يطلق المركز القومي للبحوث برئاسة الدكتور أشرف شعلان، مبادرة جديدة للتواصل المجتمعي لوضع نموذج لقرية تتحكم بمرض السكر، مع تحسين نوعية ونمط الحياة، حيث سيتم تدشينها فى قرية الإبراهيمية القبلية بمحافظة دمياط الشهر القادم، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، تحت رعاية سفارة أستراليا بالقاهرة ومحافظة دمياط.
وقالت الدكتورة آمال مختار متولي، أستاذ ورئيس قسم بحوث طب المجتمع بالمركز الباحث الرئيسي للمبادرة، اليوم السبت، إن المبادرة تهدف إلى التصدي لوباء متزايد وهو مرض السكري، حيث سيتم إنشاء قرية نموذجية مع تحسين المعارف والمهارات اللازمة للإدارة الذاتية لمرض السكري على مستوى الفرد والمجموعات، بحيث تكون فعالة ومستدامة.
وأوضحت أنه تم اختيار قرية الإبراهيمية القبلية بدمياط لتدشين تلك المبادرة نتيجة نجاح إعلان تلك القرية لتكون واحدة من ضمن 10 قرى خالية من التهاب الكبد الوبائي في مصر، إلى جانب أن هذه القرية تعد من القرى الأكثر فقرا فى محافظة دمياط، مشيرة إلى أن المبادرة ستستمر لمدة عام، ويبلغ عدد المستفيدين منها جميع سكان القرية، وعددهم 8240 شخصا، حيث سيتم تحسين حياة الأطفال والبالغين المصابين بالسكر (النوع 1 والنوع 2 منه ).
وأضافت أن الفئة المستهدفة الثانوية من المبادرة هم من متطوعي القرية، ومقدمي الرعاية الصحية (الممرضات والأطباء) ومساعديهم في الوحدات الصحية والأخصائيين الاجتماعيين ومنظمات المجتمع المعنية بالصحة، آباء وأولياء أمور الأطفال المصابين بمرض السكري، المعلمين في المدرسة لمكافحة التمييز وإرساء المبادئ التوجيهية لإدارة مرض السكري في المدرسة، وإرشادهم في جعل البيئة المدرسية مكانا أفضل لأطفالهم، وستشمل كذلك مختلف الوكالات الحكومية الأخرى والكيانات الأخرى التي قد لا يعتبرون أن لهم دور واضح في الصحة مثل المعلمين في المدارس وأصحاب العمل والعمال في الخدمة الاجتماعية ورجال الدين، خاصة وأن هذه الشرائح المجتمعية تسهم وتتقاسم مسئولية فى تحسين وحماية صحة المجتمع.
وأشارت إلى أن أنشطة المبادرة التي تتضمن القيام بمسح شامل لتقييم مخاطر الأفراد للإصابه بمرض السكري، والذين لم يتم تشخيصهم من قبل لمعرفة نسبة مرض السكرى بين سكان القرية، وإجراء البحوث الأوليه لتحديد رسائل مقنعة لاختيار نمط حياة صحي للتحكم بالمرض والقيام بالتدخلات اللازمة لتوصيل هذه الرسائل بأفضل طريقة ممكنة، وسيتم تقييم النتائج من خلال تحديد مستوى تغيير السلوك بعد التدخلات، وسيتم إجراء تقييم مقارن قبل وبعد التدخلات، وكذلك مع مجموعة ضابطة مطابقة عشوائية مختارة من قرية مجاورة ذات مستوى اجتماعي واقتصادي مماثل.
وأكدت أن أنشطة المبادرة ستركز على تقديم خطة للتحكم بمرض السكري، لمساعدة الآباء والأمهات والعاملين في خدمة المجتمع وكذلك المعلمين لتقديم أفضل رعاية لاحتياجات الطفل المصاب بالسكري، وكذلك احتياجات الكبار، إلى جانب زيادة الوعي العام من خلال توفير المعلومات الصحيحة للأشخاص الذين يعانون من المرض ومقدمي الرعاية لهم.
وأوضحت أنه سيتم بناء قدرات الفنيين والممرضين لاستخدام الأجهزة المعملية المقدمة للوحدة للكشف عن مرض السكري بين أفراد القرية، وبناء قدرات الأطباء والممرضات ومقدمي الرعاية الصحية والأخصائيين الاجتماعيين لتقديم خطة للتحكم بمرض السكري للمصابين حتى يكونوا قادرين على الكشف عن المضاعفات في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى توفير طريقة تطبيق مطبخ نموذجي من خلال دورات تعليمية لدعم نمط الحياة السليم للمصابين بالمرض.
وأشارت إلى أنه سيتم توفير المواد التعليمية والترويجية الداعمة لنمط الحياة السليم لمرضى السكر وذويهم من مقدمي الرعاية لهم إلى جانب القيام بمتابعة سنوية دورية للتحقق من مهارات وأداء الممرضات المتعلمين والفنيين على أساس سنوي من خلال الحملات التي يقدمها المركز القومي للبحوث والمعهد الوطني للسكر.