تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، فقد عقد اجتماعا أمنيا لمتابعة تداعيات الحادث الإرهابي في المنيا، كما عقد اجتماعا موسعا لاستعراض عدد من الملفات الاقتصادية، واستقبل وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، ورئيس أورجواي، ووفدا من مجلس أساقفة وممثلى الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا.
- اجتماع عاجل مع وزير الدفاع:
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع عاجل حضره كل من الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، وعدد من قيادات القوات المسلحة والشرطة.
ووجه الرئيس عقب انتهاء الاجتماع كلمة إلى الشعب المصري استهلها بالإعراب عن خالص تعازيه إلى الشعب المصري في الشهداء الأبرياء الذين سقطوا ضحية الحادث الإرهابي الذي تعرض له عدد من المواطنين على الطريق الصحراوي الغربي المتجه من محافظة بني سويف إلى محافظة المنيا.
وأكد الرئيس أن هذا الحادث يهدف إلى النيل من تماسك الدولة والشعب المصري، مشيرا إلى الجهود التي تبذل لضرب الاقتصاد الوطني والسلام الاجتماعي، وأن استراتيجية "داعش" لمواجهة مصر تعتمد على إحداث الفتنة والنيل من وحدة نسيج الشعب المصري عبر استهداف الأخوة الأقباط، موضحا أن هذا الحادث الارهابي يأتي فى إطار هذا الهدف، منوها إلى أن مهمة داعش فى سوريا قد انتهت منذ نحو خمسة أشهر عقب تدميرها، وأن العديد من مقاتلي داعش الأجانب خرجوا من سوريا عقب انتهاء المعارك فى حلب وسعوا للتوجه إلى مناطق ودول أخري مثل ليبيا وسيناء.
وأكد الرئيس أهمية الانتباه إلى هذه المخاطر جيدا، مضيفا أن سقوط النظام فى ليبيا وما تبع ذلك من تداعيات نتج عنه العديد من المخاطر والتهديدات على الأمن القومي المصري، وأن القوات المسلحة المصرية انتبهت لذلك وقامت بجهد كبير لتأمين وإحكام السيطرة على الحدود، لافتا إلى أنه تم حتى الآن ضبط نحو 1000 سيارة دفع رباعي قادمة عبر الحدود من ليبيا، وأنه تم تدمير نحو 300 سيارة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط.
وأشار الرئيس إلى الجهد الكبير المبذول لحماية أرض وشعب مصر، مؤكدا أن الحادث الارهابي الذي تم لن يمر مرور الكرام، وأنه تم توجيه ضربة للمعسكرات التي يتم فيها تدريب الإرهابيين، ومشددا على أن مصر لن تتردد أبدا في توجيه الضربات ضد معسكرات الإرهاب التي يتم فيها تدريب عناصر للقيام بعمليات ضد مصر، وذلك في أي مكان، سواء داخل مصر أو خارجها، بما يحفظ أمن مصر وشعبها.
- مصر لا تتآمر على أحد:
كما أكد أن مصر لا تتآمر ضد أحد ولا تعمل فى الخفاء، معربا عن تطلعه لأن تصل هذه الرسالة إلى الجميع، مشيرا إلى أن مصر أطلقت استراتيجية لمكافحة الارهاب فى مصر والعالم خلال القمة العربية الاسلامية الأمريكية الأخيرة فى الرياض، وهي الاستراتيجية التي إذا ما طبقها المجتمع الدولي ستتم هزيمة الإرهاب، مشددا على ضرورة معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب وتمول التنظيمات الارهابية بالسلاح والمقاتلين أو توفر التدريب لهم، وذلك دون مجاملة أو مصالحة معهم.
ودعا الرئيس المصريين إلى الحفاظ على تماسكهم والانتباه إلى الأخطار المحيطة، مؤكدا أنه رغم ما نتعرض له من آلام وما ندفعه من ثمن غالي خلال محاربة الإرهاب، فإننا سننجح فى التغلب عليه وصون حريتنا ومنع سقوط مصر فى يد الإرهاب أو أن تصبح قاعدة للراديكالية في العالم.
وأكد الرئيس أيضا أن الشعب المصري سيظل متماسكا وقادرا على خوض الحرب ضد الإرهاب بالنيابة عن العالم كله، مشيرا إلى أهمية أن يتحد العالم فى مواجهة الارهاب، وأن يقوم مركز مكافحة الفكر المتطرف الذي تم تدشينه مؤخرا فى الرياض بدوره في هذا المجال.
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن مصر لن تترد في توجيه ضربات أخرى ضد المعسكرات التي تتواجد فيها العناصر الإرهابية التي تهدد أمن مصر القومي، وسيتم مواجهتها وملاحقتها في كل مكان، كما دعا الأجهزة الأمنية لمواصلة جهودها الحثيثة لحماية أمن مصر وشعبها.
- اتصلا هاتفي بالبابا تواضروس:
وأجرى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا بقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وجه خلاله خالص التعازى فى ضحايا الحادث الإرهابى الأليم الذى استهدف عددا من المصريين الأبرياء، وأكد الرئيس أن هذا الحادث لن يمر بدون معاقبة المسئولين عنه، ولن تهدأ أجهزة الدولة قبل أن ينالوا جزاءهم الذي يستحقوه على هذه الجريمة الخسيسة.
وأشار الرئيس إلى أن تلك الأعمال الدنيئة ما هي إلى محاولة من أولئك الذين يسعون للنيل من وحدة الشعب المصرى وتهديد أمنه واستقراره، ومن جانبه أعرب البابا تواضروس الثانى عن ثقته فى قيام الدولة المصرية بملاحقة مرتكبي الحادث لينالوا عقابهم، مشيرا إلى تماسك ووحدة الشعب المصري أمام ما يواجهه من تحديات وصعاب، وقدرته على الصمود أمام الشدائد بتلاحم نسيجه الوطنى.
- تعازي من زعماء العالم:
وتلقى الرئيس السيسي اتصالات هاتفية من عدد من زعماء العالم لإدانة الحادث الإرهابي والتضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب، من بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، والأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
- استقبال وزيري الدفاع والخارجية الروسيين
واستقبل الرئيس السيسي كلا من سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسي، وسيرجى لافروف وزير الخارجية الروسي، وذلك بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسامح شكري وزير الخارجية، حيث أشاد الرئيس بالحوار الاستراتيجي الذي يجريه وزيرا الخارجية والدفاع في البلدين في صيغة "2+2"، لاسيما في ضوء ما يوفره من قناة مهمة للتباحث والتشاور حول مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن التحديات التي يتعرض لها الشرق الأوسط تتطلب العمل على تكثيف التعاون بين البلدين من أجل التغلب عليها واستعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وشهد اللقاء استعراضا لعدد من الموضوعات على صعيد التعاون الثنائي، حيث أكد الرئيس السيسي حرص مصر على ترسيخ الشراكة مع روسيا في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية، مرحبا بالمشروعات الهامة التي يتعاون البلدان في تنفيذها داخل مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، وإنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، وهي المشروعات المشتركة التي ستعطى دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.
كما تم خلال اللقاء مناقشة المخاطر الناتجة عن انتشار الإرهاب والتطرف، حيث اتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، فضلا عن مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في هذا المجال.
وشهد اللقاء أيضا مناقشة آخر المستجدات على صعيد عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في سوريا وليبيا، حيث أكد الجانبان تمسكهما بالحلول السياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة، والحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها وتماسك مؤسساتها الوطنية، بما يلبى تطلعات شعوب المنطقة في عودة الأمن والاستقرار.
- لقاء مع رئيس أورجواي:
واستقبل الرئيس السيسي تاباري فاسكيز رئيس جمهورية أوروجواي، وأعرب عن التطلع لتعزيز وتطوير التعاون الثنائي مع أوروجواي في مختلف المجالات، خاصة في المجالين الزراعي والغذائي، والاستفادة من خبرات أوروجواي كونها أحد أبرز مصدري المنتجات الغذائية.
