كشفت مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية أنه في الذكرى الـ42 من نصر أكتوبر مازالت سيناء صامدة تقاوم أعدائها بكل قوة وعزيمة طوال فترات الحروب، والآن مع تحريرها من كافة القيود الخارجية لا تزل تقاوم، من "العمليات الإرهابية" وأصوات الانفجارات والترهيب والترويع.
وقالت الصحيفة استردت سيناء كرامتها وعادت الأرض بسلام، لتواجه عدوها في الوقت الحالي من المعارك والمواجهات بين المسلحين وقوات الأمن، بالإضافة إلى غلق الكثير من المناطق بالمحافظة ومنها المنطقة الممتدة من العريش شرقًا حتى الحدود الدولية مع قطاع غزة والأراضي الفلسطينية مع مغيب شمس كل يوم، مع فرض حالة حظر التجوال بها ليلًا.
ويوم الإثنين 5 يونيو العاشر من رمضان مفارقة قدرية وتاريخية، حيث ستحتفل مصر والعرب بذكرى انتصار العاشر من رمضان في نفس يوم ذكرى احتفال إسرائيل باحتلالها لأراضي العرب في نكسة 1967.
ففي نفس هذا اليوم وكان يوافق الاثنين أيضا 5 من يونيو 1967 بدأت حرب الأيام الستة، حيث اندلعت الحرب بين إسرائيل من جهة وكل من مصر، والأردن، وسوريا من جهة أخرى.
وطوال الشهور الأولى من عام 1967 كانت الجبهة السورية مع إسرائيل مشتعلة، بسبب الاشتباكات بين الجانبين وتسلل وحدات من المهاجمين السوريين إلى داخل إسرائيل وتسلل وحدات كوماندوس إسرائيلية إلى داخل سوريا.
في يوم 5 أبريل أعلن رئيس وزراء إسرائيل ليفي أشكول في الكنيست أن إسرائيل قررت أن ترد بالطريقة التي تراها ملائمة على سوريا، وأن الطريق إلى دمشق مفتوح.
في13 مايو 1967 أبلغت المخابرات السوفيتية المخابرات العامة المصرية بوجود 11 لواء إسرائيليا محتشدا على الجبهة السورية، وفي 14 مايو أصدر وزير الدفاع المصري المشير عبد الحكيم عامر أوامره بوضع جميع وحدات الجيش المصري على أهبة الاستعداد، بسبب الحشود الإسرائيلية الكثيفة على الحدود مع سوريا.
في15 مايو طالبت مصر قوات الطوارئ الدولية بالخروج من سيناء للحفاظ على سلامتهم، وذلك بسبب حالة التأهب التي عليها الجيش وتركيز القوات على الحدود الشرقية استعدادا لأي هجوم من إسرائيل.
في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات، واعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب، وفي 5 يونيو 1967 شن الجيش الإسرائيلي هجومًا على القوات المصرية في سيناء.
وأثناء بدء العمليات قامت القوات الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد الجوية المصرية والعربية وتحطيم طائراتها، ونجحت في تحييد سلاح الجو المصري والذي كان بإمكانه تقديم الدعم والغطاء الجوي للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء الانسحاب.
واستثمرت إسرائيل تحرك الوحدات العربية في عملية إعادة التنظيم الخاصة بالقيادة العربية المشتركة وشنت هجومًا خاطفا على الضفة الغربية التي كانت تابعة للأردن والجولان السورية وقطاع غزة الذي كان تابعًا لمصر وسيناء كل على انفراد.
وحدث ارتباك لدى القوات المصرية بسبب قرار الانسحاب الخاطئ الذي أصدره القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عبد الحكيم عامر، في الوقت الذي قررت فيه الوحدات السورية والأردنية والعراقية إعادة تنظيمها للرد على المعركة أو الضربة الأولى؛ إلا أن مجلس الأمن سارع بإصدار قرار وقف إطلاق النار.
وطبقا للبيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية منها ونجحت في احتلال سيناء والضفة والجولان، ثم صدر قرار مجلس الأمن رقم 235 للتأكيد على وقف إطلاق النار، وأعلن الرئيس جمال عبد الناصر تنحيه عن السلطة.
وخرجت مظاهرات شعبية ترفض قبول تنحي الرئيس وطالبت بعودته فوافق عبد الناصر على ذلك، وعاد إلى الحكم ليستعد لمعركة التحرير واستعادة الأرض.
وأدت حرب 1967 إلى إعادة تنظيم الخطط العسكرية العربية والمصرية وشنت القوات العربية والمصرية حرب الاستنزاف بقيادة الفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان المصري.
وبعد 6 سنوات تمكنت الجيوش العربية من الاستعداد جيدا لمعركة الكرامة وتحرير الأرض، وفي يوم 6 أكتوبر، العاشر من رمضان بدأت حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973.
وبدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـجرية بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية المحتلة لسيناء وهضبة الجولان وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.
وحققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب، وعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كيلومترا شرقًا داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان وصولًا إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.
وتدخلت دول غربية لاحتواء الموقف واستصدار قرار أممي وقف إطلاق النار.
وانتهت الحرب رسميًا بالتوقيع على اتفاقيات فك الاشتباك بين جميع الأطراف؛ وبدأت مفاوضات استعادة الأرض وخلصت إلى توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل 1982، عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس 1989.