يوسف القرضاوي هو أحد أهم المصنفين، إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق، في القائمة التي أصدرتها الدول الأربع، السعودية والامارات والبحرين ومصر، بأسماء الأفراد والمؤسسات الإرهابية المحظورة ولها علاقة بقطر.
القرضاوي كان يحضر لقاءات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كممثل لهم، واعتبر مشروع حسن البنا هو "المشروع السني الذي يحتاج إلى تفعيل"، ووصف الإخوان المسلمين بأنهم "أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم.
ورفضت سلطات بريطانيا منح يوسف القرضاوي تأشيرة الدخول إلى أراضيها بسبب فتاوى تأييده للعمليات التفجيرية، كما يسميها منفذوها ومؤيدوها، أو الانتحارية كما يسميها منتقدوها داخل إسرائيل والتي يعتبرها عمليات استشهادية في حين اعتبرتها بريطانيا إرهابية.
ويجمع القرضاوي بين كافة عناصر التصريف من قربه وتأثيره في العائلة الحاكمة إلى فتواه المحرضة على العنف والتطرف.
وفي ثورة 25 يناير، أرسلت قطر القرضاوي ليؤم المصلين في ميدان التحرير ويخطب فيهم محرضا في مشهد أراد له من يستخدمونه أن يكون "خميني مصر" كما عاد زعيم الثورة الإيرانية من باريس ليخطب في الحشود المنتفضة على الشاه في طهران.
ولعب القرضاوي، دورا محوريا في ترويج سياسات قطر القائمة على نشر الفوضى في المنطقة، فلم يتردد في تقديم فتاوى جاهزة على المقاس لدعم تنظيم الإخوان وتمكينه من السلطة.
وفي خضم الأزمة التي تعصف بعلاقات الدوحة مع جيرانها العرب، قام أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل أيام، باستقبال يوسف القرضاوي على مأدبة إفطار رمضانية، وقبل رأسه على مرأى من الكاميرات.
وقدم القرضاوي، "فتاوى" متشددة، على قناة الجزيرة، أجازت إحداها تنفيذ هجمات انتحارية في سوريا، حتى وإن أدت إلى وقوع ضحايا من المدنيين، وقال القرضاوي "الأصل في هذه الأمور أنها لا تجوز إلا بتدبير جماعي"، أي أن الجماعة بحسب قوله، هي التي تقدر ما إذا كانت ثمة ضرورة لأن يقوم فردٌ من أفرادها بتفجير نفسه.
وبالتالي، فإن التفجيرات الانتحارية، مباحة عند القرضاوي، والخلاف قائم حول ظروف تنفيذها فقط، وهو ما يعطي ضوءًا أخضر لجماعات متشددة تروع المدنيين حول العالم.
وحرصت العائلة الحاكمة في قطر على احتضان القرضاوي بالرغم من نبذه في أكثر من دولة واتهامه بالتشدد، إذ جرى منعه مثلا من دخول بريطانيا وفرنسا، بسبب آرائه المتطرفة.
وحينها لم تقتصر "بركات الشيخ الإرهابي" على المنطقة ودولها، بل طالت عضوا بارزا في حزب العمال البريطاني فصل من الحزب لدعوته القرضاوي بينما رأت كافة القوى السياسية البريطانية فيه خطرا لدعوته للفتنة والتحريض على العنف.
ورغم أن كن ليفنغستون خسر عضوية الحزب لكنه ظل عمدة للندن للفترة التي انتخب لها ليخسر أمام بوريس جونسون في الدورة التالية.
وأذاع القرضاوي آراءه المتشددة، بمباركة رسمية من قطر، في مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، لكنه منع لفترة محدودة سنة 2014 من إلقاء خطبة الجمعة، بعدما أساء لدول خليجية بشكل صفيق.
وأفردت قناة الجزيرة القطرية، برنامجها "الشريعة والحياة"، لتقديم فتاوى في عدة أمور، طيلة سنوات، مستغلا بذلك ظهوره الإعلامي، في إذاعة أفكار متطرفة وتمكين تنظيم سياسي متشدد تحت عباءة الدين.