أكد الدكتور بكر زكي عوض، عميد كلية أصول الدين السابق بالقاهرة، أن قضية المياه من القضايا التي اهتم بها القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية المطهرة، مشيرًا إلى أنه سيتناول الموضوع من خلال عنوان "دورة الماء العذب بين الأرض والسماء مع وجوب شكر المنعم على هذه النعمة ".
وأوضح خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه خلق الماء قبل أن يخلق الأرض والسماء، لأنه بعلمه القديم علم أن الحياة متوقفة على وجود الماء، فإن لم يوجد ماء فلا وجود للحياة.
وأضاف أن الله (عز وجل) حين خلق الأرض جعل ثلثي مساحتها ممتلئة بالماء المالح الذي لا يصلح للشرب ولا للزرع، ذلك ليكون الماء المالح بمثابة خزان المياه الذي يبقى للبشرية محفوظًا بالملح، لأن الماء العذب يفسد بالمكث الطويل، ثم يتجلى فضل الله تعالى علينا من خلال عملية استخراج الماء العذب من هذا الملح الأجاج عن طريق عملية التبخير بتسليط الشمس عليه، ورفعه إلى السحاب وسوقه حيث أراد (جل وعلا) فيحي به الأرض الميتة، فينزله على من يشاء ويصرفه عمن يشاء بحوله وقدرته.
وأشار إلى أن القرآن الكريم تحدث عن نهر النيل، ولا يعني عدم ذكر الاسم صراحة عدم وجوده في القرآن، فالسياق يدل على المعنى المراد، قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }، وقال على لسان فرعون حيث كان يتباهى بنهر النيل: { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }، وكذلك السنة النبوية تخبرنا بقيمة نهر النيل وتبشرنا ببقائه، فعندما عرج برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكشف له الله (عز وجل) له كثيرا من أسرار الملكوت تحدث عن نهرين هما نهر النيل، ونهر الفرات، وقال عنهما: ( إنهما من أنهار الجنة )، وهذا الخبر يحمل دلالات عدة، منها: أنه لن ينضب ولن يجف بفضل الله تعالى إلى قيام الساعة، لأن نعيم الجنة لا ينقطع.
وكما أن الجنة لا لغو فيها ولا تأثيم كان من الواجب علينا شرعا ألا نسيء في التعامل مع النهر، وأن نشكر الله (عز وجل ) على هذه النعمة بالحفاظ عليها والصيانة لها، مشددًا سيادته على إجرام من لوث مياهه.
وفي ختام كلمته أكد سيادته على أن كل من بنى مسجدا على حافة النيل أو الترع ثم وجه صرفه إلى النيل أو الترع فهو آثم، فدرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة والضرر يزال.