خطة محكمة وضعتها وزارة الداخلية بشكل عام، والإدارة العامة لمباحث التموين بشكل خاص، للسيطرة على الأسعار ومواجهة مافيا الاحتكار والسوق السوداء، الحملات اليومية لا تنقطع، والكميات المضبوطة أكبر من أن يتم حصرها، أطعمة فاسدة، وأغذية منتهية الصلاحية، ومنتجات مغشوشة، وياميش غير صالح للاستخدام الآدمي، كلها ضبطيات كانت معدة ومجهزة لاستغلال موسم رمضان لبيعها للمواطنين، دون وجود أي وازع دينى أو أخلاقي، ونحن على بعد ساعات من شهر الرحمة.
◄اقرأ أيضًا: تويتر.. اخلاق مصطفي خاطر تفسد حلقة رامز تحت الأرض
التقينا باللواء ياسر صابر، مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة لمباحث التموين والتجارة الداخلية، ورصد لنا في حوار لا يخلو من الصراحة، الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة بالأرقام والوقائع، لضبط مافيا جشع التجار والسيطرة على السوق السوداء، بالإضافة لإرسال رسالة طمأنينة للمواطنين من خلال شرح خطة الإدارة في شهر رمضان المبارك لضمان توافر السلع.
* في البداية، نود التعرف على أهم ملامح خطة رمضان ؟
-الخطة تم وضعها بالتنسيق مع الفروع الجغرافية لإدارات وأقسام شرطة التموين بمديريات الأمن بمختلف المحافظات، وذلك بهدف التصدي لجميع صور الخروج عن الشرعية، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرارللسلع خصوصًا الاستراتيجية منها لضمان وصولها لمستحقيها، أيضًا من أهم ملامح الخطة تكثيف الرقابة التموينية على الأسواق لمحاربة الغلاء والاحتكار.
*ما هي أهداف هذه الخطة ؟
-خدمة المواطن في الأساس هو هدفنا، ويتم ذلك من خلال ضمان توافر جميع السلع والخدمات خلال شهر رمضان، وفي مقدمتها اللحوم والدواجن بأنواعها، والخضروات والفاكهة، والسكر والأرز والمكرونة والمسلى والزيت والدقيق والجبن بأنواعها، ورصد أي نقص للسلع لاتخاذ الإجراءات المناسبة حتى يتم توافرها.
* كيف يتم السيطرة على المجمعات الاستهلاكية والبقالين التموينيين؟
-هناك متابعة قوية لمنافذ الشركة القابضة للصناعات الغذائية مثل، المجمعات الاستهلاكية، الشركة المصرية للحوم والدواجن، الشركة المصرية لتسويق الأسماك، وذلك لضمان توافر جميع السلع بها ووصولها للمستهلكينبالمواصفات والأسعار المقررة، كما يتم متابعة وضبط العناصر المنحرفة من العاملين والمسؤولين سواء بالمجمعات الاستهلاكية أو البداليين التموينيين المتاجرين في السلع المدعمة.
*ما هو دوركم في قطاع المخابز؟
-تم إحكام الرقابة على قطاع المطاحن والمخابز، لمنع تسرب الدقيق للإتجار به بالسوق السوداء، وضبط أي محاولات للتلاعب في أسعاره، والتصدي لظاهرة الباعة الجائلين، والأطعمة المكشوفة من مخللات، وعصائر، وخبز، مع التركيز على المناطق الشعبية، مشددًا على التصدي لهذه الظواهر السلبية التي تؤثر على المواطن.
*هل سنشهد أزمة في توفر البوتاجاز في رمضان ؟
-لن يشعر المواطن بأي أزمات بخصوص توافر أنابيب البوتاجاز، حيث عملنا طوال الفترة الماضية لضمان توافر وقود البوتاجاز، وضبط أية محاولات للتلاعب في أسعاره، ورصد أية اختناقات تحدث في توزيعها، والتنسيق مع الهيئة المصرية العامة للبترول وشركات التسويق للقضاء عليها، من خلال الدفع بكميات مناسبة من الاحتياطي المتوافر.
*وكيف تضمن وصول الدعم لمستحقيه؟
- توجد إدارة داخل مباحث التموين تسمى "غسيل الأموال"، مهمتها مراقبة القائمين على هذه المخابز، وخط سيرالعمل بها، ومدى توافر السلع بها، ومتابعة المخابز والمجمعات الاستهلاكية،وعند وجود أية مخالفات مالية يتم ضبط أصحابها على الفور وإيقاف العمل بهذه الأماكن المخالفة.
*ما هي السبل للحد من انتشار اللحوم الفاسدة؟
-هناك حملات يومية يتم توجيها لمتابعة حركة الأسواق والمحال والمجازر الرئيسية، للتأكد من سلامة المذبوحات وكذلك الثلاجات بمنافذ البيع، وهناك تنسيق كامل مع مديرية الطب البيطري لضمان الفحص الفنى للسلعوصلاحياتها، مع تفعيل دور غرفة العمليات الرئيسية والغرف الفرعية بالفروع الجغرافية في مديريات الأمن، وتلقي شكاوى المواطنين على مدار 24 ساعة، وحلها بطريقة فورية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، وهى أرقام (٢٤٠٦٠٨٠٠، ٢٤٠٦٨٠١، ٢٤٦٠٨٠٢، ٢٤٠٦٨٠٣، ٢٤٠٦٨٠٤).
