بعد سلسلة من السقطات المتتالية على مدار أسبوعين منذ تصريحات أمير قطر تميم بن حمد المسيئة التى تطاول خلالها على دول الخليج الكبرى، وما تبعها من حملة ممنهجة قادتها المخابرات القطرية وقضائية الجزيرة المشبوهة، بهدف الوقيعة بين الدول العربية من جهة، والوقيعة بين العرب والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، تقترب إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من إدراج قطر على قوائم الدول الراعية للإرهاب.
وبالتزامن مع تحركات الكونجرس لتضييق الخناق على الإمارة الراعية للإرهاب، والتى تتزامن مع تقارير إعلامية تشير إلى دارسة واشنطن سحب قاعدة العديد العسكرية من قطر، تواصل وسائل الإعلام الغربية ملاحقة الدوحة عبر فضح جرائمها واجندنتها الهادفة لتخريب دول المنطقة.
وحذرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية فى تقرير لها الإدارة الأمريكية من تبنى الإمارة سياسات تقوض مصالح واشنطن فى المنطقة، ومن دعمها للقوى المزعزعة للاستقرار فى الشرق الأوسط.
وقالت المجلة فى تقريرها أنه على الرغم من أن قطر تعتمد تماماً على أمريكا لتحقيق أمنها، إلا أنها على مدار أكثر من 20 عامًا قد تبنت بشكل منهجى عدد من السياسات ليس فقط التى فشلت فى تعزيز المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، بل أنها فى قضايا كثيرة قد قامت بتقويض تلك المصالح بشكل فعال.
وتطرقت المجلة إلى لقاء ترامب بعدد من قادة الدول العربية خلال زيارته للسعودية، وكان أحد الأهداف المهمة للقاء ترامب بالقادة العرب والمسلمين تشجيعهم على تحمل مزيد من الأعباء فى الدفاع عن المصالح المشتركة، خاصة فى محاربة تهديدات الإرهاب وإيران.
وقالت المجلة بأن قطر هى نموذج للأصدقاء "ذوى الوجهين"، وسعت باستمرار إلى تحقيق ذلك فيما يتعلق بالولايات المتحدة.
فمن ناحية، هى طرف موثوق به يستضيف بعض من المنشآت الأمريكية الأكثر أهمية فى الشرق الأوسط،ومن الناحية الأخرى هى الداعم الرئيسى سياسيًا وماليًا وفكريًا عبر فضائيتها الجزيرة.
وتابعت فورين بوليسى قائلة أن لائحة الاتهام ضد قطر طويلة للغاية لسردها بالكامل، لكن بعض المقتطفات منها سيئة بما يكفى.
وتحدثت عن دعمها لحركة حماس على مدار سنوات وكيف أنها كانت ممولها الأكثر أهمية والملاذ الأمن لقيادتها، مشيرة إلى أن القطريين قد وضعوا رهانهم على الإسلاميين المتبنيين للعنف فى غزة الملتزمين بتدمير إسرائيل.
واستعرضت المجلة فى تقريرها دور قطر فى تمويل جماعة الإخوان الإرهابية حكومة المعزول محمد مرسى الإخوانية التى وصفتها بـ"الكارثية" فى تاريخ مصر.
وبعد الإطاحة بها عبر ثورة شعبية فى عام 2013، مضت فى طريقها لتقويض استقرار نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى ومحاولة نزع الشرعية عنه، ووضعت الجزيرة والمنابر الإعلامية المدعومة من الدوحة فى خدمة الإخوان مع الترحيب بقادة التنظيم فيها.
وأشارت المجلة إلى أن عمل قطر المدمر أكثر فظاعة فى كل من ليبيا وسوريا، لا يقتصر على المال والتحريض فقط، ولكن تقديم السلاح الذى يتدفق للإسلاميين الراديكاليين.
وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التى تبذلها الولايات المتحدة فى كلا البلدين لتوجيه الدعم من شركائها إلى مزيد من القوى العملية والعلمانية، فإن القطريين تجاهلوا على الدوام المخاوف الأمريكية، وقدموا كميات كبيرة من الأسلحة للميليشيات المتطرفة التى تثير أكبر قلق صانعى السياسة فى واشنطن.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الأمر ليس بظاهرة حديثة، فعلى سبيل المثال، فى منتصف التسعينيات عندما كان كاتب المقال جون حنا يعمل مع فريق وزير الخارجية فى هذا الوقت كريستوفر وارين، أصبحت الولايات المتحدة على علم بأن كبار المسئولين فى حكومة قطر كانوا يؤون على الأرجح إرهابيا تورط فى مخطط تم إحباطه لتفجير طائرات مدنية فى طريقة للولايات المتحدة؛ لكن بعدما تواصل الـ"إف بى آى" مع قطر بشأن المشتبه به، اختفى بشكل مفاجئ.. وكان هناك اعتقاد واسع بين مسئولى الاستخبارات الأمريكية بأن الإرهابى تم إخباره من قبل رعاته فى أعلى مستويات الحكومة القطرية، وأن هذا الجهادى هو خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وتحدث الكاتب عن المزيد من سياسات الجزيرة، وقال أن الشبكة التى تحولت إلى القناة المفضلة لبث تسجيلات أسامة بن لادن التى تدعو للجهاد ضد أمريكا، ووقتها وصف نائب الرئيس الأمريكى ديك تشينى الجزيرة بأنها "منبر أسامة للعالم".