ذكر ابن القيم حادثة عجيبة تبين مدى أثر الصلوات علينا وكيف يحفظنا الله بها من كل مكروه، فعن حسين بن عبد الرحمن قال، بلغنى أن فتى من أهل المدينة كان يحضر جميع الصلوات مع الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان يتفقده الخليفة بنفسه لما يراه من حرص ومبادرة هذا الشاب للمحافظة على الصلاة. وقد وقع فى عشق هذا الفتى امرأة من نساء المدينة وقد ذكرت هذا الكلام لإحدى النساء فقالت لها "أنا أحتال عليه لأدخاله إلى البيت".
فجلست تلك المرأة فى الطريق، ولما مر تلك الشاب قالت له: أني لي شاة لا أستطيع حلبها لانى إمرأة مسنة فهل تدخل إلى المنزل وتحلبها لي، فدخل الشاب إلى البيت ولم يرى شاة، قال أين تلك الشاة، فقالت له المرأة أنتظر حتى أحضرها لك، وعندما دخلت تلك المرأة خرجت المرأة التي تعشق هذا الشاب وعرضت عليه نفسها، فأبى هذا الشاب وقال لها أتقي الله أنى أخاف الله ولكن المرأة رودته مرة أخرى على نفسها، فلما رأته قد أبى عليها صاحت تلك المرأة وجمعت الناس وقالت لهم ان هذا الشاب دخل بيتها وأراد الأعتداء عليها فقام الناس بضربه وتقيده وراحوا به إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يعرف هذا الشاب، ودعا الله أن يخيب ظنه ويكون هذا الشاب برئ. فسأله الخليفة عما حدث فقص له الشاب ما حدث، فسأله الخليفة وهل تعرف تلك المرأة التى جعلتك تدخل البيت، قال له نعم، فجمع الخليفة عمر بعض من الناس الذين يسكنون فى الجوار فتعرف عليها الشاب وسألها أمير المؤمنين ما حدث فروت له القصة كما قالها الفتى وبرئه الخليفة من تلك الواقعة، وقال سيدنا عمر: "الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف عليه السلام".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
