معتمدًا على قروض تقدمها الحكومة البريطانية لطلابها؛ التحق سلمان عبيدي منفذ هجوم مانشستر الدامي، الثلاثاء الماضي، بمعسكرات التنظيمات الإرهابية في ليبيا؛ حيث تلقى هناك تدريباته على إعداد العبوات الناسفة، وفي معسكرات مشابهة في ليبيا تلقت مجموعة الموت الإرهابية دروسها الأولى على حمل السلاح لتحصد به، الجمعة الماضية، أرواح عشرات المصريين الأقباط في محافظة المنيا.
الرايات الإرهابية التي تدرب تحت إمرتها عبيدي الداعشي لا تختلف عن رايات منفذي هجوم المنيا الإرهابي الذي نفذته تنظيمات إرهابية على رأسها ما يعرف بـ"مجلس شورى المجاهدين في درنة" الموالي لتنظيم القاعدة الإرهابي، وكليهما يشترك استهدافهما للأطفال والمراهقين سواء في حافلة المنيا أو الحفل الغنائي في مانشستر.
وتتحمل معسكرات الإرهاب في ليبيا مسؤولية دماء أكثر من 50 شخصا، خلال الأسبوع الماضي فقط، في قارتين؛ ما يستدعي تعزيز الجهود الدولية لتحقيق تسوية سياسية في البلاد التي تعاني من الفوضى الأمنية وتتنازع السلطة فيها 3 حكومات.
وتسبب هجوم مانشستر في سقوط 22 قتيلا غالبيتهم من المراهقين، في حادث هو الأعنف في بريطانيا منذ يوليو 2005. بينما قتل 29 قبطيا مصريا غالبيتهم من الأطفال في صحراء المنيا بالرصاص.
وبينما تجري أجهزة الأمن في بريطانيا حاليا تحقيقات من أجل الوصول إلى مصادر تمويل عبيدي (22 عاما)، والتعرف على كيفية حصوله على الأموال اللازمة لسفره إلى ليبيا، حيث تدرب هناك على صنع القنابل في معسكرات الإرهابيين، دك الطيران المصري، الجمعة، معسكرات لجماعات إرهابية في مدينة درنا الليبية.
وقالت صحيفة "تليجراف" البريطانية، في تقرير لها، إن عبيدي حصل على نحو 7 آلاف دولار على هيئة قروض طلابية، بعدما بدأ دراسة إدارة الأعمال في جامعة سالفورد، في أكتوبر 2015، ثم تلقى مبلغا مماثلا في العام التالي رغم تركه الدراسة.
وفي مصر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بدا غاضبا خلال كلمة وجهها لمواطني بلاده، مساء الجمعة، أن الجيش المصري استهدف خلال العامين الماضيين ما يزيد على ألف سيارة رباعية الدفع خلال محاولة لاختراق الحدود الغربية.
ونجح تنظيم داعش الإرهابي في استنساخ النموذج الداعشي في سوريا والعراق؛ حيث بسط سيطرته لشهور على مكاسب المنتجات النفطية في ليبيا بعد أن بسط سيطرته عليها في 2015.
وتتربع منطقة "الهلال النفطي" في ليبيا على طول يبلغ 250 كيلومترا يمتد بين بنغازي وطرابلس، والتي تحوي المخزون الأكبر من النفط، وتشمل عدة مدن من بينها سرت، إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة، لكن قوات الجيش الليبي تمكنت من استعادة الهلال النفطي في مارس من العام الجاري.
وتسعى مصر منذ منتصف العام الماضي لتحريك المياه الراكدة في بحيرة السياسة الليبية، كما طالب قادتها مرارا برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي لكي يتمكن من مواجهة الجماعات الإرهابية بفعالية أكبر.
وبدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر عملية "الكرامة" قبل 3 سنوات بهدف القضاء على الجماعات الإرهابية التي انتشرت في المدن الليبية بعد أحداث 17 فبراير.
وتمكنت القوات الليبية بقيادة حفتر خلال هذه العملية، من القضاء على التنظيمات الإرهابية المستوطنة في مدن الشرق، فضلا عن تصفية 3 من أكثر الإرهابيين خطورة وهو قائد تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي، محمد الزهاوي، وقوات مليشيا الردع التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، بوكا العريبي، والإرهابي وسام بن حميد.
ويُعد ما حققه الجيش الوطني الليبي في الشرق إنجازا لم يتوقعه أحد، بعد أن كانت هذه المنطقة تعيش في ظلام المليشيات الإرهابية.
ومع تعثر المساعي الدولية لتحقيق تقدم سياسي في ليبيا، قادت دولة الإمارات العربية المتحدة، مطلع الشهر الجاري، مبادرة للوساطة والتوفيق بين أقطاب الأزمة الليبية، وحققت تقدما ملحوظا بانعقاد اجتماع ثنائي في أبوظبي ضم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا.
لكن أطرافا إقليمية أخرى تسعى في الاتجاه المعاكس، بحسب طيف واسع من المراقبين الذين يشيرون إلى أدوار مشبوهة لتغذية الصراع في ليبيا عبر عمليات دعم مالي ولوجستي لمعسكرات الإرهاب في بلد يملك أطول شريط ساحلي يطل على أوروبا.