"التحدي هو زين.. زين ده مصدر قوتي.. مفيش بطل يجي سنتيمتر من البطل اللي هو اسمه زين.. زين علمني الطاقة الإيجابية".. عبارات قليلة تبعث الأمل في الوجدان وتحفز على النجاح وتحدي الصعاب، ولكن في الوقت ذاته تحمل بداخلها الحيرة والغموض، وهذا ما شعر به المشاهدين منذ أول أيام الشهر الكريم، عندما عرض إعلان على القنوات الفضائية يحمل اسم "زين".
ولم يستطيع المشاهدين أن يتوصلوا إلى من هو "زين" واتخذوا طريق الانتظار، إلى أن يكشف الإعلان من هو البطل، ولكن رواد التواصل الاجتماعي لم يظلوا منتظرين ظهور الحقيقة، ولهذا أطل واحدًا من رواد "الفيس بوك" يحمل المعلومات التي طال انتظارها عن بطل الإعلان، وبمجرد أن قام "محمد بلال" بنشر معلومات عن الطفل "زين" على صفحته الشخصية، تحت عنوان "دة زين بتاع الإعلانات"، تداوله العديد من مستخدمي الفيس بوك على صفحاتهم الشخصية والعامة بسرعة البرق.
ومن هنا يتضح أن "زين" طفل يدعى زين يوسف، أتم العاشرة من عمره خلال الشهر الجاري، وأصيب بأخطر أنواع السرطان وهو سرطان "الخلايا الجذعية" من الدرجة الرابعة، منذ أن كان في الثالثة من عمره، ويعد هذا المرض من أنواع السرطان النادرة، الذي يتم اكتشافه في الصدر والبطن والعظام والنخاع الشوكي.
بالرغم من صغر سن زين، إلا أنه خضع في بداية رحلته العلاجية إلى العلاج الكيماوي، وعلاج بالإشعاع والتجارب السريرية، بالإضافة إلى العمليات، وبعد أن أنهى زين رحلته الأولي في العلاج، هاجمه السرطان مرة أخرى في المخ منذ شهرين فقط.
زين البطل الذي انتشر بسرعة البرق في الإعلانات واستقر في قلوب المصريين في يومين فقط، يكافح رغم صغر سنه متفوق دراسيًا، ويمارس رياضة "التايكوندو"، وحصل فيها على الحزام الأسود.
وأوضح بلال، خلال الصفحة الخاصة به، أن الطفل زين مثال عظيم للصبر والتحمل، وأنهى منشوره بعبارة: "الشهر دة زين تم 10 سنين ومازال فى رحلته وبيحاول وأهله عندهم أمل كبير وعمرهم ما حسو باليأس برغم أن زين صغير على مرض خطير زى ده وعشان ميحسش أنه لوحده عملو الإعلان اللى بنشوفه فى القنوات، وشئ عظيم فى الصبر والتحمل على طفل فى سن زين برغم لو عرفت مدى الألم فى علاج زى العلاج بالإشعاع !!".
وعقب تداول نشطاء "فيس بوك" المعلومات الكاملة حول الطفل "زين"، عبر بلال "صاحب البوست" عن فرحته بالرسايل التي انهالت عليه للتواصل مع الطفل زين، وهذا ما دفعه إلى نشر بوست أخر على صفحته الشخصية يوضح فيه أنه لا يعلم الطفل شخصيًا، والمعلومات التي نشرها قام بترجمتها من الصفحة التي تحمل أسم "زين يوسف"، بالإضافة إلى ترجمة جزء من مقال لمؤسسة بريطانية عن زين المصاب بأخطر أنواع السرطان.
وأضاف بلال: "لما كتبت بوست زين يوسف كان هدفى الأساسى أن الناس تبطل تسف على الإعلان مش أكتر.. لكن لما البوست اتاخد فى بيدجات كتير وشافه الآف.. كم المسجات اللى جاتلى عايزة تتواصل معاه شئ يفرح جدا كنت مستحيل اتخيله.. أنا معرفش طريقة للتواصل غير إنى ترجمت جزء من بوست فى بيدج باسمه اللى هى "Zein Youssef" وترجمت جزء من مقال لمؤسسة بريطانية للوقاية من السرطان كانت عاملة مقال عنه".
وتحتوي الصفحة التي تحمل اسم "زين يوسف" على رحلة كفاحه مع المرض، ويتضح من الصفحة أن زين يعيش هو وأسرته خارج مصر وذلك حسمبا أكدت الصور والفيديوهات الخاصة بـ "زين" في الحفلات والمدرسة والمستشفي.