حالة من الحزن سادت محافظة المنيا ليلة أمس، عقب الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي على حافلة تقل عدد من الأقباط بمحافظة المنيا، أثناء سيرها بالطريق الصحراوي الغربي، متوجهة إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة، حيث أودى الهجوم بحياة مايقرب من 29 شخصًا، وإصابة آخرين.
وأعلن تظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي، حيث يأتي الهجوم ضمن سلسة من العمليات الإرهابية التي يشنها التنظيم على الأقباط في مصر.
وتنشر "أهل مصر" أبزر روايات المصابين عن الحادث ومنها..
_سائق الحافلة
يقول بشرى كامل جرجس، "إنه كان يومًا عاديا، حيث اطمأن على اكتمال رحلته إلى دير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة بالمنيا، وهو طريق صحراوي به مدق غير ممهد وتضعف فيه إشارات شبكات المحمول.
اقترب بشرى أن يحط رحاله داخل الدير، تلك الرحلة التي اعتادها أكثر من مرة، لكن اليوم تغيّر على نحو غير متوقع. تجاوزت عقارب الساعة التاسعة صباحا، بينما يسود الهدوء أرجاء المنطقة، إذ بوابل من الرصاص يخترق جنبات الحافلة، ارتعش الجميع خوفا، بينما كان بشرى يوقف حافلته مرغما. بصوت يخرج بصعوبة تحدث بشرى إلى مصراوي من غرفته بالطابق الثاني لمعهد ناصر، بينما كان صخب الحضور الرسمي قد انقضى.
يقول: "فوجئنا بستة ملثمين ضربوا نار بشكل كبير على الأتوبيس، واضطريت أقف علشان ضربوا نار في الكاوتش، وطلعوا الأتوبيس وبدأوا يضربونا بشكل عشوائي وقتلوا أغلب الركاب".
مراد هؤلاء الملثمين القت، لكن سائق الأتوبيس أشار إلى أنهم حصلوا على الذهب الذي كانت ترتديه السيدات، والهواتف المحمولة والأموال التي بحوزتهم.
أصيب عم بشرى بـ 3 طلقات اخترقت إحداهن صدره لتستقر أعلى عضلة القلب، في حين اتجهت الرصاصتين الأخرتين إلى فخذيه الأيسر والأيمن، ليتم نقله إلى معهد ناصر ويشرف وزير الصحة على الطاقم الطبي الذي أجرى له الجراحة.
4 أولاد في أعمار مختلفة في انتظار أن يعود إليهم الأب"بشرى كامل" معافٍ في بدنه، ليواصله عمله سائقا بإحدى شركات القطاع الخاص، ليلتهم غير التي مضت.
لا زال عم بشرى يتمسك بالأمل رغم مشهد لم يتوقع أن يمحي من ذاكرته: "هنبقي كويسين وادعولنا نبقى كويسين".
_شقيقان تمكنا من النجاة
التقت عدسة "أهل مصر"، بطفلين أشقاء تمكنا من النجاة من الحادث الإرهابي الغاشم الذي راح ضحيته 28 شهيدا، و19 مصاب جراء استهداف مسلحين لثلاث حافلات تقل أقباط في طريقهم لدير الأنبا صموئيل بالصحراوي الغربي بالمنيا.
وقال الطفل "مينا عادل"، الطفل الذي رافق والده في رحلة البحث عن الاستشهاد بطريق دير الأنبا صموئيل: "أنني رافقت والدي أنا وشقيقي وتم استهداف السيارة من قبل مسلحين يرتدون ملابس مموهة"، لافتا: "أنه تم توجيه سؤال إلي والدي عن ديانته وإخراج بطاقته إلا أنهم قاموا بقتله بثلاث طلقات نارية".
ولفت الطفل الناجي: "شقيقي استغاث بعمي عبر هاتف والدي ووصل الأهالي إلي المنطقة قبل الأجهزة الأمنية لأن الأمن رفضت الدخول وكانوا خايفين".
وأردف " أنني شاهدت والدي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة كان نفسي أقوله كلام كتير".
_الطفلة مريم
على إحدى أسرَّة معهد ناصر بوسط القاهرة، ألقت مريم عادل بجسدها المعطوب، ثوبها مغطى بالدماء، تلتقط أنفاسها بصوبة من الرهبة والخوف، تتحدث بصوت متهدج، تروي ما حديث لها في يوم دامٍ: "قتلوا ماما وأختي"، تلك كانت أولى كلماتها، تمالكت نفسها بصعوبة تروي ما رأته عيناها من موقف سيبقى في ذاكرتها للأبد.
"مريم" خرجت مع أسرتها من بني سويف، نحو دير الأنبا صموئيل المعترف في المنيا، انحرف بهم الأتوبيس نحو طريق جانبي في اتجاه الدير، وحينها خرجت عليهم مجموعة من الملثمين يرتدون ملابس عسكرية، أطلقوا النار على عجلات الأتوبيس وميكروباص كان يتبعهم في طريقه للدير أيضا، حاولوا اقتحام الأتوبيس تصدى لهم الرجال، موصدين أبواب الأتوبيس في وجوههم، أطلقوا الكثير من الرصاصات بشكل عشوائي على نوافذ السيارتين، سقطت إلى جوارها والدتها وشقيقتها وزوج شقيقها صريعين.
