دائمًا ما يتبادر إلى ذهني سؤال مهم، هو: لماذا لا يكون لدينا عقاب للكذب على المواطنين، وفي بلدنا العظيم، مصر، ما أكثر التصريحات الكاذبة التي تخرج عن الوزراء والمسؤولين.
هذا السؤال يراودني، و"يبقى عامل زي البعوضة اللي قضت على النمرود" في كل مرة أرى فيها الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، يتحدث، سواء فى مؤتمر صحفي أو في حوار تليفزيوني، ذلك الوزير الذي إذا حاسبنا المسؤولين على التصريحات والوعود الكاذبة مرة، فيجب محاسبته هو ألف مرة، لأنه المسؤول الأول عن صحة المصريين.
خلال افتتاح الرئيس السيسي عددًا من المشروعات القومية في محافظة دمياط، طلع علينا الوزير بتصريحات كاذبة من عينة أنه سيتم القضاء نهائيًا على "فيروس سي" مع نهاية العام الجاري، وأن وزارته نجحت في نسف قوائم انتظار المرضى المصابين بهذا الفيروس.
ويبدو أن الوزير يجيد دائمًا صناعة ضجة إعلامية يستطيع من خلالها إقناع الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء بإنجازاته الهائلة والمستمرة، التي يمكن أن نطلق عليها "الفنكوش"، فالوزير اكتشف فجأة، خلال أزمة ألبان الأطفال، مصنعًا "كان لابس طاقية إخفاء"، هو مصنع "لاكتو مصر"، بالرغم من أن تقريرًا عرض على الوزير قبل سنة من إعلان اكتشافه هذا، حول المصنع المتوقف وكيفية تجديده وإصلاحه، وأن المصنع أصلًا لا ينتج سوى الـ"كريم شانتي" وبودرة القهوة وليس الألبان، كما قال الوزير.
الغريب أن الوزير أقنع الجميع، إلا من رحم ربي، بالاكتشاف العظيم، لدرجة جعلت البعض يقول إن وزير الصحة استطاع حل أزمة ألبان الأطفال "في مِنت"!
مصنع الألبان لم يكن "النكتة الوحيدة" التي كانت ضمن "فنكوش الوزير"، فهناك أيضًا كذبة مصنع المحاليل الطبية، وهو عبارة عن خط إنتاج محلي تملكه شركة "فاكسيرا"، ومتوقف عن الإنتاج ويحتاج إلى تجديد، وفي هذا اخترع الوزير حكاية جديدة، هي الإعلان عن أن المصنع سيتم تجديده، وسينتج محاليل تغطي احتياجات السوق خلال 6 أشهر، وحتى الآن وبعد مرور أكثر من عام لم نرَ إنتاجًا لهذا المصنع، ولم نسمع عنه شيئًا.
وفي النهاية أطالب الرئيس باستحداث عقوبة جديدة، أو قانون جديد يسمح بمحاكمة الوزير "الكاذب" على تصريحاته، ووعوده التي لم تنفذ.