وشهد اللقاء تباحثا حول آفاق تعزيز وتطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، كما استعرض الرئيس السيسي ما يتم تنفيذه في مصر من مشروعات قومية، مشيرا إلى ما توفره هذه المشروعات من فرص استثمارية متنوعة يُمكن لشركات أوروجواي الاستفادة منها، لاسيما في ضوء ما تمثله مصر من مركز انطلاق إلى أسواق المنطقتين العربية والأفريقية.
وتطرقت المباحثات كذلك إلى التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية، حيث اتفق الرئيسان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية الرامية إلى التوصل لتسويات سياسية وحلول سلمية للأزمات القائمة بالمنطقة.
وتم خلال اللقاء أيضا مناقشة الجهود التي تقوم بها مصر في مجال مكافحة الإرهاب، وما يتم بذله من مساعي في إطار المواجهة الفكرية مع التنظيمات الإرهابية.
- استقبال وفد من كنائس أستراليا ونيوزيلندا:
واستقبل الرئيس السيسي وفدا من مجلس أساقفة وممثلي الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا، حيث أعرب رئيس الوفد عن خالص التعازي للشعب المصري فى ضحايا الحادث الإرهابى الذى شهدته محافظة المنيا، وأوضح أن زيارة الوفد تهدف بالأساس إلى الإعراب عن التضامن مع مصر وشعبها في مواجهة الإرهاب الآثم، مؤكدا الثقة في قدرة مصر بتاريخها وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية على تجاوز كافة الصعاب والتصدي للإرهاب ومحاولاته للنيل من وحدة الشعب المصري.
ورحب الرئيس بوفد المجلس مشيرا إلى الأهمية التي توليها مصر لمد جسور الصداقة مع القيادات الدينية والروحية حول العالم، ومنوها إلى سعادة المصريين باستقبال قداسة بابا الفاتيكان، الذي كانت كلمته خلال الزيارة محل تقدير وإعجاب من جانب الشعب المصرى، مؤكدا حرص الدولة على إعلاء مبدأ المواطنة وترسيخ ثقافة التعددية وقبول الآخر، ومشيدا بشجاعة الشعب المصري وقدرته على تحمل الأعباء التي تفرضها مواجهة الإرهاب، رغم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
كما أكد الرئيس أن مصر ستظل دوما نموذجا للتعايش السلمي في ظل ما يمتلكه شعبها من وعى حقيقي وتاريخ طويل من التسامح والمحبة، موضحا أن الدولة تسعى إلى ضمان تحقيق المساواة الكاملة بين كافة المواطنين وعدم التمييز بينهم، فلكل المصريين نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات تجاه بلدهم.
وأكد أيضا أن وحدة المصريين وتكاتفهم هي السبيل الوحيد للتصدي لمحاولات ضرب الوحدة الوطنية وبث الفرقة بين أبناء الشعب المصرى، مشيدا في هذا الصدد بالمواقف المقدرة لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والتي ساهمت في دعم وتماسك النسيج الوطني المصري.
وشهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز لجهود الدولية الرامية لنشر قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر وإرساء دعائم السلام.
- اجتماع مع رئيس الوزراء:
وعلى صعيد الملفات الداخلية، عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر محافظ البنك المركزي، ووزراء الدفاع والإنتاج الحربى، والخارجية، والداخلية، والعدل، والمالية، والتموين والتجارة الداخلية، والزراعة واستصلاح الأراضى، ورئيسا المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية.
وقدم وزير الداخلية تقريرا عن سير التحقيقات الخاصة بالحادث الإرهابي الذى شهدته محافظة المنيا، والإجراءات التي تم اتخاذها لملاحقة الجناة وتسليمهم للعدالة، وأكد الرئيس أهمية مواصلة الأجهزة المعنية لجهودها من أجل سرعة ضبط الجناة.