تروي "مريم" قائلة إن الملثمين هاجموا العربات وقتلوا كل من فيها من رجال ولم يتبقَ سوى النساء والأطفال، جمعوا منهم كل ما طالته أيديهم من أموال وحلي من رقاب النساء، ثم أطلقوا النيران بشكل عشوائي على أرجل النساء والأطفال، وعدت مريم المهاجمين بست رجال، بينهم ملثم يحمل كاميرا صور بها وقائع الحادث بالكامل.
إلى جوار إحدى الغرف التي تحوي المصابين، وقف "متى نادي" مكتوف الأيدي، وصل أخيرا لأبناء عمه، أحدهم وجده جثة هامدة، والأخرى مصابة في ذراعها، وصل لمعهد ناصر بعد رحلة على جميع مستشفيات المنيا وبني سويف، يجمع الروايات عما حدث من كل ما يلتقيه ويقول إن الملثمين غرست عربتهم في الرمال، فأوقفوا عربة تحمل 19 من الفلاحين والمزارعين على عربة نصف نقل أطلقوا النار على من فيهم، وسرقوا سيارتهم، ثم أحرقوا عربتهم التي غرست في الرمال وفروا هاربين.
_جيهان أنور
قالت جيهان أنور، إحدى المصابين فى الحادث الإرهابى لـ"اليوم السابع" إنهم فوجئوا عقب دخولهم الطريق الرملى من الطريق الصحراوى الغربى والمؤدى إلى الدير بسيارتين دفع رباعى تستوقفهم وتطلق النار على الأتوبيس حتى توقف واستجاب لمطلبهم بالوقوف أو قتل جميع ما فيه.
وأكدت جيهان أنه فور توقف الإتوبيس، جاء 8 ملثمين وأنزلوا جميع ما فى الأتوبيس والذى يتجاوز عددهم الـ45 راكبا، وعقب نزول جميع الركاب، قام الملثمين بإطلاق النيران من أسلحتهم بشكل عشوائى على الجميع وقتلوا أطفالا ورجالا ونساء.
وأضافت جيهان لم يستمع الإرهابيين إلى استغاثات الأهالى من الاطفال والنساء الذين نزلوا من الأتوبيس أو حتى الذين بقوا داخلهم ولم يستجيبهم لهم وقام المسلحون بالصعود إلى داخل الأتوبيس وقتلوا ناس كثيرة داخل الأتوبيس وتسببوا فى وفاة الكثير ممن كانوا فى الأرض وداخل الأتوبيس.
_سميح جرجس
فيما قال سميح جرجس أحد المصابين، إنه من هول الصدمة لم يعد يتذكر شيئا سوى قيام مجموعة ملثمة بتوقيف الأتوبيس وهم على سيارة دفع رباعى كانت تستقلهم وأطلقوا وابلا من النيران ولم يتوقفوا عن إطلاق النيران حتى سقط ضحايا كثيرة.
ومن جانب آخر قال كمال جرجس إنه كان فى رحلة من قرية نزلة حنا إلى الدير، ودائما ما تخرج رحلات لأقباط لزيارة الدير أيام الجمعة والأحد وهو شئ متعارف عليه من قبل الجميع.
وأوضح كمال أنه أثناء دخولهم فى الطريق الرملى كان يسير الأتوبيس بطريقة بطيئة مما ساعد الإرهابيين إلى توقيفه وإنزال جميع الركاب وأطلقوا النيران بصور عشوائية كبيرة علينا حتى سقط من سقط.
_سامية عطوة
فيما قالت سامية عطوة أحد المصابين فى الحادث إنها لا تدرى ماذا حدث من بشاعة الحادثة، لكن ما تتذكره هو إنها كانت نائمة واستيقظت على أصوات الرصاص وصرخات الركاب ولم تشعر بشىء سوى إنها الآن تتلقى العلاج داخل المستشفى.
_بيشوي بطرس
فيما قال بيشوى بطرس أحد المصابين إن ابن خالته كان يستقل سيارة ربع نقل من مركز العدوة للعمل فى مجال المعمار داخل الدير حيث استوقفته سيارة دفع رباعى وقتلت كلا من كان فى السيارة.
_رضا فاروق
فيما أكد رضا فاروق أحد المصابين الذى يمكث فى مستشفى مغاغة المركزى أن الملثمين أنزلونا من كانوا فى الأتوبيس وأوقفوهم فى صف على الطريق الرملى ثم أطلقوا النيران عليهم بطريقة عشوائية وقتلوا أطفالا كثيرة.
_حنا بطرس
وقال حنا بطرس أحد المصابين من قرية نزلة حنا إن الإرهابيين كانوا يستقلون سيارتى دفع رباعى وكان عددهم ثمانية وأطلقوا عليهم وابل من النيران حيث كانوا يرتدون زى اشبه بزى الدواعش وطالبوهم بنطق الشهادة وعندما رفض الجميع ذلك قاموا بإطلاق النيران عليهم وقتل من كان فى الأتوبيس ومن كان خارجه.
يذكر أن القوات الجوية قامت بعملية عسكرية وتنفيذ ضربة جوية مركزة، بعد التنسيق والتدقيق الكامل لكافة المعلومات والبيانات المؤكدة، ضد تجمعات إرهابية في 6 نقاط تمركز لهم داخل ليبيا.