بعد هجمات إيران.. الصراع الشيعي السني يحفز العنف في الشرق الأوسط

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة "الاندبندت" البريطانية " أن الانقسام الديني القديم يساعد في تجدد الصراعات داخل إيران و أبرزها التفجيرات التي طالت مجلس شوري إيران و مرقد الخميني اليوم، و التي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً و إصابة 34.

وأكدت الصحيفة أن الصراع بين القوى السنية والشيعية تهدد لتحويل خريطة الشرق الأوسط، حيث حفز العنف الذي كسر العراق، واتسع التصدع في عدد من دول الخليج المتوترة.

أعطي الخميني الفرصة الفرصة لتنفيذ رؤيته للحكومة الإسلامية يحكمها "ولاية الفقيه" وهو مفهوم مثير للجدل بين علماء الشيعة التي يعارضها السنة ،حاول الخميني إلهام مزيد من الإحياء الإسلامي والوعظ وحدة المسلمين، ولكن بدعم الجماعات في لبنان والعراق وأفغانستان والبحرين وباكستان التي لديها أجندات الشيعية محددة، واعجب تجربته جماعة الإخوان وحماس، مما يؤكد عمق الشكوك الطائفية الخاصة بهم.

حروب السياسة يجب أن تبقى في حدود السياسة، وأن لا يُستخدم فيها الدين لجعلها مقدسة، لأن الحروب الدينية أكثر خطورة، وتعتمد في أساسها على إسقاط عقيدة أو إلغائها، وربما هذا أكثر صعوبة وتعقيداً بمليون مرة من إسقاط دولة أو تحطيم رمز سياسي، أو تفكيك تيار أو جماعة أو حزب. الحروب الدينية اكتوت بنارها أوروبا التي شهدت أعنف الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت،وأكثرها شراسة ما حدث في فرنسا بين 1562 و1598، والحروب تكون أكثر شدة وعنفاً وتغييباً لقيم التسامح، عندما تكون بين أطراف ينتمون لذات الدين، وربما السبب لأن كل منهم يرى بأنه مكلف بأمر سماوي لتطهير الدين من الطرف الآخر المخالف للحقيقة التي يملكها وحده.

في الدين تخلط قلة بسيطة غير مؤهلة من المشتغلين في أبحاث الفقه الإسلامي بين الجهاد الذي له أحكامه وظروفه وفضله المعلوم، وبين النزاعات ذات الصبغة الطائفية، أو الأهداف التي تخدم فرقاً أو تنظيمات تتخذ العنف وسيلة للتعبير عن الرأي وتحقيق المكاسب، وهذا العنف تسميه “جهاداً” وهو في الواقع تشويه للجهاد الشرعي.

وعلى سبيل المثال، ما يحدث هذه الأيام في سوريا، جعله المتطرفون وأصحاب الغايات والمآرب من الشيعة والسنة حرباً دينية مقدسة، وهذا مرفوض، وهو تشويه للثورة السورية، ولا يوجد عاقل في هذه الدنيا يسره أن تسيل الدماء باسم الجهاد المقدس وهو في النهاية مجرد تأليب جاهل والمقصد الدخول في معركة إلغاء تزيد المآسي وتعقد المعقد وتثقل على كواهلنا أحمال الفتنة والكراهية.

الإرهاب السني والإرهاب الشيعي والاستغلال الفاضح لهذين الفريقين الجاهلين، سيزيد جراحنا وسيجعل الثورة السورية معركة لن تعرف السلام, وستسقط الدولة، وستنهار القيم والأخلاقيات التي كانت حامية للتعايش في المنطقة، رغم التعامل المتطرف غير اللائق من بعض المحسوبين على علماء الدين من السنة والشيعة.

كما كشفنا كذب تنظيم القاعدة، ها هو العالم الإسلامي يكشف حقيقة حزب الله الشيعي اللبناني، وعندما كنا نلام عندما نهاجم هذا التنظيم الإرهابي، أصبح الجميع متفقين، بأنهم خُدعوا بما كانوا يعتقدون بأنه مقاومة، ثبت بأن حزب الله الإرهابي ليس أقل جرماً ولا أكرم أخلاقاً ولا أكثر إنسانية من إسرائيل.

