دافعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه رغم نفي قطر إدلاء أميرها تميم بن حمد الثاني بتصريحات أثارت الجدل ، لوكالة الأنباء القطرية (قنا) والتأكيد على أن موقع الوكالة تعرض للاختراق من قبل قراصنة، فإن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية لم تتوقف أمس عن نشر التصريحات المنسوبة للأمير القطري، وشن محللون في استدويوهات القنوات هجوما لاذعا على تصرحياته.
وأضافت الصحيفة إن شبكة "الجزيرة" الفضائية هي من حاولت إطفاء هذا "الحريق" عبر المساعدة في نشر بيانات القيادة القطرية التي أكدت أن الحديث يدور عن أخبار وتصريحات كاذبة لم يدل بها الأمير تميم.
و نقلت الصحيفة الإسرائيلية وكالة الأنباء الرسمية في الدوحة أن تحقيقا يجرى حول حدوث "اختراق أمني" للوكالة من قبل عنصر غير معروف، وأن دولة قطر سوف تحاكم منفذي الهجوم. وقالت وكالة "رويترز" للأنباء إن "قنا" ناشدت عبر حسابها على موقع "تويتر" وسائل الإعلام بعدم نشر التصريحات المنسوبة للأمير.
بحسب "يديعوت"خلال الليلة الماضية من "احتفلوا" أيضا على قطر كانت وسائل الإعلام المحسوبة على نظام الأسد ووسائل إعلام في مصر التي لا تستلطف قطر وحاكمها، على أقل تقدير، في ضوء اتهامها بدعم الإخوان المسلمين في مصر ومعارضي الأسد".
وقال "روعي كايس" محرر الصحيفة للشئون العربية :"في صحيفة "عكاظ" المحسوبة على العائلة السعودية المالكة، قالو إن التصريحات المنسوبة لأمير قطر- وخاصة تلك التي تحدث فيها عن حزب الله وإيران- تدق إسفينا في وحدة الصف العربي.
وحل جميل الذيابي رئيس تجرير الصحيفة مساء ضيفا على التلفزيون الرسمي في السعودية الذي نقل بتوسع تصريحات أمير قطر وقال :"في الحقيقة نستبعد إمكانية اختراق وكالة الأنباء (القطرية)، لأن هناك عدة خطوات حساسة يمر عبرها التصريح قبل نشره. ولماذا إذن لم يخرج أمير قطر بنفسه لنفيها".
ومن بين النقاط المثيرة للجدل في التصريحات المنسوبة لتميم الإشارة إلى أن قطر نجحت في بناء علاقات متينة مع أمريكا وإيران في ذات الوقت "نظرا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها خاصة أنها تمثل قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة".
وبحسب التصريحات التي نفت الدوحة صحتها، أكد أمير قطر بعد حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال أن "ما تتعرض له بلاده من حملة ظالمة تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الاسباب وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات، حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها".
كما جاء إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش".
وورد في التصريحات المنسوبة لأمير قطر :"إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله".
كذلك جاء في التصريحات التي نشرتها "قنا" :" أن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي".
وبحسب الوكالة التي تقول إنها تعرضت للاختراق :"أشار سموه إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره".
وأضافت "وعن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي شاركت فيها قطر بالرياض، جدد سموه شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الحفاوة وكريم الضيافة، داعياً إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك، وبين سموه أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني واسرائيل؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة".