تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم، الأحد، عددا من الموضوعات التي تشغل الرأي العام، منها الحرب التي تخوضها الدولة ضد الإرهاب والفساد من أجل تحقيق التنمية، واستهداف مصر لبؤر إرهابية في ليبيا.
ففي مقاله "علي بركة الله" قال رئيس تحرير جريدة الجمهورية الكاتب فهمي عنبة تحت عنوان "المواجهة.. مسئولية شعب"، إنه بعد 5 يونيو 1967 وحتي 6 أكتوبر..1973 كان "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".. فالدولة بكافة أجهزتها، والمواطنون عن بكرة أبيهم يتنازلون عن مطالب كثيرة، ويقبلون بعيشة الكفاف، ويتحملون ضعف الخدمات والبنية الأساسية، ولا يفكرون سوى في هدف واحد يلتفون حوله، هو تحقيق الانتصار وإعادة الأرض والكرامة بإنهاء آثار العدوان وإزالة العار الذي خلفته الهزيمة، مشيرا إلى حالة التقشف التي عاشها الشعب خلال تلك الفترة من أجل الأخذ بالثأر.
وأضاف " مازالت فئات عديدة من المواطنين، بل ومن الأجهزة الحكومية لا تشعر أننا في أجواء معركة حقيقية ونخوض حربا شرسة وطويلة ضد الإرهاب، لذلك نعيش "عيشة البراح"، ولا نريد التنازل عن عاداتنا".
واستطرد الكاتب " إنه أصبح من المستحيل ألا يمر رمضان دون الياميش والعيد دون لحم، مع إننا لن نموت إذا قمنا بالترشيد بل والتقشف إلى حد الزهد من أجل هدفين هذه المرة الأول القضاء على العدو "الإرهاب" والثاني بناء البلد وتنمية الاقتصاد بصورة مستدامة".
وتابع قائلا " علينا جميعا أن نعود إلى رشدنا.. فنحن نراهن على الشخصية المصرية التي حققت المستحيل وعانت وضحت طوال حرب الاستنزاف وحتي حرب أكتوبر.. ونثق في وعي المواطن وإدراكه إننا لسنا دولة رفاهية.. بل نواجه العديد من التحديات الخارجية والداخلية.. ولا نجافي الحقيقة اذا قلنا إنها حرب وجود.. فهناك من القوي الدولية والإقليمية وبمساعدات داخلية من يريد تفتيت هذا الوطن.. فهل نعطيهم الفرصة.. أم نتكاتف ونتعاون ونعمل ونصبر.. ولو علي الأقل في شهر الصبر والصيام؟!
واختتم الكاتب مقاله قائلا " لا يمكن أن نظل نعتمد علي الجيش والشرطة في مكافحة الإرهاب.. أو نستمر في الضغط علي الاقتصاد القومي بالكماليات.. فالمواجهة والحرب ضد الإرهابيين ومعركة البناء والتنمية هي مسئولية الشعب بكل فئاته وطوائفه ومؤسساته وحكومته، متسائلا " هل نشعر فعلا إننا في حرب؟!"
أما الكاتب صلاح منتصر فأكد في عموده "مجرد رأى" تحت عنوان "رئيس المسئولية" أن يوم تبادل التهانى بمقدم شهر رمضان المعظم تحول إلى يوم للأسى والحداد والغضب على شهداء الحادث الإرهابى الذى أسفر عن 28 شهيدا مسيحيا وإصابة 25 آخرين كانوا فى طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل الذى يقع فى العدوة فى الصحراء الغربية بمحافظة المنيا".
وقال " إن المجرمين الجبناء الذين قاموا بالعملية ارتكبوا جريمتهم الخسيسة فى يوم جمعة وفى يوم يسبق شهر رمضان وفى طريق معزول فى الصحراء لأطفال ونساء ورجال أبرياء ذهبوا فى رحلة دينية، مما يؤكد أن هؤلاء الإرهابيين لا علاقة لهم بالإسلام ولا بأى دين بل هم أشد كفرا وخسة من الكفار".
