أعلنت الأمم المتحدة، أن عدد المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى إسبانيا، تزايد بمقدار ثلاثة أمثال خلال العام الحالي، ما يجعله الأكثر نموا بين مسارات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ويضع مدريد تحت وطأة تدفق المهاجرين بعد إيطاليا.
وأوضحت منظمة الهجرة الدولية، في تقرير -نقلته صحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم الخميس- أن أكثر من 3300 مهاجر وصلوا إلى الشواطئ الإسبانية في أول 4 اشهر من 2017، صعودا من 1063 مهاجرا في نفس الفترة العام الماضي.
ويأتي التقرير بعد ارتفاع كبير في وصول القوارب خلال الأسبوع الماضي، فأمس أنقذ خفر السواحل الإسباني أكثر من 100 مهاجر من 3 قوارب قرب جزيرة ألبوران الصخرية وتقع في منتصف المسافة بين المغرب وإسبانيا.
وخلال الأسبوع الماضي، تم إنقاذ أكثر من 200 شخص بينهم عدد من السيدات الحوامل على طول الساحل الأندلسي في 5 قوارب تقريبا، وأكثر من نصفهم كان يوم السبت الماضي، والأحد.
واشتعل قارب مطاطي يوم الأحد يحمل 34 شخصا بينهم 9 سيدات في مياه البحر المتوسط، عندما انفجر محركه الخارجي على بعد 16 ميلا من شواطئ ألبوران، قبل أن تلاحظ قوات جوية برتغالية تجوب المنطقة كجزء من عملية "فرونتكس"، وجود أشخاص يقفزون من القارب المشتعل إلى الأمواج العالية، وتم إنقاذهم جميعا من قبل خفر السواحل الإسباني بمساعدة الصيادين المحليين.
وقالت الصحيفة إن إسبانيا تجاوزت اليونان في عدد المهاجرين الذين يفقدون حياتهم في مياهها، حيث قضى 51 مهاجرا في المتوسط أثناء محاولة الوصول إلى إسبانيا، بينما غرق 37 مهاجرا في بحر إيجه، الذي يشهد تطبيق اتفاقية الحد من تدفق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ما منع العديد من المهاجرين محاولة خوض الرحلة الخطرة.
ونوهت الصحيفة الى أن العبور إلى إيطاليا التي تستقبل 80% من الوافدين إلى أوروبا عبر المتوسط، يبقى حتى الآن الأكثر دموية، حيث قتل ما يصل إلى 1500 مهاجر هذا العام فقط، مقابل وصول 59 ألف لاجئ إلى الأراضي الإيطالية منذ بداية 2017، مقارنة بـ40 ألفا في الفترة نفسها من 2016.
لكن الأرقام الأخيرة تشير إلى أن مسار غرب المتوسط من المغرب إلى إسبانيا يعاد إحيائه مرة أخرى بعد سنوات من توقف نشاطه، فرغم التقارب الجغرافي بين البلدين جعل تلك النقطة مكان دخول تاريخي إلى أوروبا، فإن التعاون بين المغرب وإسبانيا حد بشكل كبير من تصاعد الهجرة.
وقالت الصحيفة، إن أحد أسباب نمو الهجرة عبر هذا المسار هو الإغلاق الفعال للطريق بين تركيا واليونان ودول البلقان نتيجة الاتفاقية الموقعة بين أنقرة وبروكسل بتبادل المهاجرين غير الصالحين للجوء في أوروبا مع لاجئين في تركيا.