في مثل يوم "حادث المنيا" انتفضت الدولة من أجل تجريد "سيدة الكرم" من ملابسها

سلسلة من المآسي بات يتعرض لها أقباط مصر خلال فترات

متتالية متقاربة، على أيدي من يدّعون أنهم يعرفون "الإسلام" جيدًا، فيما

تطلق عليهم الدولة "الجماعات الإرهابية" التي لا تكف عن إسالة الدماء من

أجل "الجنة"، وهو ما دفعهم إلى ارتكاب حادث المنيا، الذي أودى بحياة نحو

(26) معظمهم من الأطفال، وذلك اليوم الجمعة الموافق السادس والعشرين من شهر مايو

الجاري، ذاك اليوم الذي سُحلت فيه سيدة "الكرم"، وجُردت من ملابسها، على

ضوء فتنة طائفية داخل قريتها.

 

تم تعرية مسنة تجاوزت

السبعين من عمرها، على خلفية واقعة عنف طائفي -قِيل إن نجلها ارتبط بعلاقة عاطفية

مع فتاة مسلمة لكن مسيحيي القرية ينفون هذه الرواية- في قرية "الكرم"

بالمنيا، حيث أسفرت عن حرق عدة منازل.

 

خلال يوم لن يُفضل أحدًا فيما بعد استرجاع ما حدث به، "أهل مصر"  تسرد تفاصيل واقعة "سيدة الكرم"، وما آلت إليه

التحقيقات بشأنها.

 

شائعة بداية الواقعة

بدأت الواقعة في قرية "الكرم" التابعة لمركز

"أبو قرقاص" بمحافظة المنيا، حيث أُشيع عن علاقة عاطفية بين سيدة مسلمة ورجل مسيحي

يُدعى "أشرف عبده عطية" متزوج ولديه أربع أطفال.

 

فور انتشار تلك الشائعات، تلقى "أشرف" تهديدات من قِبل أسرة

السيدة لمغادرة المنزل، مما جعله يتركها برفقة زوجته وأطفاله، تاركًا والده والدته

الذين بدورهما قاما بعمل محضر بمركز شرطة "أبو قرقاص"، وذلك ليبلغا عن

تلقيهما تهديدات، محذرينا بأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي.

 

تجريد ثياب سيدة الكرم

 

مساء اليوم التالي على تقديمها البلاغ، قامت مجموعة يقدر عددها

بثلاثمائة شخص، بتعدي على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم

محتوياتها وإضرام النار في بعضها، حيث قُدرت الخسائر مبدئيا بحوالي ثلاثمائة

وخمسين ألفاً من الجنيهات.

 

خلال اعتداء هؤلاء على منازل الأقباط، قاموا بتجريد سيدة مسيحية مسنة

من ثيابها عُرفت لاحقًا بـ"سيدة الكرم"، هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد

الكبير بالشارع.

 

بحسب رواية السيدة المسنة:" حرقوا البيت ودخلوا جابوني من جوه،

ورموني قدام البيت وخلعوني هدومي، زي ما ولدتني أمي مخلوش حاجة حتى ملابسي

الداخلية وأنا بصرخ وابكى ، وبعدين ربنا خلصني من أيدهم ، وناس خدوني جوه بيتهم أخدت

جلبية قديمة ولبستها وبعدين، جات الناس تسأل علي فرد أهل لبيت وقالوا لهم مش

موجوده".

 

 الواقعة تُحفظ

 

عقب انتهاء الواقعة، وصلت قوات الأمن إلى هناك في العاشرة من مساء

نفس اليوم، حيث قامت بالقبض على ستة أشخاص ممن اشتركوا في هذه الواقعة.

 

فيما استدعت النيابة 5 متهمين في الأحداث، بينما هرب نحو 20 آخرين عقب

السيطرة على الأوضاع وتدخل الأجهزة الأمنية.

 

عقب انتفاضة إعلامية كبري من أجل السيدة المسنة، التي قابلها الرئيس

عبد الفتاح السيسي، قرر المستشار عبدالرحيم عبدالمالك، المحامي العام لنيابيات

جنوب المنيا، حفظ التحقيقات في تعرية السيدة سعاد ثابت عبدالله؛ وذلك لعدم كفاية

الأدلة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً