منذ أن تم إعلان الدولة الإسلامية في الشام والعراق الخلافة في نهاية عام 2014، قبل أن يطلق عليها تنظيم داعش، تمكن خلال هذه السنوات من التحول من مجرد "تنظيم" قوي في العراق وسوريا إلى "مظلة فكرية" حول العالم، ينتمي إليها الآلاف، سواء على شكل مجموعات، أو أفراد، بسبب تعدد فروعه، التي يطلق عليها "الولايات الخارجية"، وذلك عبر قبول التنظيم الأم "بيعات" العديد من المجموعات الإرهابية، في إطار شعاره الذي أعلنه منذ قيامه "البقاء والتمدد".
ومع الحرب التي اشتدت خلال الأيام الماضية، بدأ التنظيم في وضع عدة ولايات على رأس أولوياته، لنقل عناصره إلي عدد من الولايات، وخلال هذا التقرير نرصد هذه الولايات.
ولاية سيناء
في 13 نوفمبر 2014 أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس، مبايعته للتنظيم، ومنذ ذلك الوقت وبدأ التنظيم في محاولة الاستماتة داخل هذه الأراضي، فكثيرا ما حاول نقل عدد من عناصره المدبرة والقادرة علي تدريب العناصر على أعلى مستوي لمواجهة قوات الجيش المصري، وبحسب ما نقلت تقارير محلية وعالمية فإن التنظيم تمكن خلال مطلع عام 2014 من نقل ما لا يقل عن عشرين ألف من العناصر داخل الأراضي السيناوية، أما خلال العام الحالي فحاول التنظيم نقل العشرات والمئات إلي سيناء، ولكن الحرب الشرسة التي قادها الجيش المصري أفشلت خطته.
ولاية مصر
ظهرت لأول مرة خلال فيديو إعلان داعش مسؤوليته عن تفجير الكاتدرائية المصرية في 13 ديسمبر الماضي، والذي منذ ذلك الحين بدأت في إعلانات وبيانات مستمرة بعدها تحمل اسم ولاية مصر، وحسب تقارير عالمية فإن التنظيم نقل الآلاف من عناصره عن طريق الحدود المصرية الليبية وهذا ما أيقتنه السلطات المصرية والتي قامت مطلع الأسبوع الماضي بضربها في درنة.
ولاية الفلبين
في يناير من العام الحالي، أعلن متطرفون إسلاميون ينشطون في الفلبين إقامة ولاية لتنظيم "داعش" في جزيرة مينداناو جنوبي البلاد، وقام مقاتلين تابعين لـ4 منظمات إرهابية فلبينية اتحدوا وأعلنوا ولاءهم لـ"داعش".
ويرى الخبراء أن ما يحدث الآن في الفلبين يدل على تغيير "داعش" استراتيجيته مشيرين إلى أن الصراع الصعب والطويل الأمد في سوريا والعراق يجبره على البحث عن أراض بديلة للقيام بنشاطه الإرهابي.
غرب إفريقيا
تذكر صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في تقريرها المعنون بـ"إفريقيا هدف جديد لداعش" بتاريخ 25 مايو الماضي أن "تنظيم الدولة الإسلامية على حافة الانهيار في سوريا والعراق، ولذا فإنه يسعى للحصول على موطئ قدم في القارة الإفريقية لتصدير إرهابه"، وقد تحدثت مصادر عسكرية فرنسية أن التنظيم أرسل 15 مدرّبًا عراقيًا في العام الماضي إلى نيجيريا، قام هؤلاء بتدريب عناصر "بوكو حرام" على تقنيات القتال والتّعامل مع المتفجّرات وتصنيع أسلحة يدوية بما في ذلك قاذفات الصواريخ.
وتدرك دول غرب إفريقيا وأجهزة الاستخبارات فيها خطر وصول التنظيم إلى مناطقهم، وفي يونيو الماضي، أعلن عن البحث بشكل جدي عن تشكيل قوة إقليمية لمكافحة الإرهاب، وقال رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "البنيني مارسيل آلان دو سوزا": "تصاعد الأعمال الإرهابية في منطقتنا يجبرنا على تقاسم المعلومات حول أنشطتهم وتنسيق جهودنا وتعبئة مواردنا لمواجهتهم"، حسب وكالة أنباء السنغال.
خراسان
اتخذ التنظيم أرض باكستان وأفغانستان محل نفوذ نشاطه، صرح تنظيم داعش عن تشكل هذا الفرع في يناير 2015 وتعيين حافظ سعيد خان أميرًا له.
أوروبا
بدأت في تغيير الاستراتيجية خلال الشهور الماضية خاصة مع إعلان التحالف الدولي الحرب الشرسة عليه، لهذا قرر أن يتخذ من أوروبا سيف لطعن هذه الدول، ولكن هناك فشل في تشكيل ولايات وأماكن يسيطر عليها، لهذا أرسل المئات والآلاف من عناصره إلي هذه الدول لتنفيذ عمليات منفردة، ليطلق عليهم الذئاب المنفردة دون أن يشكل هيكل تنظيم، وبالفعل نجح خلال الشهور الماضية من إسقاط مئات القتلى والمصلبين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى.