مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة فى مصر منذ ثلاث سنوات، اهتم الرأى العام والعالم بالتعرف على سياساته الداخلية والخارجية على السواء، بهدف التعرف على اتجاهات التحرك المصرى فى هذه المرحلة الدقيقة التى يمر بها الشرق الأوسط بتحولات عديدة، فوجئ العالم بانتصار مصر الدائم علي الإرهاب ومموليه المتمثلين في قطر وإيران وتركيا.
وهى حالة تبدو الدولة المصرية متفردة فيها من قدرتها على التغلب على تشكيلات إرهابية مدعومة بسلاح وأموال بدون سقف، وتجد دعاية إعلامية للدول الداعمة للإرهاب تعرض صورة مخالفة لطبيعة الأوضاع بهدف تشويه والنيل من سمعة الدولة المصرية، فى الوقت الذى عجزت فية دول وقوى كبرى فى مواجهته رغم ما تتمتع به من تعاون أمنى بين أجهزة استخبارات عالمية وتطور تكنولوجى كبير ولكن قبل التطرق إلى الإستراتيجية المصرية التى نجحت فى تحقيق هذا الإنجاز هناك عدد من الأسئلة التى تشغل بال المحللين فى تناولهم لقضية مواجهة الإرهاب.
ولكن كان لانتصار مصر ثمن هو مواجهة عصابات وأفراد مسلحة بزى مدنى تسير فى المدن وتختلط بالمواطنين وتركب الطائرات والسفن والقطارات وترتاد مؤسسات وليس هناك ما يميزها أو ينبىء عن هويتها، كذلك يأتى التساؤل عن مدى استخدام القوة، وهو أمر ضاغط على القوات النظامية أو التشكيلات القتالية التى تعتبر أحد أسباب نجاح مهامها فى إرباك العدو وشل تفكيره، لذلك يتم اللجوء إلى التفوق فى فن المداهمة والإغارة على هذه الأوكار الإرهابية ومفاجآتها وأخذ زمام المبادرة وشل قدرة عناصرها على العمل، وهو يحتاج إلى تدريب نوعى متقدم وعناصر تتميز بخفة الحركة.
وفي هذا السياق قالت صحيفة "ايرو نيوز" الروسية بنسختها الإنجليزية أن قوات مصر لها الجانب الأكبر من انتصار مصر على الدول الممولة للإرهاب فهى قوات ذات مواصفات خاصة من اللياقة البدنية والكفاءة التدريبية والجرأة وعدم التردد، كما تعتمد المواجهة أيضًا على غزارة المعلومات حول تلك العناصر الإرهابية والدول التي تمولها والتي أصبحت ظاهرة بشكل جلي والمتمثلث في ثالوث الإرهاب "قطر وتركيا وإيران" ودقتها وطبيعة المكان الذى تحتمى به ومعرفة جيدة بالدروب والطرق التى قد تحاول تلك العناصر التخفى والهروب من خلالها، وذلك من أجل محاصرتها وتضييق الخناق عليها.
وأكدت الضربة التي شنتها مصر علي مجلس شوري ليبيا أكبر دليل علي انتصار مصر علي الارهاب ومموليه حيث رصدت تحركاتهم منذ وقت كبير وكشفت عن مموليهم ثم تم اختيار الوقت المناسب لضربهم.
كما كان اقتحام جبل الحلال وتطهيره من تلك العناصر أمراَ مفاجئا وحاسماَ فى كسر شوكة الإرهاب الذى حاول الهروب من المواجهة إلى تنفيذ عمليات فى القاهرة والإسكندرية أو ضد الكنائس، وهو يعكس حالة اليأس والإحباط التى تعانيها دول الارهاب التي تفشل دائمًا في زعزعة استقرار مصر بسبب نجاح الجيش المصرى فى محاصرته، وهو الأمر الذى ساعد فى نجاحه تلاحم أهالى سيناء مع القوات المسلحة وتفهمهم لطبيعة المهمة التى تنفذها واحترامها الكامل لأبناء سيناء ودورهم فى خدمة بلدهم، هذا التلاحم منع إنشاء وتقوية البيئة الحاضنة لهذه العناصر لذلك بدأت فى التساقط تباعا ولم تقتصر المواجهة المفتوحة من هذه العناصر على عناصر القوات الخاصة بل شاركت القوات الجوية فى الوصول الى مركز تجمعهم واستهداف شل حركتهم ومنعهم من التحرك بحرية فى سيناء والوحدات المقاتلة الأخرى فى محاصرة تلك العناصر.
لذلك كان تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة المستمر أهمية دعم الجيوش الوطنية فى حماية الدولة الوطنية والحفاظ على المؤسسات القادرة وكذلك فإن تكاتف الشعب المصرى خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة كان أمرا حاسماَ فى تحقيق النجاح والتغلب على الإرهاب.
وفي صراع تركيا وإيران وقطر علي دعم الإرهاب فيي مصر ظهر جليًا أنهم جميعًا فشلوا في محاربة الغرهاب الذي يصدروه بينما نجحت مصر في محاربته والدليل علي ذلك فضائح قطر بتمويلها دعم الإرهاب والتنظيمات الجهادية، وعدم سيطرة إيران علي الإرهاب الذي طلها من تنظيم داعش الذي دعمته وأطلقته علي مصر، وتفجيرات تركيا التي كان أخرها تفجير وسط اسطنبول.