بينما الجميع بدأ في الاستعداد لشهر رمضان المبارك، إلا أن حركة "حسم" الإرهابية، كان لها استعداد آخر من خلال بثها إصدار مصور عبر صفحاتها الرسمية على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، بعنوان "أزيز الرصاص"، لعرض عمليات التي قامت بها خلال الأيام الماضية، بإعلان تماسكها بعد إعلان قوات الأمن تنصفية عناصرها.
وبحسب الفيديو التي اطلعت عليه "أهل مصر"، عرضت الحركة لقطات زعمت أنها من داخل قسم المطرية، وقسم أبو قرصاص، وقسم عين شمس، وقسم عابدين، ثم انتقلت إلى عملية التي قامت بها مطلع الشهر الحالي من خلال استهداف كمين أمني علي الطريق الدائري في الساعات الأولى من صباح الاثنين الموافق 1 مايو.
ولم يكن هذا هو الإصدار الأول للتنظيم حيث أصدرت في 11 يناير من العام الحالي، الفيديو الأول لها على صفحتها الخاصة عبر موقع الفيديوهات الشهير "يويتوب"، فيديو تحت عنوان "قاتلوهم"، وجمعت خلال الفيديو، الأعمال الإرهابية التي قامت بها من قبل، وهنا نفتح ملف اسباب اهتمام الحركات والتنظيمات المسلحة بالإعلام والإصدارات المرئية.
- "داعش" الأب الروحي لإعلام الإرهابيين:
منذ أكثر من أربع سنوات، بدأ تنظيم داعش الإرهابي في الانتشار عبر وسائل الإعلام المختلفة ما بين إصدار هنا وتفجير هناك، لتصبح الآن هي المسيطر علي جميع الأحداث التي تتداولها وسائل الاعلام المختلفة، وذلك يعود إلى قوة إعلامها التي أول ما أسست داخل ما تسمى بالدولة هو الجهاز الإعلامي.
وفي نهاية العام المنصرم كشفت دراسة حديثة أعدها الباحث في شؤون الحركات الإسلامية صبرة القاسمي، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، أن تنظيم داعش يملك سبع أذرع إعلامية يبث من خلالها العنف والإرهاب حول العالم وهي "أجناد، الفرقان، الاعتصام، الحياة، مكاتب الولايات، إذاعة البيان، مجلة وموقع دابق و90 ألف صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك وتويتر.
وتوضح الدراسة أن هناك مجموعة من الأهداف الأساسية لهذه القنوات، أبرزها التسويق لأفكار التنظيم في مختلف دول العالم، بحيث يمكن تجنيد أكبر عدد من المواطنين، خاصة من الشباب المتشدد في أفكاره داخل هذه الدول، والتأكيد على مفهوم الخلافة وغزو أميركا وأوروبا خلال الفترة المقبلة للسيطرة على العالم بأكمله، وقد ظهر ذلك صراحة في عدة فيديوهات منسوبة لهم والتي عادة ما تبدأ بجملة "نحن على مقربة منكم لتحقيق وعد الله بفتح جميع الدول الكافرة"، وهي ذاتها الجملة التي تناولها فيلم لهيب الحرب، الذي يحمل رسالة صريحة لأميركا بغزوها قريبا والدخول في حرب معها بعقر دارها.
- القاعدة ومحاولة سباق الزمن:
تأسست منذ عشرات السنوات الماضية، ولكن لم يذيع صوتها إلا خلال العملية التي قامت بها في عام 2001، بتفجير أبراج التجارة العالمية، هي تنظيم القاعدة الارهابي، ورغم كل ذلك لم يكن لها أجهزة اعلامية قوية، ولكن من حين لأخر كان يستضيف زعيم التنظيم أسامة بن لادن عدد من الصحفيين لعرض رؤي التنظيم وغيرها من الأحداث.
ولكن مع انتشار قوة "داعش" الإعلامية لم يعد أمام التنظيم سوى الاعتماد أيضًا، على وسائل تكنولوجية جديدة لمواكبة ما أصبح العالم فيه الآن، ولهذا بدأ التنظيم في بث اصدار وتأسيس مجلات لنشر أخبار حول العالم.
قال طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن اهتمام التنظيمات بالألة الإعلامية هو محاولة لتواجد بين أفراد الشعب واختراقه سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا، موضحًا أن توقيت إصدار حركة حسم له دلالة هو الظهور من أن لآخر، لتسجل حضور في الساحة السياسية والمجتمعية ورسائل موجهة للرأي العام وهل ليها تأثير أم ولكن التأثير هو إعلامي.
وأضاف فهمي في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن توقيت الإصدار مهم جدًا خاصة بعد إعلان قطر دعمها للإخوان، وهذه رسائل مشفرة وما بين الحركة في الخارج، ولوحظ في التصريحات تميم تمت مع هذا الإعلان وكأنهم يتماشوا مع الطرح في العالم.
وأشار إلى أن تأثير الإصدار في الشأن المصري الداخلي مرتبط في حلول رمضان ومحاولة للتشويش على الحدث الديني، مضيفًا: "أوكد أن لجان الاخوان يبتعدون عن الأحداث الدينية"، وهذا حدث في موضوع الكنائس الداخلي مهم خاصة في حالة من الحراك في الشارع ولانهم يحاولون التسجيل حضروهم من وقت لآخر.