تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الإثنين عددا من القضايا المهمة ومنها العلاقات المصرية الأمريكية والأوروبية في ظل المتغيرات السياسية الدولية، والاحتفال بذكرى انتصارات العاشر من رمضان.
فتحت عنوان "ترامب وميركل والسيسي"، أكد الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد في صحيفة "الأهرام" أن الشراكة المصرية الأمريكية في الحرب على الإرهاب لا تغني عن تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى علاقة الجوار والمشاركة في المشكلات الأمنية المتعلقة بخطر الإرهاب وأمن البحر المتوسط والبحر الأحمر وطرق التجارة الدولية بين الجنوب والشمال.
وألمح الكاتب إلى احتمال زيارة متوقعة للرئيس السيسى إلى العاصمة الألمانية في يونيو القادم يحضر خلالها مؤتمر الدول السبع بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بما يؤكد أن قرون الاستشعار في مصر يقظة وقوية وأن مصر تدرك على وجه اليقين حاجاتها إلى علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي مثل حاجاتها إلى علاقات قوية مع الولايات المتحدة.
واعتبر أن الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة دول الاتحاد الأوروبي حول قصور موازنات الدفاع الأوروبي عن الوفاء بمتطلبات الأمن الأوربي؛ وإعلان المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل أن على أوروبا أن تكون من الآن فصاعدًا أكثرًا اعتمادًا على ذاتها؛ وهو ما وصفه الكاتب بأنه توجه أوروبي نحو المزيد من استقلال القرار عن واشنطن واصطفاف فرنسا بقوة إلى جوار ألمانيا لتعزيز علاقات دول الاتحاد الأوروبي.
وشدد الكاتب على أنه لا مصلحة لمصر في الخلاف الأمريكي - الأوروبي الذي يمكن أن يتسع، مؤكدًا أن قوة العلاقات المصرية - الأمريكية لا تغنى عن ترسيخ علاقات مصر مع دول الاتحاد الأوربي؛ خاصة في قضايا الأمن والهجرة والإرهاب.
وقال مكرم محمد أحمد إنه "لا حرج المرة أن تسعى مصر لتوثيق علاقاتها مع كل من الجانبين فهذا دأب العلاقات الدولية في عالم تتصادم وتتناقض فيه المصالح على نطاق واسع، خاصة أن مصر تحتاج في حربها على الإرهاب إلى الجانبين لإلزام المجتمع الدولي ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة واضحة لكل دولة تعطى للإرهاب ملاذًا آمنًا وتسمح بتدريبه وتمويله". مؤكدا قوة العلاقات المصرية الألمانية، وحجم التعاون المتزايد بين البلدين والجهد الضخم الدبلوماسي المبذول لتعزيز هذه العلاقات.
وفي عموده بصحيفة "الأخبار"، تناول الكاتب محمد بركات، تحت عنوان "حلاوة النصر.. ومرارة النكسة"، مشاعر المواطنين بانتصارات العاشر من رمضان قائلا إنه "مع نسمات اليوم، العاشر من رمضان، يعاودنا الأمل بأن تستعيد الأمة قوة إرادتها وإيمانها الكامل بقدرة أبنائها علي حمايتها، واستعدادهم الدائم للدفاع عنها والتضحية بأرواحهم في سبيلها، وهو ما أراه يتحقق بالفعل الآن في ظل الوقفة الصلبة للشعب والجيش معا في مواجهة الهجمة الشرسة لقوي الشر والإرهاب".
وأشار الكاتب إلى تزامن ذكرى انتصار العاشر من رمضان، وذكرى النكسة في الخامس من يونيو في يوم واحد"، معتبره إشارة واضحة لكل من يمتلك قدرا من الحكمة وبعضا من البصيرة، تؤكد أن دوام الحال من المحال، وأن القاعدة هي التغيير وتداول الأيام بين الناس والأمم.
واستدل بإرادة الانتصار في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، في تصميم الأمة المصرية علي رفض الهزيمة والانكسار، والإصرار علي تحدي كل دعاوي الإحباط واليأس والاستسلام، والعمل ليل نهار من أجل النصر وتقديم كل التضحيات في سبيل تحقيق هذا الهدف. مؤكدا الحاجة للتحلي بروح العاشر من رمضان، والوقوف علي قلب رجل واحد لتحقيق النصر، وتبديد مرارة الألم ومشاعر الإحباط.
أما الكاتب ناجي قمحة فاعتبر في مقاله بصحيفة "الجمهورية"، بعنوان "نكسة.. وانتصار والحرب مستمرة"، أن الشعب المصري يستمد قوته وصلابته من التجارب والأزمات، وأحيانًا النكسات، مبينًا أنه رغم نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر بعد الهزيمة في 5 يونيو لجأ الاستعمار إلى استهداف المشروع الوطني.
وأكد قمحة أن انتصار الأمة العربية - وفي مقدمتها مصر وسوريا - كان بمثابة بداية جولة جديدة في الحرب العدوانية المستمرة من جانب القوي المعادية لتطلعات وأهداف ومصالح الأمة العربية، وإشعال الحروب والصراعات العربية - العربية، وتجنيد العملاء والإرهابيين لشق الجبهات الداخلية للدول العربية.
واعتبر الكاتب أن مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 تقف حائلًا دون سقوطها في الفخ الذي نصبته القوي الاستعمارية والصهيونية في يونيو 1967.