علي الرغم من كونه في العقد السادس من العمر، إلا أنه علي مدار الخمس سنوات الماضية، يخرج مع أهالي منطقته، ليشاركهم في إفطار الصائمين في أكبر موائد الإفطار في مدن ومراكز محافظة قنا، والتي يفطر فيها قرابة الـ800 شخصاً.
"عفت نظير"، موظف بالمعاش، البالغ من العمر 61 عاماً، مسيحي مقيم بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، بدأ منذ عام 2012 في المشاركة مع أهالي منطقة سوق الخضروات بشارع التحرير في مركز نجع حمادي شمال المحافظة، في تنظيم أكبر مائدة لإفطار الصائمين سنوياً.
"نظير" يضرب مثالاً رائعاً في الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحين، ويتحدي كل من يروج لوجود فتنة طائفية في مصر بين مسلميها ومسيحيها، ويصر علي المشاركة مع مسلمي المنطقة في إفطار الصائمين في شهر رمضان من كل عام، وذلك لأنه يعتبر نفسه جزءاً من تلك الأسرة.
الرجل الستيني لا ينظر إلي ما يحدث، وإلي مروجي الفتنة الطائفية، ومروجي العنصرية بين المسلمين والأقباط، ويشارك علي مدار 5 سنوات في إفطار الصائمين بمنطقة شارع التحرير مع قاطني المنطقة التي يقطن بها، وذلك تعبيراً منه عن المحبة والترابط الذي يربطه مع أهالي المنطقة والمناطق المجاورة.
ويقول "نظير" في حديثه لـ"أهل مصر" ، إن الأسرة في المنطقة التي يقطن بها بمركز نجع حمادي، تتجمع سنوياً من أجل تنظيم أكبر مائدة لإفطار الصائمين خلال العشرة الأوائل في شهر رمضان المبارك، وأن تلك العادة مستمرة منذ 5 سنوات، عندما بدأت في عام 2012.
وأضاف "نظير" في سياق حديثه، أن إفطار الصائمين يشارك فيه العديد من الشباب وكبار السن، ولا يوجد فرقاً بين مسلم أو قبطي، فالجميع هنا أخوه، والجميع نسيج واحد، تجمعهم العديد من الأشياء، سواء كان الوطن أو الجيرة أو المنطقة التي يقطنون بها سوياً فضلاً عن الإنسانية التي تجمعهم وتربطهم.
وتابع: "أن الأسرة الكبيرة في المنطقة تتجمع بروح المحبة والخير والبركة من إجل إتمام المائدة وخروجها وتنظيمها بأفضل شكل وصورة، وان ذلك هو شيئاً عظيماً يجمع الجميع علي تلك الروح الطيبة"، لافتاً إلي أن تلك العادة لن تنقطع أبداً خلال السنوات القليلة الماضية.
وأكد "نظير" أن تلك المائدة تجمع الجميع، وهي توطيداً للعلاقات الإجتماعية بين الجميع سواء كان مسلماً أو مسيحياً، فلا يوجد فرق بين أحد، منوهًا إلي أنه مستمر في المشاركة مع أصدقاؤه وجيرانه وقاطني المنطقة والمناطق المجاورة في إتمام وتنظيم المائدة سنويًا.