على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية، انخرط الإعلام
العربي برمته في تحليل أسباب وتبعات القرار المتعلق بقطع العلاقات مع قطر من قِبل
"السعودية والكويت والبحرين" بالإضافة إلى ليبيا ومصر، وتأثيره على
اقتصاد ورعايا كل من هذه الدول المتواجدين بالدوحة، إلاّ أنه وسط هذه "المعجنة"
كانت ثمة تصريحات لبعض الشخصيات التي سيكون لها دورًا عاجلًا أو أجلًا في حل هذه
الأزمة، لم يُسلط عليها الضوء بالشكل الكافي.
قررت السعودية والإمارات ومصر والبحرين في بيانات متزامنة، أمس الاثنين،
قطع العلاقات مع قطر وإغلاق المنافذ الحدودية معها، بناءً على تُهم وُجهت للدوحة
بدعم الإرهاب. ويأتي ذلك بعد أسبوع من احتدام التوتر بين قطر ودول الخليج على
خلفية تصريحات منسوبة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول العلاقات
الخليجية والعربية، بُثت عبر وكالة الأنباء القطرية الرسمية، وهي تصريحات نفت
الدوحة بشدة صحتها، معلنة تعرض وكالتها الرسمية للاختراق.
"أهل مصر" ترصد خلال هذا التقرير أبرز
التصريحات التي أعقبت هذه الأزمة ولم تحظ بالقدر الكافي من التحليل والتفنيد.
روسيا: ندرس اتهام قطر بدعم الإرهاب
انتظر المتابعون للشأن السياسي العربي، تعليق روسيا على
هذه الأزمة، فجاء متمثلًا في تعليق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قائلًا:
إن قيام عدد من الدول العربية بقطع علاقاتها مع دولة قطر "قرار خاص بهذه
الدول".
لكن ثمة تصريح آخر يخالف كثيرًا تصريح لافروف، ولم يتداول إعلاميًا
كثيرًا صدر من قِبل رئيس لجنة الدفاع
والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف.
قال رئيس لجنة الدفاع والأمن
في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، في تصريح صحفي: "بالطبع سندرس بعناية كافة
المعلومات، التي تدعيها مصر والسعودية، والدول التي انضمت إليهم بأن قطر ترعى
الإرهاب الدولي".
تركيا: يجب أن يكون ثمة حوار
كان
لإدراك الكثيرين مدى تأثر تركيا بهذا القرار أن يجعلهم يتحفزوا لمعرفة أي جانب سينضم
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لم يتخذ أي طرف من الأطراف الفاعلة في الأزمة، إذ
كان تعليقه متوازنًا نسيبًا.
وتمثل
هذا في تعليق وزير الخارجية التركي مولود تشاوش
أوغلو، حيث قال خلال مؤتمر صحفي في أنقرة: "يمكن أن تحصل مشاكل بين الدول،
لكن يجب أن يتواصل الحوار.. بالتأكيد، سنقدم أي شكل من أشكال الدعم لكي يعود الوضع
إلى طبيعته".
إيران: عهد الشقيق الأكبر انتهي
لم يكن لأزمة كهذه أن تمر دون أن تترك إيران بصمتها فيها، لاسيما إن
كانت هي السبب الرئيس فيها، ما جعلها تبادر بانتقاد هذا القرار التي اعتبرته
بمثابة "عقاب" لقطر لعلاقتها القوية بها.
تمثل تعليق طهران فيما كتبه حميد أبو طالبي، نائب مدير مكتب الرئيس
الإيراني حسن روحاني، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة
"تويتر": "عهد التحالفات والشقيق الأكبر قد انتهى وأن الهيمنة
السياسية واللعب على الورقة القبلية والأمنية والاحتلال والعدوان لن يفضي سوى إلى
زعزعة الاستقرار".
إسرائيل: قطع العلاقات مع قطر ليس من أجلنا
بالرغم من أن إسرائيل من الدول الفاعلة في المشهد العربي خلال الوقت الراهن، إلاّ أن تعليقها على تلك الأزمة لم يأخذ حيزًا كبيرًا في الإعلام.
تمثل تعليق تل أبيب فيما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور
ليبرمان: إن الدول العربية فهمت أخيرًا أن الخطر الحقيقي المحدق بها هو الإرهاب
وليس إسرائيل أو الصهيونية.
قال أمام الكنيست الإسرائيلي، إن الدول العربية التي قطعت علاقاتها
مع قطر لم تفعل ذلك من أجل إسرائيل، بل بسبب مخاوفها من الإرهاب، مؤكدًا أن هذا
الأمر من شأنه أن يخلق احتمالات كثيرة للتعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب.
أميركا: واشنطن ستهدأ الأجواء بين الدول الخليجية وقطر
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين
قولهم إن واشنطن سوف تحاول تهدئة الأجواء بين قطر والسعودية، وإن أهمية قطر
للمصالح العسكرية والدبلوماسية الأمريكية كبيرة لدرجة تستدعي عدم عزلها.
أضاف المسؤولون أنهم غير قادرين على أن يحددوا بدقة الأسباب التي
ربما أدت إلى هذا القرار المنسق بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع
العلاقات مع قطر. وأشاروا إلى أنه ربما تكون الإشادة الحارة من جانب الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب بالسعودية خلال زيارته لها في شهر مايو المنصرم، وانتهاجه
موقفا متشددًا معاديا لإيران، قد أعطى السعوديين شعورا بالقوة والتمكن.