تودع محافظة الإسكندرية خلال أيام، أقدم وأعرق صالة "شاي" عرفتها والتى تقع بطريق الحرية أو شارع فؤاد، والتى تحمل اسم "فينوس" أو "آلهة الجمال"، وذلك بعد تحويلها إلى مطعم فول وفلافل أسفل المقر الرئيسى لحزب الوفد.
كانت تفوح من "الصالة" رائحة التاريخ والماضى العتيق، الصالة العتيقة التى إشتراها حاليا أحد أصحاب محال الفول بالثغر تقع أسفل مقر حزب الوفد أو بيت الأمة وجلس بها زعماء وفديين أبرزهم الإجتماع الذى حضره مصطفى باشا النحاس مع قيادات وفدية، بالإضافة إلى أن فؤاد باشا سراج الدين رئيس حزب الوفد الراحل كان يحرص على الجلوس فيها عندما يزور الإسكندرية.
الصالة العتيقة التى تقع فى تقاطع شارع النبى دانيال مع طريق الحرية تواجه أيضا أول مبنى لمؤسسة الأهرام الصحفية والذى أنشأه سليم وبشارة تقلا عام 1876 وهو تقريبا نفس عمر العقار الذى تقع فيه صالة الشاى الفريدة والتى تتميز بمساحتها الكبيرة.
لم تكن صالة فينوس للشاى مقصدا للسياسيين فحسب ولكنها كانت أيضا مكانا لإلهام الأدباء والشعراء من الكتاب العالميين فقد جلس فيها الأديب الإنجليزى العالمى لورانس داريل والذى كتب رباعية الإسكندرية حيث كان يعمل بالقرب من صالة الشاى وكتب بها أبطال روايته الرباعية دراينى وبومباى وكليا اليونانية وهى فنانة كانت تقطن فى شارع فؤاد أيضا.
وبالتزامن مع تشويه الإسكندرية بهدم الفيللات الأثرية والأخرى المدرجة فى مجلد التراث المعمارى فقد إختفت أيضا صالة الشاى "فينوس" ولكن تلك المرة من طريق الحرية.
أما أشهر واقعة حدثت أمام صالة الشاى فهى واقعة سقوط عروس الإسكندرية فى حفرة مواجهة لصالة الشاى، وهى الحادثة التى وقعت فى السبعينيات وكانت العروس هى زوجة الصحفى الراحل أنور سعيد، نقيب صحفييى الإسكندرية الأسبق.
وخلال أيام ستودع الإسكندرية وأهالى الثغر صالة الشاى العتيقة إلى مثواها الأخير حيث ستتحول إلى مطعم للفول والفلافل بعد أن كانت مقصدا للنجوم والفنانين والأدباء والسياسيين.