لازال التنظيم الإرهابي "داعش" يشكل تهديدًا كبيرًا على البلاد العربية، التي تعد مصر من أهمها، وكان آخر هذه التهديدات ما قام به التنظيم من عملية إرهابية في المنيا صباح أمس الجمعة، قبل صلاة الجمعة بدقائق، من استهداف لمواطنين أقباط كانوا في طريقهم إلى دير الأنبا صمائيل، وأسفر الهجوم عن استشهاد 28 قبطي وإصابة 25 آخرين، وكان هناك أطفالًا من ضمن الضحايا.
ومن جانبه أعلن "داعش" عن تبنيه هذه الهجمة الإرهابية المجردة من كل معاني الرحمة من خلال المنتديات الجهادية التابعة لأحد أفراد التنظيم، وكان رد السلطات المصرية على ذلك الهجوم الوحشي الذي سلب حياة أقباطها، هو تنفيذ 6 طلعات جوية استهدفت 6 تمركزات، لمعسكرات تدريب تابعة للتنظيم، وتم ذلك بالمنطقة الشرقية بالقرب من مدينة "درنة" الليبية.
- 12 معسكرًا للتنظيم في ليبيا:
ويمتلك تنظيم "داعش" الإرهابي 12 معسكرًا في ليبيا، يستخدمها التنظيم الإرهابي في تدريب عناصره وتأهليهم إلى العمليات الإرهابية التي يتم شنها على البلاد العربية، أما عن تقسيم هذه المعسكرات، فكان لمنطقة "الظهير" غرب المدينة النصيب الأكبر في هذه المعسكرات، حيث حصلت على 5 معسكرات، هما معسكر الفاروق عمر، التوحيد، أسود الخلافة، بالإضافة إلى معسكر المجاهرين، الذي يعد أكبر معسكر للتنظيم ويقع على بعد 5 كيلو متر من جنوب مزرعة عجاج أحميد، وتختص هذه المعسكرات بالتأهيل البدني والقتالي لأعضاء التنظيم.
كما يوجد معسكر منطقة الأقواس، الذي يقع غرب طريق جارف على بعد 3 كيلو من محطة وقود عجاج، ومعسكر إبو داوود الجزراوي، الذي كان معسكر للدفاع الجوي قبل إستيلاء داعش على منطقة "سرت"، بالإضافة إلى معسكر الفاتحين، الذي كان مقرًا للدعم المركزي سابقًا، ويقع جوار فندق "المهاري"، ومعسكر أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان مقرًا لجهاز أدبيبة، ومعسكر الرواسي، والنقطة البحرية بمنطقة الزعفران، وأخيرًا معسكر الراية الذي كان مقر للشرطة العسكرية سابقًا، ومعسكر ذات الصواري بمنطقة السبعة.
ولا يمكن أن نغفل عن أكبر معسكر يحظي باهتمام، وهو معسكر "أسامة بن زيد"، المتخصص في تجنيد الأطفال من خلال عناصر مدربة ومتخصصة في الهجمات الإرهابية.- السيطرة على مدينة "درنة":
في نهاية عام 2014 أعلن التنظيم عن وجوده الفعلي في مدينة درنة، وسيطرته عليها بشكل كامل، بالإضافة إلى أقامة مؤسسات إدارية، كديوان التعليم الإسلامي والمحكمة الإسلامية ومجموعة الحسبة، واستمرت تلك السيطرة حتي يونيو 2015، وذلك بعد قتال دار بينهم وبين مقاتلي مجلس شورى المدينة، وانتهي بخروجهم من المدينة.- السيطرة على مدينة "سرت":
وفي ديسمبر من عام 2015 أعلن التنظيم الإرهابي "داعش" عن اختياره لمدينة "سرت" الليبية، التي تعد أول عاصمة في شمال أفريقيا تقع بقبضة التنظيم، ولكن استيلاء داعش على المدينة لم يمكن بالسهولة المتوقعة، فقد دارت اشتباكات عنيفة مع كتائب "مجلس شوري المجاهدين"، التابع لتنظيم القاعدة، وبالنظر لهذه الاشتباكات، نجد أن قوة التنظيم ارتفعت بعد قدوم العديد من قياداته من سوريا والعراق إلى ليبيا، بالإضافة إلى هجرة عدد من المقاتلين الأجانب والأفارقة إلى الجماهيرية عن طريق البحر ودولة السودان.
وبمجرد الانتهاء من عملية الاستيلاء، أصبح تنظيم داعش "الإرهابي" يتعامل على أن مدينة "سيرت" هي دولة خاصة بهم، ومنفصلة عن باقي العالم، وأعقب ذلك إنشاء مقرات للمحاكم الشرعية في المدينة، وجهاز للشرطة الإسلامية، ومعسكرات للتدريب واستقبال المقاتلين.- تدريب الأطفال على الهجمات الإرهابية:
وفي مارس من العام الماضي، تخرج 70 طفلًا من معكسر أسامة بن زيد، حيث بدأ تدريبهم من ديسمبر عام 2015 إلى مارس 2016، وتعتبر هذه هي الدفعة الثانية التي خرجت من المعسكر، أما عن الدفعة الأولي، فقد تضمنت 85 طفلًا، تترواح أعمارهم بين 13 إلى 15 عامًا، خضعوا لفترة تدريب على التفخيخات والعمليات الانتحارية لمدة 3 أشهر، وتخرجوا في ديسمبر عام 2015.- المقاتلين في "سرت":
وحسبما أعلنت مصارد جهادية في عام 2015، فإن أعداد المقاتلين في المدينة تجاوزت الـ10 الآف مقاتل داعشي، منهم 860 ليبيا فقط و5140 أجانب، 2300 تونسي، و1455 سودانيا ونحو 1385 من جنسيات إفريقية وأسيوية من بينهم نساء، بالإضافة إلى عدد من الأطفال المجندين في معسكر أسامة بن زايد، ويطلق عليهم "أشبال الخلافة".