معركة القادسية تعد أحد معارك الفتح الإسلامي لفارس وقعت في 13 شعبان 15 هـ (16-19 نوفمبر 636)، بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والإمبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد في القادسية، انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم. وكانت أحد أهم المعارك لفتح العراق. وشهدت المعركة تحالف للإمبراطور الساساني يزدجرد الثالث مع الإمبراطور البيزنطي هرقل الذي زوج حفيدة مانيانغ إلى يزدجرد كرمز للتحالف.
شهر رمضان هو الشهر المحبب لدى المسلمين جميعا وهو الشهر الذي يقترب فيه العبد الى ربه بصورة أكبر ويسعى الى الأكثار من الخير فهو شهر خير وبركات على المسلمين ودائما ما يفرح المسلمين في هذا الشهر لأسباب كثير ومن ضمن هذه الأسباب هو سبب ذكريات تجعل الكل يفتخر بها وهي ذكرى الأنتصارات والفتوحات التي فعلها المسلمين في شهر رمضان والتي تعتبر أشهر المعارك والفتوحات التي حدثت في شهر رمضان وأبرزها غزوة بدر الذي سوف يتذكرها دائما التاريخ الأسلامي كأبرز الأحداث والمعارك التي حدثت في رمضان بجانب فتح مكة والذي حدث أيضا في رمضان ، وهناك ايضا فتحوحات الأندلس الذي حدث في رمضان وهناك أيضا معارك حدثت قبل شهر رمضان وقبل هذا الشهر الكريم بايام في شهر شعبان.
ومن أبرز هذه المعارك التي دارت في شهر شعبان هي معركة القادسية ولعل اليوم في هذا المقال أيضا سوف نتحدث عن أبرز المعارك التي حدثت في شعبان وهي معركة القادسية فأين ومتى بدأت هذه المعركة ومن كان قائدها في هذا الوقت.
القادسية هي أبرز المعارك التي حدثت في التاريخ السلامي وتعتبر من أفضل المعارك التي حارب بيها المسلمون حيث كانت هذه الحرب أمام الفرس القوة التي كان لا يستهان بها وقتها حيث كان ملك الفرس يزدجر دائما المتابعة لأخبار المسلمين وكان رغم أنبهاره بهم وبالفتوحات التي كانت تحدث على يد المسلمين كان دائم القلق من القوة الجديدة التي بدات تظهر على الساحة العالمية فبدأ يستشير من حولة من أجل محاربة المسلمين.
حدث في مثل هذا اليوم.. المسلمون يكسرون شوكة "الروم" في غزوة "تبوك"
في نفس التوقيت وصل الخبر الى والي العراق الذي بدوره أحضر كتابا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أجل أطلاعه على الأمر فكان عمر بن الخطاب بمجرد معرفته الخبر بدأ في حشد الجيش الأسلامي من كل صوب من أجل معركة الفرس وتولى قيادة الجيش الأسلامي سعد بن أبي وقاص وهو الصحابي الجليل وأحد المبشرين بالجنة ومن أخوال النبي ومن الست أشخاص الذي أختارهم عمر لأختيار الخليفة من بعده ، وتم أختيار سعد بن أبي وقاص للمعركة بسبب شجاعته وروحه القائدية التي يتمتع بها بجانب الشخصية القوية وحرصه الدائم على تكاتف المسلمين.
بعد أجتماع عمر مع القادة التي شهدت أنتصار بدر من قبل ومع سعد بن أبي وقاص طلب عمر أن يجند الكثير ممن ينطبق عليهم شروط التجنيد حيث الكثير في هذا التوقيت كان يخشى جيش الفرس الذي يعذب ويقتل بأبشع الصور دون رحمة فكان جيش الفرس أسطورة هذا الزمان ولكن أستطاع جيش المسلمين تجميع ما يقرب من حوالي 35 ألف مقاتل يريدون النصر أو الشهادة وفي نفس التوقيت بدأ ملك الفرس يزدجر في التحالف مع بيزنطة وأنضم الكثير من الجنود للفرس فأصبح الجيش يفوق المسلمين عدا أربع مرات تقريبا فقد كان العدد 120 ألف مقاتل.
