أكدت دكتورة عزة هيكل الكاتبة والناشطة في حقوق المرأة والطفل وعميد كلية اللغة والإعلام، أن الدراما المصرية التي تعرض الآن من خلال الشاشة المصرية في شهر رمضان تفتقد للخريطة الإدرايكة الكلية في فهم أسباب الظلم والفساد والاستغلال، وتفتح الباب على مصرعيه أمام الأطفال للأفكار الهادمة لكي تأتي وتسد الفراغ وتستعيد المعنى المفقود؛ ففي صحراء ما قبل الوعي، بإمكان شبه إيديولوجيا مشوهة ومشوشة أن تكسب أراضي عميقة وشاسعة في المجتمع المصري.
وأضافت: "اللامعنى ميال للانجذاب نحو إفراط المعنى، ويدور كلاهما في دائرة العنف والعجز، والكم الهائل للشر والفساد الذي تجسده الدراما المصرية الآن، ونقل هذه الشرور والآثام إلى أفراد الأسرة المصرية وظهرت هذه الصورة خاصة بعد ثورة 25 يناير وانهيار صناعة الانتاج الدرامى وابتعاد الدولة ومؤسساتها الإعلامية والثقافية عن الدور الريادى فى هذا المجال الفنى الثقافى الإعلامى الحيوى والمؤثر وكذلك انحسار السينما والمسرح وعزوف المنتجين عن انتاج الأعمال الفنية المتميزة والتى لا تحقق الربحية المطلوبة ودخول منتجين يبيعون الفن فى محلات الجزارة والسيراميك والأسمنت والمدابغ والآثار المهربة".
وأشارت هيكل إلى أن مسلسلات الشوارع هى التى تسود الآن حتى وإن كانت فى قصور أو كمبوند لأن لغة الشارع المتدنية هى الحوار السائد على جميع الشاشات وفى جميع الاعمال دون استثناء ويكفى أن السباب واللعان وأحط وأقذر الكلمات يتم تداولها بمنتهى السهولة وتعاد أكثر من عشر الى عشرين مرة فى اليوم الواحد ويتم التنويه عنها مع مشاهد مسيئة وخارجة وسلوكيات منحطة تظهر المصريين فى شريحتين.. الأولى العشوائية البلطجية المدمنة المجرمة التى تضطر الى السقوط بسبب الفقر طبعا كمبرر لكل الموبقات وشريحة أخرى فى منتجعات سكنية تمارس ذات الرذيلة والفساد لأنها تملك كل شيء بالطريق الخطأ والاجرام وينتهى الأمر الى أعمال بوليسية تستخدم فيها جميع الحبكات الاجنبية والاكشن والقتل والضرب والسباق والصراع الدموى.. وهذه هى مصر يا سادة يا كرام أين الشريحة والطبقة الوسطى والكتلة الصلبة المصرية التى تحافظ على القيم والعادات والسلوك والتقاليد.