هل قبل الله صلاة الجمعة التي أداها منفذو "حادث المنيا" بعد قتل "الأطفال"؟.. القرآن والرسول يجيبان

قبل دقائق معدودة من بدء شعائر صلاة الجمعة، بثت وسائل الإعلام، نبأ بهجوم مسلحين على أتوبيس يقل مجموعة من الأقباط، في رحلة دينية، من محافظة بنى سويف إلى المنيا؛ لزيارة دير الأنبا صموئيل.

وفي أثناء الخطبة، أعلنت وزارة الصحة، أن عدد الشهداء ارتفع إلى 26 شخصا فيما أصيب 25 آخرون، بينهم أطفال ونساء.

وذكرت مواقع تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، تبني الحادث، فيما أعلن الأنبا أغاثون أسقف مطرانية مغاغة والعدوة، أن هناك 3 أطفال ناجين من الحادث الإرهابي، قرب دير الأنبا صموئيل بالمنيا، وهم: "بيشوي ميلاد واصف، فادي وائل عازر، وأمير وائل عاد"، وناشد من يتعرف عليهم التوجه لمقر مطرانية مغاغة.

هل صلّى الإرهابيون الجمعة؟هناك سيناريوهان -لا ثالث لهما- فيما يتعلق بأداء الإرهابيين صلاة الجمعة، أولهما أنهما كانا يحاولان الهرب، خشية الإمساك بهما، ولم يصليا. والثاني أنه بعدما استقروا في مكان آمن غسلوا أيديهم من دماء الأطفال، ثم صلوا. ويبقى السؤال، الذي تحاول "أهل مصر" الإجابة عليه من خلال آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: هل تقبل منهم صلاتهم؟

القرآن.. والقتل

قال الله تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» الممتحنة:8.

قال ابن جرير: (عُنى بذلك: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين من جميع أصناف الملل والأديان، أن تبرُّوهم وتصلوهم وتُقسطوا إليهم؛ لأن بِرَّ المؤمنِ من أهل الحرب ممن بينه قرابةُ نسب، أو ممن لا قرابة بينه وبينه ولا نسب غيرُ مُحَرَّم ولا منهىٍّ عنه، إذا لم يكن فى ذلك دلالةٌ له أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام، أو تقويةٌ لهم بكُراع أو سلاح.. وقوله: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) يقول: إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحقَّ والعدل من أنفسهم، فيبَرُّون من بَرَّهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم).

وقال تعالى: «وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا» [سورة الاسراء ـ الآية 33]

السنة.. والقتل

- عن أبي سعيد عن رسول الله قال: (يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار وبمن جعل مع الله الهاً اخر وبمن قتل نفساً بغير نفس فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم) رواه أحمد والبزار والطبراني.

- عن عبد الله ابن عمرو عن رسول الله (ص) قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائجة الجنة) رواه البخاري والنسائي، (من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً) (من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها).

- وروى أبوداود فى السنن عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، عن آبائهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه (أى أنا الذى أخاصمه وأحاجه) يوم القيامة».

ماذا عن قتل الأطفال والنساء.. حتى وإن كانوا قتلة؟

نهى الشرع عن قتل أو تعذيب نساء وأطفال الكفار الذين قتلوا نساء المسلمين وصبيانهم، ففي صحيح مسلم عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا تقتلوا وليدا... وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك: (مر رسول الله صلى في غزوة فرأى الناس مجتمعين على شيء فبعث رجلا فقال: انظر علام اجتمع هؤلاء؟ فجاء فقال: على امرأة قتيل، فقال: ما كانت هذه لتقاتل). أخرجه أبو داود وغيره، وحسنه الألباني.

ويقول الشيخ الألباني: نحن نعلم أنَّ الشارعَ الحكيم ـ بٍما فيه من عدالة وحكمة ـ نهى الغزاة المسلمين الأولين أن يتعرَّضوا في غزوهم للنساء، فنهى عن قتل النساء وعن قتل الصبيان والأطفال، بل ونهى عن قتل الرهبان المنطوين على أنفسهم لعبادة ربِّهم ـ زعموا ـ فهم على شرك وعلى ضلال، نهى الشارع الحكيم قُوَّاد المسلمين أن يتعرَّضوا لهؤلاء؛ لتطبيق أصل من أصول الإسلام، ألا وهو قوله تبارك وتعالى في القرآن: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَن لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَيْسَ لِلإِنسَانِ إَلاَّ مَا سَعَى} [النجم 36 ـ 39]، فهؤلاء الأطفال وهذه النسوة والرجال الذين ليسوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فقتلهم لا يجوز إسلاميًّا.

شهر شعبان

أوضحت دار الإفتاء المصرية معنى رفع الأعمال فى شهر شعبان وفى يومى الاثنين والخميس، وهو أن الأعمال سواء كانت قولية أو فعلية تُعرَض على سبيل الإجمال فى شهر شعبان، وهذا يسمى رفعًا سنويًّا، بينما تعرض فى يومى الاثنين والخميس على سبيل التفصيل، ويسمى رفعًا أسبوعيًّا.

وأضافت وكلاهما ورد فى السنة، فعن أسامة بن زيد رضى الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين، فأُحِبُّ أن يُرفَع عملى وأنا صائمٌ» رواه النسائي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً