الذين دُفنوا في المقبرة المجاورة، وحتى اليوم تسمي جهات في السلطة الفلسطينية المكان "مسجد بلال بن رباح".
ربط بالتراث الإسلامي، وشهدت عليه رحلة الإسراء والمعراج، واغتصبه الصهاينة تنفيذًا لوعد بلفور، فأصبح يجمع بين المقدسات الإسلامية، والصلوات اليهودية، "حائط البراق أو "المغاربة" كما يُطلق عليه المسلمون، أو حائط المبكى، بحسب ما يصنفه اليهود.
ويعد الحائط هو المكان الوحيد بالعالم الذي يجمع بين طقوس ديانتين مختلفتين، فهو أحد جدران المسجد الأقصى، الذي يمثل أولى القبلتين، وثالث أقدس المساجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
زار بالأمس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بصحبة كلا من زوجته وابنته وصهره جاريد كوشنر، حائط البراق وسط موافقة وترحيب من جانب وزارة الخارجية الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن موقف الولايات المتحدة واضح حيال رفض أي مشاركة لإسرائيل في زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحائط أو كنيسة القيامة، لكونهما جزءًا من الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف "هذا موقف سياسي قوي نحن نرحب به، ونعتقد بأنه يعكس بداية جيدة للدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب في هذا الموضوع.
وفي ضوء ذلك قال محمد علي، إمام مسجد قاهر التتار قطز، إن زيارة دونالد ترامب للحائط لما يمثل الحائط للمسيحية واليهودية من مكانة مزعومة في التاريخ حيث اعتبر اليهود الحائط الأثر الأخير الباقي من هيكل سليمان، وفي رأي أغلبية الحاخامات اليهود يكون الدخول إلى الحرم القدسي محظورا على اليهود منذ خراب الهيكل، فلذلك الحائط هو أقرب نقطة من مكان الهيكل التي يمكن لليهود الصلاة فيها حسب الشريعة اليهودية العصرية.
وأضاف أن العرب المقدسيون أطلقوا عليه اسم "حائط المبكى" نسبة إلى الطقوس التي كان اليهود يؤدونها قبالة الحائط حدادًا على خراب هيكل سليمان.
وتابع: زيارة الرئيس ترامب لا تمس لدين بصلاة فهي شيء نفسي ولا يحاسب عليه أي من الأديان مشيرا إلى أن بكاء ابنة الرئيس ترامب، فالإنسان حر فيما يعتقده ويريح نفسه ولاشيء في ذلك في أي ديانة.
ومن جانبه قال عبدالحليم محمد منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون في تفهنا الأشراف بالدقهلية، إن حائط البراق يعتبر تراثا إسلاميا، ومعلمًا حضاريًا إسلاميًا، ذا صلة بالمسجد الأقصى، برحلة الإسراء والمعراج، وبالبراق الذي ركبه النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الرحلة ولكن اليهود استولوا عليه بعد عام 1967 وحولوه إلى معلم يهودي، وأسموه حائط المبكى الزاعمين بذلك أنه من بقايا المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام، ويطلقون عليه الحائط الغربي للهيكل.
وأضاف منصور، أن بكاء ابنة الرئيس ترامب على الحائط وإصرار الرئيس ترامب على زيارته سيكون بداية لفتح القضية الفلسطينية "لكن نرجو أن يكون هناك حياد في التعامل مع هذه القضية، وأن يكون هناك إصرار من الرئيس ترامب على إقامة الدولة الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع إسرائيل حتى ينعم الجميع بالسلام العادل والشامل في المنطقة".