المستفيد الأكبر من تحويل الثورة إلى حرب دينية نظام بشار الأسد، فالحروب الدينية تستمر لسنوات ولا تحسم، والزعيم المدني لا يمكنه البقاء لفترة طويلة مهما كان، فالمطالب العادلة لا يمكن تجاهلها وستزعزع حكمه في كل الأحوال، أما الزعيم الديني فسيقف معه وخلفه كل من ينتمي إلى مذهبه أو عقيدته أو يشعر بقربه من توجهاته أو يخدم سياسته، فالدين هنا سلاح بيد المتطرفين.

والواضح أن سفاح “القصير” حسن نصر الله تلقى أوامر المرجعيات الدينية في إيران لدخول حرب مقدسة، ومتطرفو السنة يريدونها حرباً مقدسة لإقامة نظام سياسي يخدم تطرفهم، ومن هؤلاء دعاة ماكرون يقذفون بأبناء السنة إلى الحرب المقدسة المزعومة وهم متكئون على السرائر في مصايف أوروبا.

الحرب بين السنة والشيعة كابوس مرعب نرجو الله أن لا يكون في يوم من الأيام حقيقة، لأن هذا أكبر مهدد لأمن وسلام الأوطان، وإذا كبرت كرة النار، ستحرق المنطقة برمتها، وستنسف الكيانات السياسية من جذورها، ومن أكبر المتضررين إيران، التي تعاند وتناكف وتمارس السياسة بعقلية استخبارية مغموسة بالتجييش الديني المذهبي.

يجب أن يبقى التعامل مع إيران في إطار السياسة وبعيداً عن الدين، ويجب أن تتعاطى إيران معنا كدول عربية بالطريقة نفسها، وأن لا تستخدم التجييش المذهبي لتحقق مآربها في منطقة الخليج العربي. ويجب أن يفهم الشيعة العرب في دولنا الخليجية، أن إيران تتلاعب بالمذهب، وتوظفه لمصلحتها، ويجب عليهم أن يعلموا بأن عنصرية إيران العرقية أعمق بكثير من انحيازها للمذهب الشيعي، وأن إسرائيل مهما طغت واستكبرت وتعنتت لن تضرنا وتضر بلداننا كما تفعل إيران المنفلتة من السياسة.

الحكومات السنية، وخاصة المملكة العربية السعودية، لديها قلق متزايد من الشيعة ، وهي المخاوف التي تفاقمت خلال حركة الاحتجاج التي بدأت في تونس في أواخر عام 2010.

في اليمن، توسع المتمردين الحوثيين سيطرتها الإقليمية، التي ترى المملكة العربية السعودية باعتبارها رأس جسر محتمل لإيران في شبه الجزيرة العربية، على امتداد طرق الملاحة الحيوية في البحر الأحمر وفي الأراضي المتاخمة الخاصة المهمشة الأقلية الشيعية في المملكة العربية السعودية.

متشددون

وكانت أعمال العنف بين طوائف الإسلام نادر تاريخيا، و لكن برز من خلاف السنة و الشيعة حزب الله الشيعي و تنظيم القاعدة المحسوب علي السنة، و اللذان تبنوا الصراع بشكل غرهابي في المنطقة العربية و دعمتهم إيران حتي أنقلب السحر علي الساحر، و بدأت داعش في استهداف حزب الله اليوم في الهجوم الاخير في محاولة للقضاء علي الشيعة و توحيد كلمة السنة .الحرب الأهلية 

في سوريا، قتل أثر من ربع مليون شخص ،وانضم عشرات الآلاف من السوريين السنة إلي الطوائف المحسوبة علي مثل أحرار الشام والجبهة الإسلامية، وجبهة النصرة تنظيم القاعدة، والتي توظف كل الخطاب المعادي للشيعة المتمثل في العلويين او النظام الحاكم.

و قالت الصحيفة أن العلويين و الشيعة في سوريا مدعومة من إيران والمعروفة باسم قوات الدفاع الوطني للدفاع عن نظام الأسد. الاتفاق النووي الايراني

وقالت الصحيفة أن منطقة الخليج تشهد في الواقع زيادة مقلقة في الطائفية، ولا تزال المغامرة الإيرانية المتشددة المتجسدة في قوة فيلق القدس مستمرة، وربما تزيد بعد حقن وضخ الأموال جراء رفع العقوبات.ورغم ذلك، فإن الأهم من ذلك هو ما شهدته الفترة التي سبقت الاتفاق النووي الإيراني من ارتفاع في نشوة النصر السنية بقيادة السعودية، وذلك نتيجة التدخل العسكري العربي في اليمن، أيا كانت الفوائد من وراء العلاقات الطائفية التي يمكن للاتفاق الإيراني أن يبرزها، فإن هذا سيقابله تصاعد للعنف في اليمن، وهو الصراع الذي يعمل المعلقون في الخليج ورجال الدين على تأطيره بشكل طائفي بأسلوب صارخ.

كان القرار السعودي بشن "عملية عاصفة الحزم" متجذر في مخاوف أمنية حقيقية جدا بشأن الحشد العسكري الحوثي على الحدود، ويهدف أيضا إلى إجبار واشنطن على مواجهة السياسات الإقليمية الإيرانية، ومع ذلك كان هناك أيضا حساب التفاضل والتكامل المحلي غير المعلن وراء الغزو الذي تلى ممارسة من اللعب على الورقة الطائفية منذ فترة طويلة لتعزيز الدعم المحلي للأسر الحاكمة، وهذا بالتأكيد ليس جديدا كما ذكرت في كتابي الأخير؛ وبشكل مبسط فإن الاستراتيجية تسير بشيء من هذا القبيل: حافظ على المعارضة السياسية الخاصة بك مقسمة بين السنة والشيعة، وإبقاء شعبك مركزا على الاهتمام بالتهديد الخارجي، وقم بتصوير حكمك الخيري على أنه حائط الصد الوحيد ضد أي فوضى وشيكة، وهذا هو الغراء الذي يحافظ على النظام السياسي المنقسم على خلاف ذلك معا.

وبصرف النظر عن آثارها الإنسانية الوخيمة في اليمن، فإن «عاصفة الحزم» كانت بمثابة تنفيذ فاعل لهذه الاستراتيجية من وجهة نظر حكام الخليج العربي، وجاءت الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن في وقت كانت فيه الدوائر السنية منزعجة بشدة من الطائفية في دول الخليج، بما في ذلك رجال الدين داخل المؤسسة الرسمية، وتنتقد بشكل غير مباشر أنظمة الخليج العربي لمشاركتهم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا.

وحتى في الكويت، حيث لا يسمع صوت للطائفية إلى حد ما، فقد تكشفت هذه الأزمة، ولو في صورة طبق الأصل من دول الخليج الأخرى، كما أشارت "مادلين ويلز" في الآونة الأخيرة، وتسعى الفصائل الشيعية إلى قدر أكبر من الحماية من عائلة "الصباح" الحاكمة ضد الطائفية الوليدة لدى العشائر السنية المعارضة.

ولكن آثار الحرب الأكثر مكرا يمكن رؤيتها داخل دول الخليج العربي، حيث إن الحرب تغلق الفضاء السياسي، تفتح الباب أمام حملات ضد المعارضة.

ويتم القبض على النشطاء الذين يشككون في التدخل على وسائل الإعلام الاجتماعية. وفي البحرين، يقوم البرلمانيون السنة الموالون للنظام بوضع تشريعات تجرم أي انتقاد لهذه العملية التي يقوم بها "أنصار الحوثي"، وأعني بذلك المعارضون الشيعة من الوفاق. وفي المناطق الشيعية من المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية توفي شرطي وجرح العشرات من السكان المحليين الشيعة بعد أن حاولت قوات الأمن أخذ المبادرة بتعطيل وعرقلة احتجاجات في بلدة العوامية المضطربة.

ويرجع جزء كبير من انعدام الأمن والتوتر الطائفي في الخليج إلى المشاكل القائمة منذ فترة طويلة بشأن الحكم والتوزيع غير المتكافئ لرأس المال السياسي والاقتصادي، بدلا من إسقاط قوة إيران. وهذه هي نقاط الضعف التي لا يمكن لأي قدر من الضمانات الأمنية الأمريكية وعمليات نقل الأسلحة أن تحميها. نقاط فلاش

وتساهم التوترات بين السنة والشيعة إلى نقطة فلاش متعددة في الدول الإسلامية التي ينظر إليها على أنها المتزايد التهديدات للسلام والأمن الدوليين، ومن أهما:

ارتفاع التشدد

اشتدت حدة العنف الطائفي في عام 2013 ونمت منذ ذلك الحين،والمتطرفين "تغذيها دوافع طائفية" في سوريا ولبنان، وباكستان، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية.

 بعد سنوات من الخسائر المستمرة لجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، وتجنيد المتطرفين السنة آخذ في الارتفاع، وساعد على شبكات خاصة التمويل في منطقة الخليج، وخاصة في الكويت ، مع الكثير من العنف الموجه ضد المسلمين الآخرين بدلا من أهداف غربية. 

الجماعات المسلحة الشيعية تكتسب أيضا قوة، في جزء منه لمواجهة خطر التطرف السني. في عام 2015، ادعت الدولة الإسلامية مسؤولية، من بين هجمات أخرى، قصف المصلين الشيعة في الكويت.

 مهاجمة المساجد السنية والشيعية في المملكة العربية السعودية؛ اسقاط طائرة ركاب روسية في مصر، مما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص. وزوج من التفجيرات الانتحارية في منطقة ذات الأغلبية الشيعية في جنوب بيروت الذي أودى بحياة أكثر من أربعين شخصا.

وحذر السلطات الأمريكية أن الحرب في سوريا، التي اجتذبت آلاف المقاتلين من أوروبا والولايات المتحدة، يشكل تهديدا على المدى الطويل للأمن الغربي. وقد وضعت الهجمات الدولة الإسلامية ومؤامرات فاشلة في أوروبا القارة على حافة الهاوية، ورد فعل عنيف ضد المسلمين والمهاجرين يهدد لانهاء الاتحاد الأوروبي سياسة الحدود المفتوحة . التنافس السعودي الإيراني

وقد نشرت المملكة العربية السعودية وإيران موارد كبيرة لمعارك بالوكالة، وخاصة في سوريا، حيث تكون المخاطر أعلى. الرياض تراقب عن كثب الأرق المحتملين في محافظاتها الشرقية الغنية بالنفط التي يقطنها الأقلية الشيعية لها، ونشرت قواتها، جنبا إلى جنب مع غيرها من دول الخليج، لقمع انتفاضة الشيعة إلى حد كبير في البحرين. ومن تجميعها أيضا ائتلاف عشر دول ذات الأغلبية السنية، بدعم من الولايات المتحدة، لمحاربة المتمردين الحوثيين في اليمن. وقد ألحقت الحرب، خاض معظمهم من الهواء، وعدد المدنيين عالية. تقدم المملكة العربية السعودية مئات الملايين من الدولارات في الدعم المالي للمتمردين تسكنها أغلبية من السنة في سوريا، في حين منع في وقت واحد التدفقات النقدية لتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الجهادية التي تقاتل نظام الأسد. 

خصصت إيران مليارات الدولارات في صورة مساعدات وقروض لدعم الحكومة السورية التي يقودها علاوي ودربت وجهزت الميليشيات الشيعية من أفغانستان ولبنان والعراق للقتال في سوريا. إيران والمملكة العربية السعودية، التي تأجلت مرارا الجهود الرامية إلى إقامة حوار لتسوية النزاعات دبلوماسيا، ناقش الصراع في سوريا في اكتوبر تشرين الاول عام 2015 على حث الولايات المتحدة. وكان هذا تطورا ملحوظا يلقي بظلال من الشك على الرغم من قطيعة في العلاقات الدبلوماسية في وقت مبكر من عام 2016. 

وكلا البلدين يواجه الدولة الإسلامية، مع إيران القتال في أجزاء من العراق، حين يعود المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول ذات الأغلبية السنية المدعومة من الولايات المتحدة الحملة الجوية ضد الجماعة المتطرفة في سوريا والعراق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
لميس الحديدي لـ رئيس الوزارء بعد تصريحات زيادة الدولار: بعد كل ده مش عاوزنا نتخض؟!