تمت الحرب بين المسلمين والفرس على مدار أربعة أيام وأستخدم الفرس الفيلة كنوع من التخويف للمسلمين ففي اليوم الأول ويسمى أريماث هاجم الفرس بشدة على قبائل المسلمين بصورة كبيرة واستطاعوا قتل وأسر العديد من المسلمين ، وفي اليوم الثاني والذي يسمى أغواث جاء المدد للمسلمين من الشام بقيادة عمرو التميمي والذي قاد المسلمين لقتل حوالي 10 ألالاف مقاتل من الفرس مقابل ألالفين من المسلمين ، أما اليوم الثالث فهو يوم عماس والذي ظلت الحرب دائرة متواصلة ليل نهار وفي هذا اليوم هربت الأفيال من المعركة وأنكشفت جبهات الفرس ، وفي اليوم الرابع هو يوم القادسية والذي من خلاله أنتصر المسلمين على الفرس في حادثة تاريخية هي الأبرز في تاريخ المسلمين في ذات التوقيت حتى الأن وأنتهت أسطورة الفرس على يد المسلمين وبدأت أمبراطورية الأسلام في التوسع حيث قاموا بأثر وقتل الكثيرين.
ومن أبرز جنود معركة القادسية القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي، الذي اشتهر في كتب التاريخ بفروسيته التي لا توصف، وشجاعته في ميادين الجهاد، وشخصيته القيادية القوية، حتى روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال عنه: لصوت القعقاع بن عمرو في الجيش خير من ألف رجل.
كما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال أيضا : لا يهزم جيش فيه مثل هذا، وقد كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص : أيّ فارس كان أفرس في القادسيّة؟ قال سعد:
فكتب إليه: إني لم أر مثل القعقاع بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة، يقتل في كل حملة بطلا.
كما كانت للقعقاع مواقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يخاطب من أمامه بما يحب في نفسه ولما كان حديثه مع القعقاع وهو رجل يحب الجهاد كلمه النبي صلى الله عليه وسلم عن الإعداد للجهاد.
فيقول سيف عن عمرو بن تمام عن أبيه عن القعقاع بن عمرو قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ما أعددت للجهاد؟ قلت: طاعة الله ورسوله والخيل قال صلى الله عليه وسلم: تلك الغاية.
أحمد كريمة: الرسول لم يقم بشن غزوات طيلة حياته (فيديو)
لقد كان للقعقاع أثر كبير في نفوس الآخرين ففي اليوم الثاني من معركة القادسية أصبح القوم وفي أثناء ذلك طلعت نواصي الخيل قادمة من الشام وكان في مقدمتها هاشم بن عتبة بن أبي وقاص والقعقاع بن عمرو التميمي، وقسم القعقاع جيشه إلى أعشار وهم ألف فارس، وانطلق أول عشرة ومعهم القعقاع، فلما وصلوا تبعتهم العشرة الثانية، وهكذا حتى تكامل وصولهم في المساء، فألقى بهذا الرعب في قلوب الفرس، فقد ظنوا أن مائة ألف قد وصلوا من الشام، فهبطت هممهم، ونازل القعقاع قائد (بهمن جاذويه) أول وصوله فقتله فكان للقعقاع دور في انتصار معركة القادسية الكبرى.
وهكذا كانت حياة هذا المجاهد حياة قتالية جهادية، تفاصيلها ساحات المعارك، وأخبارها روايات الحروب، فقد شارك في حروب الردة إلى جانب خالد بن الوليد بحزم وقوة، وشارك في فتوح العراق وشهد أكبر المشاهد فيها كالقادسية، وشارك في فتوح الشام وشهد اليرموك.
توفي القعقاع بن عمرو التميمي عام 40 أو 41هـ في مدينة الكوفة بالعراق رحمه الله ورضي عنه.