وأشار إلى أنه قبل أن ينتهى يوم الجريمة الخسيسة، كانت القاذفات المصرية تفاجئهم فى 6 طلعات متتالية نجحت فى توجيه ضربات موجعة أصابت منشآت هذه القواعد ومن كان فيها من ميليشيات ينتظرون الدور للقيام بعمليات إرهابية جديدة".
وقال إن هذه سياسة جديدة تؤكد قوة مصر وتوضح أنها لن تنتظر حتى يمارس الإرهاب عملياته وينجح فى الهروب، بل ستكون هناك ضربات استباقية توجهها مصر للإرهاب سواء داخل مصر أو خارجها.
وأوضح أن أهم ما فى كلمة الرئيس - في إشارة إلي الكلمة التي ألقيت بعد الحادث - إحساس من يسمعها أنه أمام رئيس مسئول أحس مثل ملايين المصريين بالحزن والغضب لكنه لم يكتف بذلك بل استدعى على الفور إلتزاما بمسئوليته معاونيه وخطط معهم كيف لا يأتى صباح اليوم التالى قبل أن يثأر لشعبه، رئيس قد يكسب الإرهاب جولة أو معركة، ولكنه أبدا لا يمكن أن يتركه يفوز وينتصر.
من جانبه،، وفي نفس السياق، قال الكاتب محمد بركات، في عموده " بدون تردد" تحت عنوان " أهداف الارهاب.. وجرائمه"، إن الجريمة الإرهابية البشعة والجبانة التي ارتكبتها عصابة الإفك والتكفير والإرهاب، ضد الأخوة والأبناء من أهلنا في المنيا أول أمس، تؤكد مدي الخسة والدناءة التي وصلت إليها الجماعة الإرهابية في حربها المسعورة ضد مصر وشعبها.
وأضاف أن القراءة الصحيحة للمعاني والدلالات التي يحملها الحادث الإرهابي في طياته، في ظل ارتباطه الظاهر والمعلن بما سبقه من وقائع إجرامية أخري في طنطا والإسكندرية والعريش، تشير بوضوح إلى عدة حقائق يجب الالتفات إليها والتنبه لها ووضعها في الاعتبار وموضع الاهتمام.
وأوضح أنه في المقدمة من هذه الحقائق ما بات مؤكدا أننا نخوض معركة شرسة وشاملة ضد قوي الشر وجماعة الإرهاب، دفاعا عن حاضرنا وحماية لدولتنا ومستقبل شعبنا، في مواجهة المساعي الهادفة لنشر الفوضي والدمار وإشاعة اليأس وعدم الاستقرار، ووقف مسيرة البناء وإسقاط الدولة.
وقال "إن هذه الحقائق تؤكد أنه من الخطأ الفادح تصور أن ما نخوضه الآن هو حرب قصيرة الأمد، وان هناك نهاية قريبة للمواجهة الحالية بيننا وبين قوي الشر وجماعة الإرهاب،..، ذلك تصور غير صحيح، نظرا لكونه يخالف الواقع الذي يقول إنها مستمرة، ولن تتوقف قبل تمكننا من هزيمة قوي الشر وجماعة الإرهاب، ووضع نهاية لوجودهما واستئصال جذورهما تماما.
وأضاف إنه في ظل ذلك علينا التنبه للهدف الذي تسعي إليه طغمة الإرهاب والقتل والتكفير، وهو كسر إرادة المصريين وإشاعة الفوضي وإثارة الفتنة بينهم، حتي يتمكنوا من الوصول لمسعاهم الأسود في إسقاط الدولة بعد تشكيك مواطنيها في قدرتها علي حمايتهم.
وخلص في نهاية مقاله إلى أن لمواجهة ذلك علينا أن ندرك بأن التمسك بوحدة الشعب وصلابة النسيج الوطني، هو الوسيلة الفاعلة لإحباط هذا المخطط الشرير والجبان، وهو الطريق لهزيمة أهداف الجماعة الإرهابية والمساندين لها من قوي الشر، والقضاء علي مسعاهم الإجرامي ضد مصر وشعبها.