حمل الرئيس عبد الفتاح السيسي، علي أكتافه محاربة الفتاوى التكفيرية والأفكار الشاذة التي اقتحمت المجتمع المصري والعربي والدولي، خلال السنوات الأخيرة، مما دفعه للعمل على استحداث كل الوسائل الممكنة لرد لمحاربة هذه من خلال الفكر أولًا ثم يتزامن مع ذلك محاربة أمنية.
·مرصد الإفتاء
كانت أولى هذه خطوات الفعلية، في عام 2014، حيث بدأت دار الإفتاء مواجهة حقيقية ومفتوحة مع الأفكار المتطرفة والمتشددة للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم "داعش"، الذى أعمل القتل والفساد والتخريب في العراق وسوريا، وامتدت عملياته في الخارج، فنشر أذرعه في ليبيا، واليمن، وخلاياه في أوروبا، وعمل على إقامة فرع له في سيناء.
وعملت "الإفتاء" على تفنيد الفتاوى المتطرفة، وكشف محاولات تلك التنظيمات اتخاذ الدين ستارًا لعنفها وإرهابها، إلى أن أعلنت في فبراير 2016 عن تدشين مرصد الإفتاء، الذى لم يكتفِ بالرد على فتاوى المتطرفين، إنما عمل على مقاومة ظاهرة التكفير والتشدد في الرأى والقول، باعتبارها واحدة من أخطر الظواهر التي تعانى منها مصر والأمة الإسلامية، وساهمت إلى حد بعيد فى إضعاف عُرى الأمة والمجتمع، وتمزيق وحدتها الداخلية، وبذر النزاع والفتن فيها بدلًا من التعايش والتعاون.
وأوضحت «الإفتاء» أن مرصدها أداة رصدية وبحثية، تقدم الدعم العملي والفني والشرعي اللازم لمواجهة الجماعات الإرهابية، وتفنيد أنماط التشدد والمتشددين، ووضع دليل للتعامل مع الفكر والفرد المنتمى والمتبنى لهذا الفكر.
وقال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، في تصريحات سابقة، إن الهدف من "المرصد" جمع الفتاوى المتشددة في العديد من المصادر والوسائل الإعلامية، للرد على ما جاء فيها من مغالطات، ونشر تلك الردود للعالم بـ9 لغات، حيث يتابع المرصد بصفة يومية مقولات وفتاوى التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ثم يُصدر عددًا من البيانات والأحاديث الصحفية، لضبط الخطاب الديني وتوضيح وسطية الإسلام، وفق خطاب مستنير وتناول إعلامي سليم وصحيح بعيد عن الإثارة والتشويه.
مرصد الأزهر
ثم تبع ذلك في يونيو 2015، افتتح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مرصد الأزهر الشريف لرصد الفتاوى المتطرفة باللغات الأجنبية، بمقر مشيخة الأزهر.
وعمل المرصد علي محاربة الفتاوى بالعديد من اللغات وإرسال جميع التقارير الصادرة عنه لجميع بلاد العالم وذلك عبر بروتكولات تعاون فيما بينهم ولهذا قام المرصد منذ البداية بترجمة جميع إصداراته وإرسالها إلى هذه الدول العربية منها والأجنبية.
·الأوقاف
دأبت وزارة الأوقاف منذ ثورة 30 يونيو، في محاولة السيطرة علي المساجد للقضاء علي كل الخلايا الإرهابية والتي بدأت عملها من داخل هذه المساجد، كما أوقفت تصاريح الخطابة التي تم إصدارها لمشايخ الإخوان والدعوة السلفية، واقتصار الخطابة علي خريجي الأزهر فقط، كما أصدرت العديد من الكتب لمحاربة الأفكار التكفيرية والتي وصلت إلي أكثر من خمسة كتب قام بمعالجتها مجموعة من المشايخ.
·تضامن مسيحي إسلامي
وفي أولى الخطوات الفعلية لتجديد الخطاب، وبالتحديد في 28 إبريل الماضي، استقبلت مصر البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في زيارة لمدة يومين. وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ 17 عاما، عندما زار البابا يوحنا بولس الثاني مصر عام 2000.
واستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، البابا فرانسيس في حفل في القصر الرئاسي في العاصمة المصرية القاهرة، كما التقى البابا فرانسيس بشيخ الأزهر، أحمد الطيب. ويأتي القاء بعد شهرين من استئناف الحوار بين الأزهر ووفد الفاتيكان الذي توقف لسنوات.
وألقى البابا فرانسيس كلمة أثناء المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، في إطار حرصه على تعزيز الحوار بين الأديان، وفقا للأهداف التي أعلنها الفاتيكان من زيارة البابا لمصر.