* المواطن يخشى من تناول لحوم الحمير؟
للأمانة وحتى نطمئن المواطن، فإن ذبح الحمير ودخولها فى التصنيع أو بيعها للمواطن، على أنها لحوم بلدية لا تمثل ظاهرة، ولكن تسليط الضوء عليها هو ما جعل منها ظاهرة، لكن الحالات التي تم ضبطها هى حالات فردية ولا ترقى لمستوى الظاهرة.
◄ اقرأ ايضًا: عمرو سعد يفضح الحكومة في مستشفي أبو الريش
*لكن مباحث التموين تضبط شحنات من الحمير المذبوحة بالفعل؟
-ضبطنا بالفعل حمير مذبوحة، لكن السبب في هذا الأمر تجاري بحت، حيث إن سعر الحمير أصبح مرتفعًا للغاية، والأغلى من سعر الحمار نفسه جلد الحمار، ومن ثم يلجأ البعض لذبح الحمير وسلخها وبيع جلودها، حتى الحمير التى تم العثور عليها مذبوحة، تبين وجود أحشائها كاملة واختفاء الجلود فقط، مما يعنى أن الهدف من الذبح هو الحصول على الجلد وليس اللحم، وقد يصل سعر بيع جلد الحمار إلى 400 دولار، ويتم تصديره للخارج.
*وكيف يفرق المواطن بين لحوم الحمير واللحوم البلدي ؟
-لحوم الحمير يميل لونها للزرقة، وبعد الطهى بعدة ساعات يصبح اللون داكنًا مثل الصدأ، ومذاقها يكون حلو، كما أن أليافها بيضاء وشديدة الوضوح، ونسبة الدهون بها منخفضة بشدة، وعند الطهي تظهر بقع زيتية منفصلة على سطح الشوربة لتصبح أكثر كثافة ولزوجة، وملمس اللحم بعد طهيه يتميز بالخشونة، كما أن العظم يمتاز بالطول عن لحوم الماشية.
*ما هي عقوبة من يضبط ببيع لحوم الحمير؟
-جريمة الإتجار فى لحوم الحمير، تقع تحت طائلة جريمة الغش التجارى والشروع فى بيع سلع غير صالحة للاستهلاك الآدمى، تمثل خطرًا على صحة المواطنين بقصد التربح السريع، وهي جنحة تصل عقوبتها -وفقاً لقانون العقوبات المصرى- ما بين سنة لـ 3 سنوات، وغرامة مالية قد تصل لـ10 آلاف جنيه، وهى عقوبة تقديرية.
*البعض يلقى باللوم على مباحث التموين بسبب الاحتكار؟
-هذا اتهام باطل، فحجم المضبوطات يؤكد أننا نعمل بقوة، ففى خلال النصف الأول من شهر مايو، تم ضبط 142 ألف طن ياميش غير صالح للاستهلاك الآدمي، وتم إغلاق مصانع تعمل بدون تراخيص، بالإضافة لضبط 826 قضية للسلع المنتهية الصلاحية، ويتضح من الأرقام حجم الجهد المبذول.
◄ تابع ايضًا: مفاجآت صادمة بشأن مقتل الطفل يوسف شهيد ميدان الحصري
*لماذا ترتفع أسعار السلع الاستراتيجية وتختلف من مكان لآخر ؟
-الأسعار الرسمية كلها معروفة فى المجمعات الاستهلاكية والهايبرات الكبرى ومعظم المحلات، لكن جشع بعض التجار هو ما يؤدي للتذبذب في بعض الأسعار، أو قد يؤدى لاختفاء أو نقص بعض السلع.
*وما هو دوركم للسيطرة على مافيا الاحتكار ؟
-الحملات مستمرة بالاشتراك مع مديريات الأمن بجميع محافظات الجمهورية، وليس فى كل منطقة على حدة، لمحاصرة التجار الجشعين، ومنع تهريب السلع الأساسية ما بين المحافظات، كما نظمنا جولات للمتابعة المستمرة على الأسواق، ونراقب المصانع الكبرى، بإلاضافة إلى إغلاق المصانع غير المرخصة، التي تنتج سلعًا غير مطابقة للمواصفات.
*ما هي أكبر القضايا التي كشفت عنها الإدارة؟
نجحنا في ضبط تشكيل عصابى يتكون من 5 مسؤولين فى هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين، منهم 4 بالهيئة، ومسؤول بمديرية التموين بالجيزة، يتلاعبون فى قيمة مديونيات أصحاب المخابز ومسحها من قائمة المديونيات، مقابل الحصول على رشاوى من أصحاب المخابز المخالفة التى تم إنتاجها لسرقة أموال الدعم.
◄ شاهد أيضًا: مشاجرة بين مي عمر ومجموعة شباب بسبب التحرش
*حدثنا عن فكرة الداخلية لإنشاء منافذ «أمان» لبيع السلع ؟
-تهدف الوزارة فى أحد محاورها إلى تخفيف العبء عن كاهل المواطنين، لذلك قامت الوزارة بالتوسع في منظومة "أمان" لتوفير المواد والسلع الغذائية للمواطنين بأسعار مناسبة، من خلال منافذها الثابتة والمتحركة المنتشرة بمختلف المحافظات على مستوى الجمهورية، والتى تأتى بالتوازى مع جهود مختلف أجهزة الوزارة، لتشديد الرقابة على الأسواق، وتداول السلع، ومكافحة جميع صور الغش التجارى، لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان، حيث بلغ عدد منافذ «أمان» 700 منفذ،منتشرة بجميع محافظات الجمهورية، وهى عبارة عن 566 منفذًا ثابتًا ومحلات تجارية،134منفذًا متنقلاً يتم تطويرها بصفة دورية.