امرأة ذات عينين حزينتين، شعرها متناثر يطير في الهواء يبحث عن حريتها وأنوثتها التي كسرها الزمان، لم تحلم في يوم بأن تقف أمام قاضي بمحكمة الأسرة لتعلن بأنها تريد أن تصبح امرأة بلا رجل.
تقول الزوجة التي بلغت عقدها الثالث ربة منزل في دعوى الخلع التي تقدمت بها أمام محكمة أسرة الجيزة ضد زوجها بعد زواج استمر 7 سنوات أثمر عنه طفلين أكبرهما 3 سنوات والأصغر عامين، بدموع عينيها التي لم تجف لحظة
رغم أن الله أعطاني العلامة حتى ابتعد عنه، وحرمني من الإنجاب لأكثر من أربع سنوات بعد الزواج، وكأنه النصيب يهمس لي بأن أحصل على حريتي وحيدة حتى أتمكن من بدء حياة جديدة مع شخص آخر لكنى مع الأسف لم أفهم هذه الرسالة وظللت ألهث وراء حلم الأمومة الذي طالما راودني، والآن أشعر بأن حملي ثقيل لا أتمكن من التغلب عليه!
كان زواجي منه زواج صالونات تقليدي جدا، تعرفت عليه من خلال إحدى الأقارب وشعرت براحة نفسية نحوه حيث رسم دور الرجل الشهم الشرقي الذي يريد الزواج بابنة الحلال ويدخل البيت من بابه ويطلبها للزواج دون اللف أو الدوران.
كان والدي متوفى ووالدتي ربة منزل امرأة بسيطة طيبة القلب تصدق أي كلام يقال لها، وأشقائي يصغروني سنا، أما أعمامي فهم يتمنون التخلص من همومنا اليوم قبل الغد وبمجرد أن أخبرهم بأنه يعمل في محل للأدوات الكهربائية ويمكنه الزواج بعد ادخاره مبلغا من المال وقد قام بالتقديم على شقة تابعة لإسكان الشباب لكنه لم يستلمها بعد وطلب الزواج في شقه إيجار جديد حتى نحصل على الأخرى وافقوا على الفور على طلبه وكنت قد أنهيت دراستي الجامعية فوافقت وانتقلت معه إلى عش الزوجية!
لا أعلم بأني سوف أذهب للجحيم بعينه، فزوجي كان يعمل في محل وله دخل جيد كل شهر لكن المخدرات كانت تلتهم هذه الأموال التي يحصل عليها فكان الحشيش والترامادول أهم من طعامنا، كان يبخل على البيت بأي مليم يدخل جيبه فكان يتحجج بأنه لم يحصل على أموال وحركة البيع والشراء هادئة، ثم أتفاجأ به يدخن سجائر الحشيش ومع المخدرات، وعندما أسأله من أين أتى بهذه الأموال كان ينهرني ويقول لي بأنه ليس من شأني وليس لي أن أسأله عن أي شيء فهو حر وله أن يفعل ما يريد.
وبدموع تملأ صوتها وعينيها تقول مروة بحسرة بالغة كنت مغفلة وساذجة بشكل مبالغ فيه فكنت أدعو له بالهداية رغم إدراكى التام بأنه مريض بالإدمان ولن يقلع عنه يوما وبدلا من أن أبتعد عنه وأطلب الطلاق خاصة أنى لم أكن أنجبت منه بعد إلا أنى كنت أبحث عن الإنجاب مثل المجنونة وأبحث عن أى وسيله تمكنى من الإنجاب وذهبت للعديد من الأطباء لتحقيق حلمى بأن أصبح أما ونسيت أن زوجى بخيل بمشاعره وأمواله ولا يهتم إلا بمزاجه وإدمانه فحسب، وكنت أقترض المال من أمى حتى أعالج نفسى وأنجب وتمكنت فى فترة من الفترات من الحصول على فرصة عمل كنت أدخر منه المال للإنفاق على نفسى وعلى علاجى ومرت السنوات وكأن الله يريد أن يحول بينى وبينه بعدم الإنجاب وكأنها رسالة من السماء أرسلها لى الله بعدم الإنجاب والابتعاد عنه " ولا تكرهوا شيئا وهو خير لكم" لكنى مع الأسف لم أنتبه لكل هذا واستمرت الغمامة على عينى وقلبى وكل ما تملكنى هو شعور الأمومة الذى سيطر على تفكيرى حتى تحقق الحلم وحملت فى ابنتى الكبرى بعد أكثر من أربع سنوات زواج!
