كانت الساعة بعد الثالثة صباحا.. قمت مع 5 من زملائي بالوضوء باستخدام "إربة" كنت أحملها على خصري، وبعد ذلك دخلنا في صلاة الفجر، أمّنا فيها أميرنا "ر.أ"، الذي أطال في الصلاة ودعا لنا بالنصر على الكفرة، وبعد التسليم أعطى لنا التعليمات الأخيرة، وقام بتحفيزنا على نيل إحدى الحسنيين "الشهادة أو النصر"، وقال لنا "إن العملية التي سنقوم بها ستكون مؤثرة وستعطي النظام المصري درسا لن ينساه".
بعدما فرغنا من التعليمات والتلقين الأخير قمنا لنودع إخواننا في المعسكر وتجهيز أسلحتنا الرشاشة والثقيلة وملابسنا المموهة التي تشبه ملابس جيش الكفرة، والاطمئنان على سيارات الدفع الرباعي المستخدمة في العملية، لكن قبل ذلك حدثت مشادة بين المجموعة المختارة لتنفيذ العملية والأمير، وذلك بسبب رفض زملائنا من المصريين المشاركة في العملية، فالمصريين قلبهم ضعيف ويخشون مشاهد الدم، وفعلا بعد المشادة وافق الامير على عدم إشراك أي مصري في العملية سوى سائق واحد فقط يعرف الطرق جيدا. طبعا قبل كل ده وقبل يوم من العملية، قامت عناصر استكشاف تابعين لنا بمعاينة مكان العملية، وكنا عارفين إن دير الأنبا صموئيل يبعد عن الطريق الصحراوي الغربي بحوالي 30 كيلومترا ولا يوجد طريق للدير سوى "مدق صغير" يربط بين الدير والطريق، وأنه بعد 10 كيلومترات من بداية المدق هناك منحنى تنقطع عنده الإشارة تماما، وبالفعل تم تحديد هذا المكان لتنفيذ العملية. المهم اننا انطلقنا في الصحراء الغربية بالسيارات دفع رباعي في شكل رتل، يقودنا جميعا السائق المصري، يعرف دروب وطرق محافظات الصعيد، والسيارات كانت تحمل رشاشات ثقيلة وقنابل بالإضافة إلى البنادق الآلية، التسليح الشخصي لأفراد المجموعة، وكانت المجموعة تضم جنسيات مختلفة "ليبيين، أفغان، أوروبيين"، دون مصريين.
وفي تمام الحادية عشر، وصلنا إلى مكان العملية، انتظرنا قليلا حتى لمحنا 3 سيارات ميني باص قادمة من بعيد، اتخذنا موقعنا وتأهبنا لاصطياد الفريسة، اتفقنا فيما بيننا على محاصرة السيارات الثلاث، من الأمام والخلف، وقتل السائقين في البداية حتى تتعطل السيارات تماما، بالفعل وصلت السيارات فقامت سيارة دفع رباعي باعتراض الميني باص الأول وقتل السائق وتعطيل باقي السيارات، وقسمنا أنفسنا إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة دخلت إلى أتوبيس وفتحنا النار بعشوائية حتى قتلنا أكبر عدد ممكن من الركاب، ثم صعدت أنا إلى إحدى السيارات وأخذت أسأل الركاب عن هويتهم فوجدتهم جميعا مسيحيين، وطلبت من أحدهم نطق الشهادتين فرفض وقتلته في الحال، ثم شاهدت طفلا ونظرت في عينيه ووجدته يرتعد من شدة الخوف، فلم تأخذني به شفقة ولا رحمة، فهو ينتمي إلى الكفرة وواجب قتله، فقمت على الفور بإطلاق رصاص على رأسه الصغير حتى فارق الحياة. ورغم أن الصريخ والاستغاثة كانت حولنا من ل جانب إلا أن هذا الصريح والاستثغاثات لم يسمعها أحد ولم نعيرها أي انتباه، وقد كان هدفنا واحد، وهو قتل الجميع والفرار سريعا من أرض المعركة، ففتحت النار على الجميع ولم تزعجني صرخات السيدات أو بكاء الأطفال.وخلال هذه الدقائق القليلة التي كنا نستمتع فيها بالتهام الضحية تركنا البعض وهرب إلى الصحراء فلم نعير لهم اهتماما في البداية، فهم لن يجدوا مكانا يهربون إليه.. هنجيبهم هنجيبهم، وبالفعل نزلنا من الأتوبيسات بعد إنهاء المهمة وأخذ كل منا يصوب على رأس كل واحد منهم، كأننا في حلقة تدريب، وبعد سقوطهم بين الرمال ذهبنا للتأكد: "هل قٌتلوا أم لا"، وكنا نقوم بقتل الحي منهم، وقمنا بتصوير كل شيء ووزعنا إمساكيات رمضان على الجميع. وبعد إتمام الملية بنجاح، صعدنا إلى سياراتنا وانطلقنا سريعا حتى حدث شيء غريب: "إحدى السيارات غاصت في الرمال.. "غرزت يعني" وحاولنا رفعها لكن دون جدوى فقمنا بحرقها واستقلال السيارتين الآخرتين وانطلقنا بعيدا عن مكان العملية في الصحراء.بعد دقائق معدودة صادفنا مسجدا فقمنا بخلع ملابسنا واستبدالها بملابس نظيفة ودخلنا المسجد وأدينا صلاة الجمعة وحمدنا الله كثيرا على النصر في معركتنا مع النظام الكافر.وبعد خروجنا من المسجد وسلامنا على المصلين وقولنا لهم "تقبل الله" وردهم علينا "تقبل منا ومنكم"، انطلقنا إلى المعسكر فرحين مهللين فوجدنا في انتظارنا احتفالا كبيرا.. فالعملية سمّعت في مصر والعالم كلّه، وداخل إحدى خيم المعسكر استرحنا قليلا قبل أن يبدأ إخواننا في الدخول علينا لتهنئتنا على هذا النصر المبين، ثم خرجنا من الخيمة وجلسنا في ساحة كبرى أمام تلفاز صغير لمتابعة أصداء العملية وسط ضحكات عالية انتابت جميع من حولنا (هه هه هه هه هه هه). وبعد الانتهاء من الاحتفال بالنصر، وكنا قد علمنا أن غرة شهر رمضان المبارك غدا، قمنا لنصلي العشاء ثم أول تراويح في الشهر الكريم، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات.(سيناريو تخيلي)