كشفت صحيفة الديلي أكبريس أزمات ومعاناة المسلمين في رمضان، على خلفية الحروب والنزاعات المستمرة وانتشار الإرهاب والتطرف والاحتلال.
رمضان في سوريا
الأزمة السورية المستمرة لعامها السابع تعتبر إحدى أكبر المآسي التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على المسلمين، ففي الوقت الذي ترقبت فيه كافة دول العالم حلول شهر رمضان الكريم لتعم الفرحة على الجميع، تزداد معاناة الشعب السوري من مرارة وأوجاع جراء الحرب التي تشهدها البلاد، وسط ظروف معيشية هي الأسوأ في تاريخ البلاد، من شح في المواد الغذائية للمناطق المسيطرة عليها التنظيمات الإرهابية.
ويعاني آلاف المواطنين السوريين بحسب الأمم المتحدة من قلة المواد العذائية، حيث أشار تقرير منظمة الفاو لعام 2016 إلى أن ما يقارب 9.4 مليون شخص في مختلف أنحاء سوريا يحتاجون إلى المساعدات، خاصة المحافظات التي تضم أكبر زيادة في عدد المحتاجين، وهي القنيطرة ودرعا ودمشق وإدلب وحلب.
فلسطين
لم تقل معاناة الشعب الفلسطيني في رمضان، فعلى الرغم من هدوء الوضع قليلًا عن الأحداث المشتعلة في سوريا، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس ضده أبشع الانتهاكات، حيث يستقبل الشعب الفلسطيني الشهر الكريم وسط معاناة في البحث عن العمل لسد تعب الحياة المعيشية، نتيجة الحصار الذي تشهده الأراضي الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال “الإسرائيلي، في الوقت نفسه اعتادت سلطات الاحتلال التضيق على المسلمين مع اقتراب شهر رمضان، وذلك من خلال سن قوانين جديدة تقلل من ممارسة شعائرهم الدينية.
وتستقبل غزة هذا الشهر الكريم بحصار صهيوني مستمر منذ ما يقارب 11 عامًا، في ظل أوضاع مأساوية، حيث تمر الأسواق الغزاوية بحالة من الشلل نتيجة قلة الرواد، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة الفقر وعزوف الكثير عن الشراء واكتفائهم بشراء الاحتياجات الأساسية لهذا الشهر الفضيل، فضلًا عن اتباع الكيان الصهيوني سياسة الحصار الشديدة والخانقة من جميع الاتجاهات، وعدم السماح بدخول بعض المنتجات للقطاع، حيث يتحكم في كافة المواد الداخلة والخارجة.
بورما
المسلمون في بورما هم أقلية أمام الأغلبية البوذية،تعتبرهم الأمم المتحدة أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم، ومع حلول شهر رمضان تزداد معاناتهم، بسبب تعرضهم لأبشع أعمال القتل من قبل البوذيين المتطرفين، فضلًا عن عمليات التهجير التي يتعرضون لها.
ونتيجة للظروف المعيشية القاسية والمعاملة التمييزية من جانب الحكومة، يعيش المسلمون في بورما أوضاعًا صعبة للغاية؛ ما جعلهم يفضلون الهجرة إلى مناطق أخرى، فبحسب الأمم المتحدة فإن نحو 300 ألف من مسلمي الروهينجا هاجروا إلى بنجلاديش وحوالي 24 ألفًا فروا أيضًا إلى ماليزيا بحثًا عن حياة أفضل.
العراق
يعيش المسلمون حياة صعبة منذ ما يقارب القرنين بسبب الحروب الحروب، بدءًا من حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، مرورًا بالغزو الأمريكي في بداية الألفية، وصولًا إلى سيطرة داعش على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية.
وتوسعت التهديدات والمخاطر الأمنية في العراق جراء انتشار السلاح وعمليات العنف والتفجيرات في الآونة الأخيرة، وهو ما أدى إلى منع المسلمين في العراق من القيام بشعائرهم المعتادة في الشهر الكريم، حيث تستهدف العمليات الإرهابية المزارات الدينية بشكل دوري.
بالإضافة إلى ذلك فإن الوضع الاقتصادي المترهل للعراق نتيجة انخفاض أسعار البترول والمشاكل السياسية المتفاقمة أدت إلى شح المواد الغذائية في الأسواق العراقية وارتفاع أسعارها.
وفي الموصل، المنطقة التي ما زال تنظيم داعش يسيطر على جزء صغير منها، يعيش العراقيون المسلمون معاناة ومأساة صعبة للغاية، فبالرغم من استبشار الموصليين خيرًا بعد إلقاء الطائرات العراقية قبل أيام منشورات فوق المناطق القابعة تحت سيطرة داعش، تطمئن فيها المدنيين بأن المعركة شارفت على النهاية، إلا أن رمضان هذا العام لم يحمل معه السلام المنتظر لهؤلاء الذين وعدوا أنفسهم بـ”رمضان بطعم النصر”، وهم الذين عاشوا رمضانات قاسية، وظلوا أسرى بطش التنظيم خلال الأعوام الـ3 الماضية.
وخلال فترة سيطرة التنظيم المتطرف على الموصل، حظر داعش كل مظاهر الاحتفال باستقبال رمضان المبارك كتزيين المنازل وتبادل الطعام والحلوى وتنظيم تجمعات مسائية تتخللها عادةً ممارسة تقاليد رمضانية شعبية، فيما يلتزم السكان الصمت خوفًا من الملاحقات والعقوبات التي تكون قاسية جدًّا وأمام سكان البلدة ليكونوا عبرة لغيرهم.