مر على تأسيسها أكثر من ألف عام، إلا أنه وحتى الآن لا يعرف أحد من أين جاءت أو من المؤسس الحقيقي لها، حيث إن الغموض المسيطر على الموقف، لا يعرف عنها سوى أنها تأسست عام 90 هجريا وجاءت من قرية آسيا، إنها الطريقة النقشبندية، صعوبة نطق الاسم أيضًا يحمل دلالات مختلفة.
وتنقسم كلمة "النقشبندية" من مقطعين: الأول "النقش" أي الكتابة، والثاني "بند" ويعرف في أصول اللغة العربية بالقلب، ليصبح مرادف الكلمة هو "النقش علي القلب"، وذلك حسبما فسرها شيخ الطريقة الحالي اللواء مهندس محمد جميل بخيت في إحدى كتاباته.
ويوضح "بخيت" أن المشايخ الذين أسسوا الطريقة قصدوا تلك التسمية، لأن النقش على القلب لا يمكن أن يمحوه شيء أبدًا، والنقش هنا، هو ذكر الله المفروض على قلوب الموحدين والمريدين، فهو يدوم ويقوي الجسد ويبرئ النفس من أسقامها.
ورغم تفسير بخيت لمعنى اسم الطريقة، إلا أنه لم يكشف اسم مؤسس بعينه، قائلًا إنها جاءت كثمرة لعمل أكثر من ٤٠ قطبًا، ساهم كل منهم بدور في ترسيخ الطريقة ونشرها.
وبحسب المرويات التاريخية فإن "النقشبندية" في القرن الأول الهجري، وتحديدًا عام ٩٠، ونشرها دعاتها في آسيا خصوصا باكستان وأفغانستان وأذربيجان وعدد من دول القوقاز، وكان أول الدعاة الرحالة في نشر الطريقة "قتادة" الذي عبر بوادي الحجاز إلي آسيا وحطم الأصنام وقضي علي كل وثنية صادفها في طريقه.
وحسب تراث الطريقة فإن قتادة ورجاله لم يلتفتوا إلي غنائم فتوحاتهم، مما جعل أهالي تلك البلاد يستجيبون لدعوتهم، وتتميز النقشبندية بأنها أصل دون فروع، إذ استمرت طريقة واحدة كما بدأت، لم تتجزأ عنها طرق أخري مثل الحامدية التي تضم ١٥ طريقة.
ويقول شيخ الطريقة الحالي إن عدد المنتسبين إلي النقشبندية يقارب مليونين في مصر وحدها، ويضيف أن هناك ملايين المريدين في العالم كله مثل أمريكا التي يوجد بها مقر للطريقة يخدمه الشيخ القباني، وهناك أيضًا الشيخ هاشم عدنان في العاصمة البريطانية لندن، ويؤكد أن الحكومة الإيرانية الحالية تضم وزيرًا نقشبنديًا.
وليس للنقشبندية مقر رئيسي في مصر، لكن كل محافظة بها مقر يخدمه نواب الشيخ، وينتظم المريدون في حلقة ذكر أسبوعية، تتضمن ذكر الله والصلاة علي رسوله الكريم وتلاوة القرآن كاملًا.
ومن المقرر أن يخلف الشيخ الحالي شقيقه الأصغر، وتنتقل الشياخة عبر ما يسمي "السلسلة الذهبية"، وهي توصيف لفكرة توريث الشياخة للابن، أو الأخ ويحمل الشيخ لقب "الحفيد" باعتباره حفيدًا لكل مشايخ الطريقة الأقدمين.
واللواء مهندس محمد جميل، شيخ النقشبندية الحالي، هو حفيد الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي مصر الأسبق وشيخ الأزهر بين عامي ١٩١٢ و١٩٣٣.