كما استمع الرئيس إلى تقرير حول نتائج العمليات العسكرية ضد مواقع الإرهابيين في ليبيا، لاستهداف التنظيمات التي ساهمت في التخطيط لحادث المنيا الإرهابي وتنفيذه، حيث أكد الرئيس ضرورة عدم التهاون مع أي شخص أو جهة تحاول العبث بمقدرات الشعب المصرى وأمنه، مطالبا بضرورة التصدي لأى تهديد لاستقرار مصر والقضاء عليه، سواء كان مصدره داخل مصر أو خارجها.
كما تم خلال الاجتماع عرض تقرير مبدئي حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة تنفيذا لتوجيهات الرئيس بإزالة كافة التعديات على أراضى الدولة، وذلك تمهيدا لعقد اجتماع مع المحافظين ومديري الأمن ورؤساء المناطق العسكرية لعرض ما تم اتخاذه من إجراءات بشكل تفصيلى، حيث أكد الرئيس أنه لا استثناءات على الإطلاق في إزالة أي تعديات على أراضى الدولة، ولا يوجد أحد فوق القانون.
وتم خلال الاجتماع استعراض الموقف بالنسبة لموسم حصاد القمح والمستمر حتى شهر يوليو المقبل، كما تم عرض الإجراءات التي تم تنفيذها لاستبدال البطاقات الورقية الخاصة بصرف الخبز المدعم ببطاقات مميكنة جديدة بما يساهم فى ضمان وصول الدعم إلى مستحقيه مع الحفاظ على موارد الدولة.
وتم أيضا استعراض الموقف بشأن المزارع التي ستستوعب المرحلة الأولى من مشروع المليون رأس ماشية، كما تم عرض إجراءات الحكومة لضمان توافر السلع الأساسية للمواطنين خلال شهر رمضان المبارك، فضلا عن الإجراءات الخاصة بضبط الأسعار في الأسواق والتصدي للتجار المخالفين وتشديد العقوبة عليهم بما يضمن توافر السلع بالأسعار المناسبة خاصة التي تدعمها الدولة والتأكد من وصولها لمستحقيها من محدودي الدخل.
ووجه الرئيس بضرورة العمل على زيادة أعداد منافذ بيع السلع الأساسية في مختلف أنحاء الجمهورية، وتشجيع القطاع الخاص على افتتاح منافذ جديدة للبيع، بما يساهم في توفير المنتجات للمواطنين خاصة الأقل دخلا والأكثر احتياجا.
وتطرق الاجتماع إلى قرار البنك المركزي رفع سعر الفائدة على الإيداع والقروض، حيث أكد محافظ البنك المركزى أن هذا القرار يستهدف في المقام الأول تخفيض نسبة التضخم الذي يعد عائقا رئيسيا أمام الاستثمار، مشيرا إلى أن البنك المركزي يراعى في قراراته كافة فئات وشرائح المجتمع، ويسعى من خلال تلك القرارات إلى تحقيق استقرار الأسعار وضبط الأسواق.
وأخيرًا شهد الاجتماع استعراض قرارات الحكومة الأخيرة التي تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين وتحسين الأوضاع المعيشية لهم ودعم شبكة الحماية الاجتماعية بما يساهم في تلبية احتياجات محدودي الدخل، حيث وافقت الحكومة على زيادة المعاش المقدم من برنامج "تكافل وكرامة" بنسبة 30% بحد أقصى 100 جنيه، والموافقة على زيادة المعاشات بنسبة 15% وذلك اعتبارًا من الأول من يوليو القادم بحد أدنى 130 جنيها، كما تم منح علاوة غلاء استثنائية للمخاطبين بأحكام قانون الخدمة المدنية وذلك بنسبة 7% وغير المخاطبين بنسبة 10% إضافة للعلاوة الدورية بحد أقصى 130 جنيها، على أن تضاف تلك العلاوات إلى الأجر الأساسي في الأول من يوليو القادم.