يعاني مسلمو بورما وبخاصة في شهر رمضان المبارك من أنواع كثيرة من المعاناة الدينية والاجتماعية والإنسانية، حيث لا تسمح السلطات بإقامة الصلوات جماعة في المساجد، وأيضًا إقامة صلاة التراويح، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والدروس العلمية التي تنشط كثيرًا في شهر رمضان المبارك، والتي اعتاد الأئمة على إقامتها في الشهر الفضيل، لتعليم الناس شعائر دينهم.
مسؤولون يتحدثون
وبشأن واقع مسلمي بورما خلال شهر رمضان الفضيل وعاداتهم في هذا الشهر، قالت مصادر إعلامية: في ليالي رمضان تكون الأسواق وأماكن العمل خالية، فالجميع متفرغ للعبادة، حيث ينام الناس بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يسهرون الليل، ويستيقظون وقت السحور، ويواصلون أعمالهم بعد الفجر.
نقص المستلزمات الرمضانية
وحسب شهادات مسلمين روهنجيين يعيشون في مدن عدة من ولاية أراكان بأنهم يعانون كثيرًا في توفير المسلزمات الرمضانية، من السلع الضرورية، والمواد الغذائية، وذلك لعدم توفرها في الأسواق، ولامتناع الباعة البوذيين من بيع المسلمين إلا بأثمان باهضة وبطرق سرية.
تحدي الاضطهاد
وفي ظل ما يتعرض له مسلمو بورما من مذابح، ورغم ما كانوا يواجهونه على مدار السنوات الماضية من تضييق عليهم في العبادة، فإنهم يحرصون قدر استطاعتهم أن يحيوا شهر رمضان بتلاوة القرآن الكريم في المساجد نهارًا، وأداء صلاة التراويح في الليل، ليناموا بعد صلاة التراويح مباشرة، ثم يستيقظون في وقت السحور، وبعد الفجر يبدءون أعمالهم.
التطلع لرؤية هلال رمضان:
يصعد المسلمين ببورما إلي أعلى الجبال لاستطلاع رؤية هلال رمضان فإذا رأوه صاموا وإن لم يتمكنوا من رؤيته يترقب العلماء أخبار بدء الشهر من الدول المجاورة كباكستان وبنجلاديش وماليزيا ويصومون معها.
تقليل ساعات العمل
ومع استقبال شهر رمضان يقلل مسلمو بورما من ساعات عملهم ساعة أو ساعتين؛ للتفرغ للعبادة فيشترون ويجمعون احتياجاتهم الرمضانية من الزيت والسكر والحلويات والحمص الشامي والشعرية والزبيب والزبدة.
روحانيات المساجد
والمساجد تحيا بعمارها في هذا الشهر الكريم، بين مصل وذاكر وتال للقرآن وحلقات علمية واعتكاف وصلاة التراويح تصلى عشرين ركعة بجزء من القرآن.
حفظ القراءن
وتحرص المساجد على رصد أخبار حفظة القرآن الكريم، حتى يحظى كل مسجد بأفضل ما عنده في الحي أو القرية من أئمة المساجد لإحياء صلاة التراويح، فيصومون النهار ويتلقون العلوم الشرعية، ويقومون الليل في صلاة التهجد والاعتكاف في أغلب المساجد المتبقية.
الأسر الفقيرة
أما الأسر الفقيرة فلا تنشغل بشراء الحاجيات لضيق اليد؛ لأن حصتها تقسم على المائدة الرمضانية في ساحة المساجد أو تأتيها من الجيران الأغنياء. ولا تكون هناك على المائدة الرمضانية الأركانية حبات تمور لأنها لا تتوفر في هذا البلد ولا مما تنتجه أراضيها.
الطعام المفضل
وبينما كان يحرص مسلمو بورما على إعداد أطعمة معينة على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان الكريم، أشهرها "لوري فيرا" والذي كان يعدّ من الخبز والأرز بطريقة خاصة.
لا يُعرف بعدُ ما إذا كانت جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة ستُمهل المسلمين خلال شهر رمضان المبارك لإعداد أطعمتهم الخاصة وأداء عباداتهم وإحياء الشهر الكريم، أم سيواصلون مسلسل الإبادة والاضطهاد الذي أعادوا إحياءه الشهر الماضي، بدعم من الأنظمة البوذية الحاكمة في البلاد، تحت مزاعم وادّعاءات لم تثبت صحتها.