كانت سعادتى لا توصف الفرحة غمرتنى وشعرت بأن الدنيا أعطتنى ما أتمنى ولا أدرك أن ما قادم فهو الأصعب فى حياتى عشت أسوأ أيام حياتى بالطبع لم أتمكن من الخروج للعمل مرة أخرى بسبب ظروف حملى الصعب.. وعدت رعيش تحت وطأة زوجى.. وبخله الشديد أهدر صحتى وجعل الأمور أصعب على قلة الطعام وعدم تمكنى من شراء العلاج جعلتنى أرقد فى الفراش طوال فترة الحمل وأنا مريضه وتارة أذهب لبيت أمى وتارة أخرى أطلب مساعدة أسرته حتى أنجبت ابنتى وعدت مره أخرى لعملى حتى أنفق عليها!
ورغم محاولاتى وقتها للحصول على الطلاق.. لكنه كان يعود ليقدم اعتذاره ويتعلل بالحجج الوهميه من سوء احوال التجاره والبيع وكانت امى تخاف من فكرة ان اصبح مطلقه خاصة انه اصبح معى ابنه منه واعتقدت خطأ ان انجابى صعب ولم اخذ اى وسيله لمنع الحمل ففوجئت بحملى فى ابنى الثانى بعد شهور قليله من انجاب ابنتى ولا انكر شعورى بالخوف وقتها لانى عانيت بشده فى حملى الاول وكنت سعيده بعودتى للعمل لكنى شكرت الله كثيرا على هذه النعمه فطالما حلمت بان اكون ام!
وبعد انجابى ابنى ادركت بان الحياه مع هذا الرجل مستحيله فقد تركت العمل هذه المره بلا عوده فالظروف اصبحت اصعب واصبح معى طفلين لا اتمكن من تركهم فى اى مكان كما انه ليس لى فرصه للحصول على فرصة عمل جيده بمرتب يمكنى من العيش وابناى وبدأت اشعر بجد ببخل زوجى وامساكه على المال فى الوقت الذى ينفقه على كيفه والمخدرات زادت المشاكل بيننا وأصريت هذه المره على الطلاق لكنه رفض واقسم بانه سيتركنى معلقه ولن يعطينى اى شئ سواء حريتى او مال للانفاق على نفسى وترك لى منزل الزوجيه ورحل لأسرته!
بدموع مثل الأمطار وحسرة تملأ قلبها قالت مروة: ولأن الديون كانت كثيرة حيث كان يرفض زوجى دفع فواتير الكهرباء أو الغاز أو حتى إيجار الشقة.. فقد قررت ترك شقة الزوجية بالمنقولات التى فيها.. وحملت طفلاى إلى بيت أمى التى تعيش هى الأخرى فى شقه إيجار جديد بعد أن قامت ببيع شقتها لمساعدة شقيقى الأصغر وتحملت أمى كثيرا من أجلى وأجل أبنائى وكلما أطلب منه المال يرفض فقررت الانتقام منه برفع دعوى خلع ضده.. وكذلك رفع دعوى نفقه لى ولابنائى الصغار وأجر مسكن حضانه.. والمثير ان زوجى يشعر بالاستغراب لأنى أطلب سكن للحضانة ويقول بأنه تركنى فى شقة الزوجية الإيجار الجديد دون أن يطردنى وأبنائى وهو يدرك بأنه لم يدفع أى شئ يخص هذه الشقة مما يعنى بأننا مهددين بالطرد منها فى أية لحظة!
جبروت زوجى أجبرنى على التقدم بدعوتى ولن أتنازل عنها يوما من الأيام فأنا أصر للحصول على الخلع لأنه لن يطلقنى إلا إذا تنازلت عن كل حقوقى ولن أتنازل عنها إلا إذا خلعته أما أبنائى فلهم حق على والدهم الذى لا يستحق أن يحمل كلمة "أب" ولابد أن يتحمل نفقاتهم خاصة أن أمى امرأه عجوزة ومعاشها يكاد يكفيها ورغم ذلك تساعدنى منه ولا أتصور ماذا سيحدث لى أو ماذا افعل لو حدث لها أى مكروه؟!