رغم قرار عدد من الدول العربية مقاطعة دولة "قطر" نظرًا لدعمها المستمر للإرهاب في المنطقة إلا أن هناك أكثر من 7 دول لم تنصاع لذلك القرار، ودعمت قطر، نظرًا لما يربطهم معًا من مصالح مشتركة، تجعلهم يقفون في صف قطر، وهناك دول التزمت الصمت، وحاولت أن تأخذ مكانة "حمامة السلام" معبرة عن ذلك بأنها تحاول التهدئة بين قطر والدول المقاطعة، وفي هذا التقرير نذكر أسماء الدول الداعمة لقطر وأسرار عدم المقاطعة معها.
باكستان
أكدت دولة باكستان دعمها لدولة قطر في مواجهة قرار المقاطعة الذي صدر من جانب جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن وبعض الدول الأخري، وهو القرار الذي أثار ضجة عالمية كبيرة جدًا في خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب تأثيره الواضح علي الأوضاع في المنطقة العربية ككل.
ويأتى السر وراء دعم باكستان لقطر هو اتفاقية استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر، بموجب اتفاق وقع العام الماضي.
وقال وزير البترول والمصادر الطبيعية، «شهيد خاكان عباسي»، «إن بلاده ستستمر في استيراد الوقود من شركة (قطر غاز) المنتجة للغاز الطبيعي المسال، لتلبية احتياجاتها من الطاقة».
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب التطورات الأخيرة التي شهدت قطع دول عربية أبرزها السعودية والإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة.
وفي إشارة إلى الاتفاق الذي وقع بين الدوحة وإسلام أباد العام الماضي، قال «عباسي» للصحيفة، «إنها صفقة تجارية، وستواصل باكستان استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر».
ويتيح الاتفاق الذي وقع في فبراير 2016، لباكستان استيراد مالا يقل عن 35 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال خلال 15 عامًا، بحسب صحيفة «تريبيون» الباكستانية.
وردا على سؤال بخصوص إمكانية تأثير الأزمة الخليجية، قال «عباسي»، «على حد علمنا، ليس هناك عقوبات على قطر، وليس هناك إمكانية لإلغاء أو تأجيل عملية استيراد الغاز منها».
وأضاف أن حكومة بلاده ستدرس الخيارات في حال واجهت قطر أي نوع من العقوبات الاقتصادية الدولية.
وتستورد باكستان حاليا نحو 600 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي المسال من (قطر غاز).
تركيا
أصدرت تركيا قرار بإرسال 10 ألاف جندي إلي دولة قطر من أجل الدعم والحماية في الفترة المقبلة بعد قطع العلاقات معها، بجانب إرسال كميات كبيرة من المواد الغذائية والأدوية للإستخدام الشخصي داخل الأراضي القطرية، ليكون هناك دعم كبير من جانب باكستان وتركيا لدولة قطر في خلال تلك الأزمة الطاحنة التي تمر بها.
المغرب
أعلنت وزارة الخارجية المغربية فى بيان صحفى لها، أن الملك محمد السادس أعطى تعليمات بإرسال طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر.
وأوضح بيان الوزارة الخارجية المغربية إنه بأمر من الملك محمد السادس، قررت المملكة المغربية إرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى قطر.
وأكدت الوزارة بيانها، أن هذا القرار لا علاقة له بالجوانب السياسية للأزمة القائمة بين دولة قطر ودول شقيقة أخرى.
ألمانيا
ظهر موقف ألمانيا جليًا من بداية الأزمة القطرية والحصار العربي الذي فرض عليها، حيث صرح وزير الخارجية الألمانية، زيجمار جابرييل، في مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد عبد الرحمن، آل ثاني، بأن قطع العلاقات مع الدوحة وفرض الحصار عليها أمرًا غير مقبولًا.
واعتبر وزير الخارجية الألماني أن قطر شريكة استراتيجية لألمانيا في مجال مكافحة الإرهاب.
إلا أن أهم ما يميز العلاقات القطرية الألمانية، هو جانبها الاقتصادي، فقد ظهر التحسن في العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا وقطر بشكل خاص من خلال الإقبال القطري القوي على شراء الأسهم في شركات ألمانية كبيرة أو الاستثمار فيها.
وكانت الاستثمارات القطرية في ألمانيا قد بلغت في مايو الماضي، حوالي 25 مليار دولار، في حين وصل التبادل التجاري بينهما إلى 52 مليار يورو، فيما تشمل هذه الاستثمارات مشروعات حيوية قطاع السيارات وتكنولوجيا المعلومات والبنوك.
إيران
ترتبط قطر وإيران بعلاقات وثيقة، فلدى إيران سفارة في الدوحة ولدى قطر سفارة في طهران، وكلاهما عضوان في أوبك وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، وخلافا لنظيرتيها الدولتين الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات العربية المتحدة، تمتنع قطر عمومًا عن انتقاد الأنشطة الداخلية والخارجية الإيرانية.
وللبلدين علاقة اقتصادية وثيقة، وخاصة في صناعتي النفط والغاز، ويأتي جزء كبير من نفط قطر من حقل مرتبط بإيران، وتسيطر إيران وقطر بشكل مشترك على أكبر حقل للغاز في العالم، وتتمتع قطر بنسبة 13% من إجمالي احتياطيات الغاز المثبتة في العالم، وتنتج قطر 650 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا من قسمها في الحقل، وتنتج إيران 430 مليون مترًا مكعبًا من الغاز من الحقل، بالإضافة إلى الروابط في ميدان النفط والغاز الطبيعي، تتعاون إيران وقطر أيضًا في قطاع النقل البحري.
عمان والكويت
التزمت دولتى "عمان والكويت" الصمت في ازمة قطر ومقاطعة عدد من الدول العربية لها، هو رد فعل الدولتين الباقيتين في مجلس التعاون الخليجي اللاتين لم تتخذا موقفًا من قطر، هذا ما فسره الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، بالمحايدة، بقوله إن الكويت وعمان ليس عندهما مركزًا للقرار، وصحيح أنهما جزء من النظام الخليجي العربي لكنهما يعتبران دولتين محايدتين، وربما يكون تأثرهما في المستقبل، خاصة أن الكويت حاولت التدخل بشكل وسيط، لكنها لم تستطع فعل شيء لتضرر الدول العربية من قطر.