انطلق مهرجان "شكرا تركيا"، وسط حضور شعبي ورسمي على صعيد عربي وتركي، بمنطقة "بكر كوي"، في مدينة إسطنبول.
ومثل المهرجان، الذي تنظمه رابطة "الأكاديميين العرب"، ومؤسسة "النهضة اليمنية التركية"، وشركة "عدن بريز"، "رسالة شكر من شعوب الربيع العربي المتضررة، إلى الشعب والحكومة التركية، على مواقفها الداعمة لتلك الشعوب"، بحسب المنظمين.
ويتضمن المهرجان، الذي يستمر ثلاثة أيام، عددًا من المعارض والنشاطات، والفعاليات الفنية والثقافية، تقدمها بعض الجاليات العربية الموجودة في تركيا.
وقال الشيخ "يوسف القرضاوي"، في كلمة له خلال الحفل "نجتمع اليوم أنا وإخواني لنشكر تركيا، وأحييكم باسم المملكة العربية السعودية ودولة قطر، ومن قدم للناس خدمةً أو نعمةً يجب أن يُشكر عليها، ونحن جئنا لنقدم الشكر لهذا البلد العظيم، الذي قدم للإسلام طيلة تاريخه، خدمات مختلفة، ليس فقط في فترة الخلافة الإسلامية، بل ما قبلها".
وأضاف أن" الأتراك قاموا بدورهم بالدفاع عن الإسلام، ولا يسعنا إلا بتقديم الشكر لتركيا القديمة، والوسيطة، والحديثة، ومن الذي يستطيع أن يقاوم السلطان رجب طيب أردوغان، الذي أصبح يدافع عن الأمة باسم الإسلام والقرآن والسنة والشريعة، وهو الذي يتحدث بالوقوف أمام الوجوه الطاغية، ليقول لهم لا".
وأشار القرضاوي، أن" المسلمين قوة هائلة، ولا يمكن لأحد أن يستعبدهم في الأرض، إلا إذا قبلوا هم بذلك، ومن أراد أن يعيش مسلمًا فيجب أن يعيش كما أراد، حيث قال الله (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، ولا تقوى ولا عبادة إلا بالوحدة، فالإسلام يريد منا قوة واحدة، كالبنيان يشد بعضه بعضا".
بدوره قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنه "ما زال في ذاكراتي وذاكرة إخواني حينما هرع أردوغان إلى دمشق عام 2008، ليقول لفلسطين وأهل المقاومة في غزة، إننا معكم، وأيضا حينما زارنا مستشاره داود أوغلو (رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، حينما كان مستشار لرئيس الوزراء أردوغان في ذلك الوقت)، ليسهر معنا إلى الفجر، وهو يفكر ويجوب العالم لوقف العدوان على غزة، وفي الحرب الأخيرة فقد كنا على تواصل لحظي مع القيادة التركية، حتى انتصرت المقاومة في غزة".
وتابع في كلمة له خلال الحفل، "كيف لنا أن ننسى موقف أردوغان الشجاع في دافوس (المنتدى الاقتصادي العالمي)، وأسطول الحرية ومرمرة، وشهداء تركيا التسعة (سقطوا في العام 2010 بسبب اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأسطول)، الذين امتزجت دماؤهم بفلسطين، لرفع الحصار عن غزة، وما زالت القيادة التركية مصرة على رفع الحصار عن القطاع حتى هذه اللحظة".
واستطرد مشعل قائلا" نشكر تركيا التي وجدناها معنا في كل موقف عظيم، في ظل العطش الذي تعيش به الأمة، ونشكر الجاليات العربية في تركيا على إقامتها لهذا الحفل".
وأوضح أن"قضية اللاجئين، أوضح من أن تشرح، حيث اتسعت أرض تركيا، لملايين اللاجئين، في الوقت الذي ضاقت به الدول الكبرى عن بضعة آلاف"، مضيفًا "تركيا أصبحت نموذجًا في السهل الممتنع، حين تسعى للارتباط مع العالم شرقًا وغربًا، ومع بيئتها الاقليمية في أوروبا، وذلك لمصالح شعبها، لكنها في ذات الوقت تصر على انتمائها للعمق العربي والإسلامي، في زمن ظن فيه أن تركيا قطعت به أواصرها مع تاريخها، ومن يستطيع أن يمسح تارخ تركيا الإسلامي".
وتابع أن"تركيا قدمت النموذج الأوضح لنجاح تجربة الإسلام السياسي، في الحكم والديمقراطية والاقتصاد والحضارة، بعد أن برزت شبهة في عالمنا العربي أنه لا نجاح للسياسة في ظل المشروع الإسلامي، ولا استقرارا في الإقتصاد في ظل الديمقراطية، ويكأن الدكتاتورية هي الضامن الوحيد للاستقرار والاقتصاد، وهذه دعوة ليس للتغني بهذا الأنموذج فقط، بل للاقتداء به مع تكييفه في كل بيئة من بيئاتنا".
وشدد على أن "القيادة التركية ضحت ببعض مصالحها، من أجل مصالح الأمة وقيمها ومبادئها، وهذا شأن الكبار الذين يمشون لغيرهم وليس لأنفسهم فحسب، والبعض اليوم في شماتة مما تعانيه تركيا من حالات الإستهداف والمس بأمنها الداخلي، مبررة أن هذا من ثمرة أخطاء تركيا، والحقيقة ليست كذلك، والذي أصاب تركيا مؤخرًا هو ثمن مواقفها الكبيرة، وأما قصة الأخطاء فمن منا معصوم، وفرق من يخطأ وهو يرقى إلى النجاح، الذي يفشل وينتقل إلى فشل آخر".
وأردف رئيس المكتب السياسي قائلا، إن "البعض يستكثر علينا، حينما نشكر تركيا، ولكنهم يستحقون الشكر على ما فعلوا حقيقة، وليس ما ادعوا، فلماذا كل هذا الجحود، ولقد شكرنا آخرين حينما خدموا القضية الفلسطينة، وقضايا الأمة، وإذا وجب على الأنصار السخاء، فقد وجب على المهاجرين الوفاء".
ووجه رسالة إلى الجاليات العربية والإسلامية قائلا، إنه "كما حفظتكم تركيا، احفظواها سرًا وعلانية، حافظوا على أمنها ومصالحا، ولا تثقلوا عليها، وأعينوها لتعينكم، وأحسنوا تمثيل أوطانكم وقضاياكم في تركيا، بأخلاقكم وتصرفاتكم، ونطمأن الجميع بأن من وقف مع فلسطين، فإن إخوانكم اليوم في الضفة الغربية والقدس، يلتحمون مع الإحتلال، ليدافعوا عن الأقصى وعن مسرى الحبيب محمد، وشعار أهل فلسطين اليوم فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين".
وأشارإلى أن" غزة العزة تطمأنكم، أن فيها أسودا لا يمكن أن ينكسروا أمام العدوان الصهيوني، حيث هنالك يد تقاوم الإحتلال، ويد تكسر الحصار، وفي فلسطين شعب يصر على تحرير أرضه واستعادة قدسه، وقد تسمعون بعض حالات الضعف في فلسطين، لكنهم مصرون على استعادة حقوقهم، وكل دعم مالي وسياسي وجماهي ي يثمر على أرض فلسطين حرية وتحريرا وانتصارا، والاستثمار في فلسطين، وفي قضايا الأمة، هو استثمار ناجح عند الله، وهذه رسالتنا إلى تركيا".