ads
ads

حكم التهنئة بدخول شهر رمضان

كتب : أهل مصر

التهاني من حيث الأصل من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، حتى يأتي دليل يخصها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر.

وقال الشيخ العلامة (عبد الرحمن ابن سعدي) في منظومة القواعد، والأصلُ في عاداتنا الإباحةْ حتى يجيءَ صارفُ الإباحةْ وليس مشروعاً من الأمور غير الذي في شرعنا مذكور، ثم قال: وهذان الأصلان العظيمان ذكرهما شيخ الإسلام في كتبه، وذكر أن الأصل الذي بنى عليه الإمام أحمد مذهبه أن العادات الأصل فيها الإباحة، فلا يحرم منها إلاّ ما ورد تحريمه إلى أن قال: فالعادات هي ما اعتاد الناس من المآكل والمشارب.

وأصناف الملابس والذهاب والمجيء، وسائر التصرفات المعتادة، فلا يحرم منها إلاّ ما حرّمه الله ورسوله، إما نصّاً صريحاً، أو يدخل في عموم، أو قياسٍ صحيح، وإلاّ فسائر العادات حلال، والدليل على حلها قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً"، وهذا يدل على أنه خلق لنا ما في الأرض جميعه لننتفع به على أيّ وجهٍ من وجوه الانتفاع.

وإذا كانت التهاني من باب العادات، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع، ولذا مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب، بل رغب في بعضها، وحرّم بعضها، كالسجود للتحية.

حكم التهنئة بدخول الشهر الكريم

روى ابن خزيمة (رحمه الله) في صحيحه (3 / 191) عن سلمان (رضي الله عنه) قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر يومٍ من شعبان، فقال: (أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة) الحديث.

وقال ابن رجب: (هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضاً في شهر رمضان)، وإنما تأخر الاستدلال به على مسألتنا لأنه لم يثبت، بل هو حديث منكر كما قال الإمام أبو حاتم الرازي، ولذا بوّب عليه الإمام ابن خزيمة في صحيحه بقوله : (باب فضائل شهر رمضان، إن صحّ الخبر).

وذهب الجمهور من الفقهاء إلى أن التهنئة بالعيد لا بأس بها، بل ذهب بعضهم إلى مشروعيتها، وفيها أربع روايات عن الإمام أحمد (رحمه الله)، ذكرها ابن مفلح في (الآداب الشرعية)، وذكر أن ما روي عنه من أنها لا بأس بها هي أشهر الروايات عنه.

وقال الإمام أحمد: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد : تقبّل الله منا ومنك.

وقال حرب : سئل أحمد عن قول الناس : تقبل الله منا ومنكم ؟ قال : لا بأس، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة، قيل: وواثلة بن الأسقع، قال : نعم، قيل: فلا تكره أن يقال: (هذا يوم العيد) ؟، قال: لا)

فيقال: إذا كانت التهنئة بالعيد هذا حكمها، فإن جوازها في دخول شهر رمضان الذي هو موسمٌ من أعظم مواسم الطاعات، وتنزل الرحمات، ومضاعفة الحسنات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً