لليوم الثاني على التوالي، واصلت وسائل الإعلام الموريتانية انتقادها للممارسات القطرية والتي أدت إلي قطع مصر والسعودية والإمارات والبحرية والموريتانيا ودول أخري لعلاقاتها معها بسبب تتدخل الدوحة في الشئون الداخلية لهذه الدول إلي جانب دعمها للكيانات الإرهابية.
وأجمعت الصحف والإذاعات الموريتانية خلال تناولها لموضوع قطع العلاقات الموريتانية مع قطر على أن القرار الموريتاني كان لابد منه بعد أن بلغ السيل الزبى، وبات الأمن العربي مهددا من الدوحة.
وتحت عنوان "نهاية صناعة الإرهاب" كتب عبد الله الراعي - في مقال نشرته أغلب الصحف الصادرة اليوم الخميس - التحريض على ثورات الغوغاء، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلدان، نتيجته ليست بطعم العسل دوما .. لقد ملت البلدان والشعوب العربية حماقات دولة قطر، وقررت وضع حد لها حتى تعود إلى حجمها الطبيعي .. كيف يعقل أن تظل النار تشتعل دون أن تتدخل البلدان الوازنة لإخمادها .
وأضاف "لقد ظل الإعلام القطري على مدى عقود من الزمن يزرع الفتنة والتطرف في عقول الشعوب العربية والإسلامية، فجاءت النتيجة مدمرة وكارثية متمثلة في ما أطلق عليه تحالف الإخوان والماسونية - " يوسف القرضاوي وعزمي بشارة "- مصطلح الربيع العربي".
وتابع " في الحقيقة لم يكن ربيعا عربيا، بل كان فتنة وخرابا عم بلاؤه جميع الأقطار العربية والإسلامية، وهنا علينا أن نقف لتفكيك وتفتيت أركان هذا التحالف الذي نظر لقيام الثورات العربية، إذ يقوم هذا التحالف كما قدمه الإعلام القطري، على يوسف القرضاوي وعزمي بشارة، والمال والسلاح القطري لدعم الجماعة في مصر وغيرها من التشكيلات المقاتلة في سوريا ليبيا".
واعتبر الكاتب الموريتاني أنه لا يمكن أن نتوقع خيرا من هذا التحالف الشيطاني، نظرا إلى تكوين وخلفية المنظرين له، فالشخصية الأولى في هذا التحالف مسكونة برغبة فظيعة في الانتقام من الأنظمة العربية، والشخصية الثانية فهي لإسرائيلي الجنسية تسلل إلى العقل العربي عن طريق إعلام قطر ووجد الفرصة سانحة لخدمة أجندة الكيان الصهيوني، وكانت النتيجة المباشرة لهذا الفكر الذي وزعه عزمي بشارة بكل سخاء، هي موت القضية الفلسطينية في الإعلام العربي، وبالتالي تم تحييدها بشكل حرفي من وعي الشعوب العربية كقضية ذات أولوية .
وخلص إلى القول إن النتيجة التي وصلت إليها الأمور ليست مفاجئة على الإطلاق، فقطر تمادت وأفاضت كأسها مرات ومرات، واليوم عليها أن تشرب من ذات الكأس التي سقت منها شعوبا ودولا وأذاقتهم بأس بعضهم دون أن تدمع لها عين أو يرف لها جفن.
من جانبها، وتحت عنوان "قطر دولة راعية للإرهاب والتطرف" كتب الشيخ ولد السالك في صحيفة السفير الموريتانية
حجزت موريتانيا رقمها كسادس بلد يقطع علاقاته الدبلوماسية بقطر؛ في حصيلة مرشحة للارتفاع في قادم الأيام بلغة الإعلام.
وكان بيان الخارجية الموريتانية صريحا في تسبيب قرار قطع العلاقات مع دولة قطر؛ بناء على إخلال الأخيرة بمبادئ العمل العربي المشترك، بتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية بهدف زعزعة استقرارها،وكان البيان واضحا أيضاً حين أكد على دور قطر المشبوه كبلد راع للإرهاب والتطرف.
وأشار إلى أن الأقلام القطرية المأجورة ستغمز في قرار موريتانيا المنحاز للموقف العربي بمقاطعة قطر والرامي لخدمة المصلحة العربية، بوقف أنهار الدماء التي فجّرتها سياسات الدوحة الداعمة للإرهاب؛ وسيطلقون حملة تشكيك في استقلالية القرار الموريتاني ودافعه بعيدا، عن الأسباب الصريحة الواردة في بيان الخارجية الموريتانية؛ ولموقفهم سيسوّق "ديمقراطيو قطر" ألف مسوغ متهافت.
وأوضح أن موريتانيا البعيدة نسبياً من بؤر الصراع في الشرق الأوسط، لم تسلم من جرائم قطر، فعندما سيطرت الجماعات الإسلامية المتشددة على شمال مالي، حاولت قطر أن تكون لها يد في تلك الجماعات من أجل زعزعة أمن منطقة الساحل، بخلق تنظيمات إرهابية، تضمن لها الدوحة التمويل والتسليح .
واستطرد ، رغمَ كون موقف نواكشوط لم يُتخذ قبل مساء الثلاثاء فإن الأقلام المأجورة بدأت في نهش مكانة هذا البلد وتولغ في التعريض بشعبه الكريم. قرأتُ حتى الآن أن "موريتانيا بلدٌ هامشي وغير مؤثر" وأن "الموريتانيين مجردُ مرتزقة".. لم أستغرب أن يدوّن "مفكر قطر" محمد بن المختار الشنقيطي، والإضافة تقع بأدنى سبب، شامتاً في موقف بلده حين كتب "موريتانيا تلتحق بركب موريشوس، زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً" كل ذلك لمجرد أن نواكشوط قطعت علاقاتها مع قطر؛ لا غرابة، فموريتانيا كانت ستصبح رأس قاطرة العمل العربي لو دارت في فلك السياسة القطرية!
وأضاف حاولت قطر أن تكون لها يد في تلك الجماعات من أجل زعزعة أمن منطقة الساحل، بخلق تنظيمات إرهابية، تضمن لها الدوحة التمويل والتسليح، ولكن موريتانيا وقفت في وجه هذا المشروع، بدعم من قوى لا تريد أن تنفجر منطقة الساحل الإفريقي.
وخلصت الصحيفة إلى القول "لو سلمنا جدلا بأن القرار الموريتاني لم يكن مستقلاً، وجاء مجاراة للسعودية والإمارات، فإن المقارنة بين التمويلات القطرية وتمويلات باقي الدول العربية ليس في صالح قطر، فأغلب المشاريع التي وقعتها الدوحة مع موريتانيا بقيت حبرا على ورق ولم تعرف طريقها للتنفيذ، مثل "اتفاقية مشروع العوج العملاق لتكرير الحديد، بغلاف مالي في حدود ملياري دولار، و"مشروع الديار القطرية" الذي دشنه أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مرتين؛ ولم ينجز إلى اليوم" ولستُ في وارد الحديث عن سخاء السعودية وأيادي الشيخ زايد رحمه الله البيضاء لموريتانيا، إذ المنجزاتُ شاهدة في الطرق والمستشفيات والكهرباء، في الزراعة والتنمية الريفية، في الصحة أيضاً وفي التعليم، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
ومن جانبها، توقفت صحيفة (البديل) عند مقال بعنوان قرارات موريتانيا سيادية من جرف السفارة الإسرائيلية إلى قطع العلاقات مع قطر، حمل خلاله الكاتب محمد الشيخ ولد سيدي محمد، على قطر مؤكدا خطورتها على الأمة العربية من خلال استضافتها لأكبر مخطط فكري وسياسي وعسكري وإعلامي، لتدمير العراق وحضارة البابليين، ولقيادة فتاوى الفوضى الخلاقة، وتمويل مليشيات الإرهاب والتكفير التي دمرت كلا من ليبيا وسوريا واليمن، واستغلال نفوذ ( امبراطورية إعلام يحرض علب الفوضى والقتل) لتمزيق اللحمة الاجتماعية، وتفكيك مؤسسات الدولة الوطنية، لصالح فكر جماعات السلفية، والقاعدة، والإخوان، والدواعش، والحوثيين، واليساريين واليمينيين من شذاذ جميع الآفاق.
وخلصت الصحيفة إلى القول قطع العلاقات مع قطر، هو نداء من أجل وقف شلال نزيف دماء العرب، وكف أذى تدمير أوطانهم لحساب المجهول، ووقف تهجير عقولهم ويدهم العاملة نحو الغرق في البحار، أو الضياع في مخيمات اللجوء، أو تركهم في أيدي تجار البشر، وقطاع طرق فكر التطرف والغلو والإرهاب.